[align=justify]الصديقة الأديبة أستاذة نصيرة تحياتي
اسمحي لي بداية أن أرفع القبعة لك تقديراً على هذا الطرح القيّم والمتعمق في النفس البشرية لهذه القنابل البشرية الموقوتة.. الضحايا الجانية...
منذ فترة غير قصيرة وأنا أبحث بشكل مستفيض وأجمع الوثائق حول مختلف مناحي هذه الآفة الكارثية التي تنخرنا وتشوهنا..
أنت فعلاً في نصك هذا أمسكت بالجزء الأهم والأخطر من المشكلة وسلطت عليه الضوء وقمت بتشريحه أيضاً - هؤلاء الضحايا - الذين يتم غسل أدمغتهم واستعمالهم وقوداً لأكبر المجازر الإجرامية ، المجازر ذات الوجهين مادية ومعنوية وهي الأخطر ، لأنها تحولنا جميعاً كمسلمين إلى مشروع إرهابييين حتى نثبت العكس!!
والعكس لا يمكن لنا إثباته لأنه يعني تنصلنا من كينونتنا
منذ بضعة أيام أخبرتني فتاة شابة محجبة تعمل على الصندوق في سوبر ماركت القريب من منزلي، كيف تعرضت لكم من الشتائم من قبل سيدة متوسطة في العمر وكيف سألتها بهستريا اتهامية عنصرية مهينة : متى ستفجر الزنار الذي تحمله على وسطها؟!
نحن جميعاً نعرف أن داعش ومن قبله القاعدة، ليس تنظيماً بالشكل الذي يظنه البعض ، وأن قياداته مخترقة من إسرائيل والغرب والشرق ومعظم مخابرات العالم، وأولها وللأسف الأنظمة المحلية والاقليمية..
في موطنهم الأصلي أولا..
كلنا وللأسف مذنبون بشكل أو بآخر حين تسببنا أو على الأقل تركنا بلا مبالاة في مدننا العربية جزء من الشعب يتشوه ويتحول لعجينة طيعة بأيدي هؤلاء السفاحون
الفقر.. الجهل .. التخلف .. التعرض للإهانة والعنف منذ الطفولة.. والحياة في كانتونات عشوائية منغلقة على نفسها ومغلقة عليهم على أطراف المدن لا تصلح للحياة الآدمية..
وحين نقول الفقر هنا ، ففقر هذه الفئات غير الفقر العادي الذي نعرفه ونعرف عنه، هو فقر منبوذ تماماً يعيش في مستنقع معزول ينخره الجهل مدارس أطفاله شوارع لا ترحم وتعمل في كل يوم على تشويه إنسانيتهم...
جزيل الشكر والتقدير على هذا النص الذي يفتح المجال واسعاً للحوار حول أهم آفة نتجرع كأس مرارتها وسنتجرع من كأس ويلاتها أكثر....
أتمنى المزيد من التفاعل مع هذا النص وبالتأكيد سيكون لي أكثر من عودة
شكراً لك [/align]