مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
|
رد: حوار مفتوح مع الأستاذة بوران شمّا
الأخ العزيز الأستاذ والأديب الكبير طلعت سقيرق المحترم
شكرا جزيلا لك على الزهرتين والوردتين والبسمتين وعلى هذا الكلام الرائع والذي يمس شغاف القلب .
أنا أمام أديب وشاعر كبير لااستطيع أن اكتب مثله فاسمح لي أن أتحدث بكلماتي البسيطة كما لوكنا في سهرة عائلية أخرى والتي أتمنى لها أن تتكرر , والآن دعني أتحدث إليك .
أتدرينجميل جدا أن نفتتح مهرجان الحوار معك في عيد ميلادك كي يكون الاحتفاء احتفائينونشيد فرحتنا نشيدين ..لذلك اسمحي لي أن ابتعد قليلا عن نمطية الحوار لأدخل مباشرةفي سهرة عائلية تشبه سهرتنا التي كانت مزدانة بآل شما ومازال عطرها في البال والقلبوالروح ..
هل قلت لك ساعتها كم من وقت لفلسطين في الذاكرة عند بوران شما .. إنلم اقل فها أنا أقول فليتك تجيبين ؟؟..
لفلسطين كل الوقت , وكل العمر . فلسطين أعشقها كما لم أعشق أحدا في حياتي. فلسطين في القلب والعقل معا. فلسطين عاشت معي منذ طفولتي ونعومة أظفاري . مذ كنت طفلة وأنا أسمع من أهلي في البيت , وفي المدرسة من المدرسين كلمات نرددها عن فلسطين : إننا عائدون, سنعود يوما, فلسطين نادت فلبوا النداء, بيتنا في فلسطين , بياراتنا, أراضينا , زيتوننا, برتقالنا , عن عمتي الشهيدة في فلسطين , جدي وأبي وأعمامي وعماتي وهو يبكونها . كل ذلك وأكثر ترسخ في ذاكرتي , وكلما كنت أكبر تكبر معي المأساة وخاصة عندما كبرت و بدأ والدي يحدثني عن فلسطين – وصفد بالذات – بكل التفاصيل , وفي مرحلتي الإعدادية طلبت من والدي أن يشتري لي خارطة فلسطين من الفضة لأعلقها في عنقي , وظلت معلقة في العنق حتى اليوم وإلى الأبد وحتى تتحرر ونرجع إليها. وأصبحت فلسطين وقضيتها هي همي كما هي هم كل الفلسطينيين , كنت أتابع وقتها العمل الوطني الفدائي وكان في أوجه بشغف وفرح وخاصة عندما أسمع بالإذاعة عن العمليات الفدائية وخاصة خطف الطائرات وغيرها . وعندما تخرجت وعملت في المجال الفلسطيني وكانت قد نمت وترعرعت بذور الوطنية التي غرسها الوالد فينا وكبرت , كنت سعيدة وأنا أعمل مع إخوان لي همهم الأول فلسطين وحلمهم تحريرها والعودة لها. فالمعركة مع العدو متعددة الجبهات والميادين , ولعل أخطرها هو ميدان الحضارة والفكر , وسلاحها المؤثر هو الكلمة .
وحتى اليوم وأنا في مدرستي ومشاغلي الكثيرة ولكن فلسطين تحتل مساحة كبيرة من الذاكرة ولا أخفيك أنني دخلت منتداكم الكريم كفلسطينية تريد أن تسجل الموسوعة الفلسطينية لتبقى في ذاكرة الأجيال .
عندما كنت عندك في المدرسة ، في زيارةربما طالت ، حدثتني عن أسماء كثيرة كان لها حضورها وفعلها وبصمتها في الموسوعةالفلسطينية .. أنستطيع أن نفرد الأوراق من جديد؟؟..
أستاذ طلعت , زيارتك لي في المدرسة كنت أتمنى لو أنها كانت أطول فقد سعدت بها جدا جدا.
