[حسن الحاجبي]

سيدة النور والبهاء : هدى نور الدين الخطيب
ما لا يعلمه الكثيرون من المنتسبين لهذا الصرح العالي هو أنه صرح للمحبة قبل أي شيء آخر
وأستسمح في أن أسأل : من من رواد نور الأدب رقد في المستشفى بسبب قصيدة ؟ يبدو السؤال غريبا ولاشك ولكنه توطئة لأكشف لكم أمرا لا يعلم به إلا القليلون .
كنا نحمل نور الأدب في صدورنا نحضنه كما يحضن المدمن زجاجة خمره لا يبالي إن رآه الناس وهو يكرعها في الشارع .وكان هناك رجل شهم وطبيب فنان إسمه الدكتور ناصر الشافعي ,كان يكتب ويعلق بين كشف وكشف,يتقاسم وقته في عيادته الطبية مع نور الأدب , وحين مات الرجل كان حاسوبه مفتوحا على صفحة نور الأدب ,مات على المحبة الصادقة لنا جميعا ولنور الأدب . وكان هناك شاعر مبدع وأديب أريب إسمه طلعت سقيرق ,إجتمعنا في حضرته وتفيأنا في ظل إبداعه وفنه ,تعلمنا منه كيف يشمخ الحرف وتزهو القصيدة في وجه العوادي,وذات يوم حزين إنفطر الفؤاد بما اصطبر ,فقالت المحبة للنور آخر الكلمات وأنهت السطور, ومع ذلك عشنا . هدى سيدة المحبين مثقلة بالأحزان لكنها بركان من الحب , آل الخطيب وآل الشما وأهلنا في فلسطين والشام والمغرب العربي ,كلنا نجتمع حول قهوة ميساء ونطير على جناحات الفراشة نصيرة,نقرأ ونكتب ونعلق ونغضب ونضحك , قلوبنا من زجاج شفاف ومن الفرقة أو الفتنة لا نخاف. ....
وحدث أن تسرب إلينا الداء الخبيث, فسقطت العمامة عن رأس الفقيه , وامتشقت السيوف وتخندقت الصفوف وذبلت ورود المحبة وغرقنا في أتون الجراح ,ورمينا بعضنا البعض بالكفر الصراح ... لا أحد يعلم ولا يقدر الظروف العصيبة التي مررنا منها ومازلنا نمر منها إلى اليوم . علم الله أننا على محبتكم دائمون , ولا عاش من يستغبي أصحاب النور وهو بنورهم يعيش ويستضيء.