[نجيب الناصيري]

قد يكون الخجول موضوعي في أفكاره وملاحظاته لكنه لا يستطيع أن يكون واقعي في أفعاله لأنها خاضعة لذلك إلاحاس المسيطر عليه وليس لما يعيه ويدركه
فهو يهرب من إثارة إلانتباه لكن إليها يدهب
لأن الناس لا يثيرها إلا ماهو غير عادي فيك والخجل هو الشيء الغير العادي الذي قد يثير تساؤلهم وإستغرابهم من تصرفاتك خصوصا من هم أكثر تحرر ممن انت فيه فتكون عيوبك أمامهم واضحة كوضوح الشمس
الخجول لا يحرجه فعل ماهو غير إجابي أمام للمحيطين به وإنما ماهو غير مألوف أمامهم كشيء يحس أنه مختلف عنهم فيه أو القيام بإشياء لم يكن معتاد على فعلها أمامهم فقد يتجنب أن يفعل أمام الناس أشياء إجابية تجلب له إلا حبهم وتقديرهم له بسبب عدم إعتياده على ذلك
والعكس صحيح قد تجده معتاد أمام الجميع على القيام بأمور غير عادية وغير مقبولة
وبالرغم من أنه في الظاهر قد يدرك ذلك التناقد إلا أنه باطنيا يرى الأمور على غير حقيقتها
وقد تجبره ظروف ما على ممارسة أمور لم يكن يجرؤ على القيام بها فيعتاد عليها مع المداومة لكن تلك ليست خطوات حقيقية نحو التحرر من الخجل كما قد يعتقد بعضنا لأن التعود قابل للتراجع فقد تعود المياه لماجاريها بمجرد إنقطاعه عن ذلك مدة ما
لأن القضاء على الخجل ليس في أن تعود نفسك على ما لا تكون
جريء على فعله لأن التعود الذي كسبته لك ممارسته سيفقدك إياه إلانقطاع عن ذلك التخلص من الخجل هو أن تصبح جريء على فعل كل ما ترى أنه ليس عيبا ومن حقل فعله

بقلمي
أتمنى أن أكون وفقت في توضيح الفكرة

وللحدسث بقية

تحياتي