وتحدثنا عن أشياء كثيرة , وفعلا ذكرت لك أسماء فاعلة كان لها أكبر في انجاز الموسوعة الفلسطينية . ولم أعد أذكر عن من تحدثت , ولكن يهمني هنا أن أسجل أهم هذه الأسماء :
الأستاذ أحمد مرعشلي –رحمه الله- هو الأب الروحي للموسوعة ومؤسسها , وقد تولى أعمال رئاسة مجلس الإدارة , وبذل نفسه وروحه لإنجاز هذا العمل وخروجه إلى الوجود . ولابد لي من أن أذكر عرفانا , فضل هذا الإنسان علي فقد كان الموجه والمرشد والداعم لي في عملي . أيضا أذكر الأستاذ عبد الهادي هاشم –رحمه الله- فقد كان رئيسا للتحرير في القسم الأول وكان يتمتع بأخلاقية عالية في التعامل مع لجنة التحرير التي تعمل معه ومع الإداريين والفنيين وكل العاملين.وأطال الله بعمره أذكر الدكتور أنيس صايغ , فقد تولى رئاسة التحرير للقسم الثاني من الموسوعة , ثم تولى رئاسة مجلس الإدارة بعد وفاة الأستاذ المرعشلي. والدكتور أنيس كما يعرفه الجميع إنسانا بكل معنى الكلمة مهذبا لبقا في تعامله مع الجميع , همه الموسوعة وإصدارها على أفضل مايكون , ولا يفوتني أن أسجل أيضا تقديري واحترامي له فقد كان أيضا موجها ومرشدا للجميع لمصلحة العمل .
أستاذ طلعت هنالك أسماء كثيرة عملت معها في الموسوعة من محررين وباحثين وأعضاء مجلس إدارة وأعضاء المجلس الاستشاري وزملاء إداريين في العمل كلهم كانوا من خيرة الناس.
لاأعرف إن كنت قد حدثتك عن أحد وتريد سماع ذلك مرة أخرى فأنا مستعدة لذلك .
سنوات طويلة من العمر ذهبتوأنت تعملين في الموسوعة كمشروع ومنجز صار واقعا فيما بعد ماذا عن هذه السنوات ؟؟..
ماذا عن المنجز وماذا يشكل في شجرة ما تركناه لفلسطين ومن اجلها ؟؟..
خمسة عشر عاما , سنوات طويلة من العمر, هي أحلى أيام العمر , بكل تعبها, فهذه السنوات كانت لي مدرسة تعلمت منها الكثير الكثير وتعرفت خلالها على شخصيات ثقافية وعلمية عربية وفلسطينية كثيرة ونهلت من العلم والمعرفة خلال قراءاتي لكثير من المواد التي كانت تصل لنا, وسافرت خلال عملي إلى دول عربية كثيرة خلال اجتماعات مجلس الإدارة والمجلس الاستشاري.والأهم من هذا كله هو أننا كنا نعمل لأجل هدف نضالي كبير ومشروع وطني وحضاري , وإن دل هذا العمل على شيء فإنما يدل على قوة العزيمة , وصلابة الإرادة وطول النفس عند الذين قاموا عليه , فاحتضنوه فكرة ومشروعا, ورعوه ونموه واقعا ووجودا ,
فالموسوعة الفلسطينية هي شجرة كبيرة كنت أتمنى لو أنها أثمرت أكثر وأكثر من أجل فلسطينومن أجل الأجيال القادمة .
الموسوعة وصلت لنا مكتملة ووجدنا فيها كنزا من المعرفة لا يقدر بثمن ماذا عنالفكرة والجهد والرحلة التي طالت لإنجاز هذا المشروع ؟؟..
الرحلة كانت طويلة وشاقة , لكن سأختصر الكلام لأقول أنه عندما قوي الشعور بالحاجة إلى هذا المؤلف الشامل عن فلسطين عند نفر خيَر من أبناء شعبنا ووجد تجسيدا له في مشروع تأليف (الموسوعة الفلسطينية ) تضم بين ضفتيها كل مايتعلق بفلسطين وتقف بنمط تأليفها وأسلوب تبويبها وإخراجها على قدم المساواة مع أحدث أساليب التصنيف الموسوعي الجامع .
