عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 12 / 2015, 44 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
عمار رماش
ليسانس في اللغة العربية وآدابها - أستاذ مكون في التعليم الابتدائي، يكتب الشعر - القصة - الرواية
 





عمار رماش is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

تقاطـــع خطيــــن متوازييــــن ... !

[align=justify][frame="13 98"]
تقاطع خطين متوازيين...!
[align=justify]في بهو المطار ، وسط هذا الجمع الكبير من البشر ، هناك أربعة أشخاص يسيرون في اتجاهين متعاكسين ، اثنان في كل اتجاه ، يمر الثنائيان بمحاذاة بعضهما البعض فيشكلان حائطا بشريا متنوع التركيبة ، امرأة قمحية البشرة ، سوداء الشعر طويلته ، نحيفة نوعا ما ، واسعة العينين سوداءهما ، بجانب رجل طويل القامة ، قوي البنية ، أبيض البشرة ، يليه رجل يماثله تقريبا ، غير أنه تشوبه سمرة خفيفة ، إلى جانبه امرأة بيضاء ، حوراء ، سوداء الشعر قصيرته . لا تدوم لحظة تكون الحائط المشابه لحائط لاعبي كرة القدم سوى بقدر الخطوة الموالية التي تجعله ينقسم إلى قسمين يتجه كل قسم في اتجاه ، لكن وكقطعة الحلوى التي تترك خيوطا بعد تقسيمها إلى قسمين بقي خيط ما يربط تفكيري شخصين من الثنائيين . لقد نقل ذلك الخيط شرارة رجعت بهما صفحات كثيرة إلى الخلف ، تتقلب أفكار في رأس الرجل الأبيض :" حتى عندما نلتقي صدفة – بعد هذه السنوات – نكون في اتجاهين متعاكسين." مرت في ذهن المرأة قصيرة الشعر فكرة:" إذا ،نحن نسافر إلى المكان نفسه كي نعود إلى المكان نفسه الذي كنا فيه ، لكن الوقت اختلف لنا هذه المرة ! " .
عنّ له أن يستدير ، يرى التغيرات التي لحقتها ، تذكر كيف كان يفعل العكس ذات سنوات شباب ، فلم يكن يطيقها ، وعند مواجهتها ، ورؤيتها تتعمد الخروج حيث يراها وتبتسم له ينظر إليها شزرا ، ويدير رأسه ...، لكن ذلك لم يوقف حماقتها كما كان يعبر ، إلى أن أتت لحظة هدوء تأملها فيها فاخترقت قلبه واحتلته ، وملكته ، ولتبدأ قصة حب وقف لها الواقع بالمرصاد ، فكانت النهاية المحتومة التي غلبت كل محاولاته من أجل إتمامها كما يريد . ذرفا الدموع في ليلة زفافها ، وقضى ليلته تلك هائما ، حتى أنه لما أفاق في الصباح وجد نفسه ملقى في مكان خال...
كانا آنذاك يافعين ، انتبه على صوت زوجته - التي هي أيضا يصر على أنه أحبها – تخبره بدعوة وصلتهما عبر الهاتف تدعوهما إلى العشاء عند أخيه الأصغر...، أدار رأسه بسرعة بعدما كان في اتجاه آخر لكن عيناه عادتا بلا صورة واضحة لها ، توقع أن تستدير هي أيضا لكنه لم ير شيئا من ذلك. أما هي ، فبمجرد تفكك الحائط استدارت فلم تر وجهه . أعادت الكرة لكن بعد أن أعاد صوت زوجته رأسه إلى وضعه الطبيعي ، أعادت رأسها إلى وضعه الطبيعي...
غاب الثنائيان في وسط هذا الكم الهائل من البشر.[/align]
[/frame][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الصالح الجزائري ; 25 / 12 / 2015 الساعة 49 : 01 AM. سبب آخر: إعادة تنسيق النص..
عمار رماش غير متصل   رد مع اقتباس