وانتقل المشروع من عالم الفكرة المتصورة إلى أرض الواقع وخطا خطواته الأولى على طريق الوجود والتحقق بالاتفاقية التي عقدت بين دائرة التربية بمنظمة التحرير الفلسطينية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية في كانون الأول/ديسمبر 1974, وفور توقيع الاتفاقية وتشكيل مجلس الإدارة والمجلس الاستشاري ألفت هيئة الموسوعة فريق عمل من عدد من الأساتذة المتخصصين العاملين في الجامعات العربية أوكلت إليه اختيار عناوين المواد التفصيلية التي ينبغي للموسوعة أن تعالجها في قطاعات الأرض والشعب والحضارة والقضية والإعلام , ورشح فريق العمل طائفة من الباحثين المعروفين بكفايتهم وتخصصهم ليسهموا في تحرير المواد التي تدخل في اختصاصهم , ومضت رحلة العمل منذ عام 1976 متروية متأنية لنبدأ بعدها مرحلة التنفيذ والعمل الدؤوب والشاق , فقد كان الجهد كبيرا وكانت الرحلة طويلة ولكن لله الحمد صدر القسم الأول من الموسوعة عام 1984 بمجلداته الأربعة , وتابعنا العمل رغم المصاعب والعقبات الكبيرة ليصدر القسم الثاني بمجلداته الستة وفهرسه عام 1990 , وهذا كان زمنا قياسيا لإصدار مثل هذا العمل .
هذه لمحة صغيرة وسريعة عن الرحلة لإنجاز هذا المشروع .
الأستاذة بوران شماتغوص الآن في صور فلسطين .. المدن .. القرى .. المعالم .. كنت تحدثينني وعيناكذاهبتان مع إحدى المدن الفلسطينية .. ما قصتك مع المتابعة الآن هل تشعرين أنك أماممسؤولية ما ؟؟.
صحيح ألهث دائما وراء كل ماهو فلسطيني وسأتابع ذلك إلى آخر العمر . فقد تابعت مؤخرا موقع الكتروني بعنوان فلسطين في الذاكرة . وهو موقع رائع وعبارة عن موسوعة الكترونية عن فلسطين تهتم بالصور , وفعلا بدأت بتسجيل هذه الصور لكل المدن الفلسطينية لأقوم بتوثيقها وسأتابع الموضوع بإذن الله . طبعا أشعر بالمسؤولية تجاه كل مايثبت للعالم أن فلسطين عربية ويدحض المزاعم الصهيونية الكاذبة . وأنا أشعر أنني أمام مسؤولية وطنية كبيرة وهي إتمام مابدأناه من العمل في الموسوعة الفلسطينية وهذه مسؤولية كل فلسطيني وطني حر , ولكن كيف؟ لاأعرف .
سألتك عن مشاريع الغد فرأيت وميض إصرار ..كونك قبضت على جمرةالعمل في الموسوعة فماذا تخبئين للغد ؟؟..
ماذا في ذهنك عن العمل في منتدياتنور الأدب أنت والأستاذة ناهد شما ؟؟...
أظن أنني جاوبت على ذلك قبل قليل , فأنا فعلا أتطلع وأتمنى لو نتابع العمل في الموسوعة ونصدر الأقسام الأخرى التي لم تر النور , كترجمة الموسوعة , وإدراج الصور والخرائط, والإحصاءات , وغيرها . ولكن كيف ؟ هذا يحتاج للكثير من آليات العمل ومن الدعم المادي ..... وكأنني أحلم .
أما بالنسبة لمنتديات نور الأدب فأرجو أن نوفق أنا وأختي ناهد إلى توثيق الموسوعة الفلسطينية بقسميها الأول والثاني بكل موادهما وبذلك تكون مرجعا الكترونيا رائعا على منتدى نور الأدب .
وبعد ذلك سيكون بإذن الله لنا مشاريع عمل أخرى .
هل أثقل في كثرة أسئلتي ؟؟..تحملينيقليلا وجاوبي متى تشائين .. أخوك احمد فنان تشكيلي يرسم لفلسطين ، وأنتن أربع أخواتكنتن تحتفلن في الحديث عن فلسطين ..فهل توزعتن العمل
من أجل فلسطين ..
بالعكس تماما أستاذ طلعت فأنا سعيدة جدا بمهرجان الحوار هذا وبأسئلتك .
نعم أخي الحبيب أحمد هو فنان تشكيلي موهوب وقد رسم لوحات كثيرة جميلة لفلسطين وللمسجد الأقصى ولصفد كانت رائعة جدا . أما نحن البنات الأربع فكل منا يعمل في اختصاصه لفلسطين ولغير فلسطين , فكلنا في البيت تربينا أن نكون فلسطينيون حتى النخاع والعظم ونعيش جميعا على أمل العودة إلى صفد الحبيبة.
شكرا لك وأرجو أن أكون قد لبيت المطلوب .
|