عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 08 / 2008, 41 : 04 PM   رقم المشاركة : [25]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: حوار مفتوح مع الأستاذة بوران شمّا

الأخت العزيزة الأستاذة نصيرة تختوخ المحترمة

أشكرك , أستاذة نصيرة, على ترحيبك الجميل ,وأرحب بك في هذا الحوار, واسمحي لي أن أجيب على أسئلتك :
بينما ينادي البعض بالعولمة ويشجعون الانصهار نرى مثقفين كبار وحتى أناسا عاديين يخشون من سطوة الغرب على الشرق بطريقة جديدة عدا الاستيطان أو الاستعمار المباشرللأراضي فنجد إدوارد سعيد مثلا بحث كثيرا في موضوع الإستشراق و أحواله وكتاباتالمستشرقين وشدد على أهمية صيانة والحفاظ على اللغة و الثقافة فنجده يقول:'فقد دعم الإستشراق و دعم من قبل الضغوط الثقافية العامة التي كانت تميل إلى أن تزيد صلابةالحس بالتمايز بين الأجزاء الآسيوية و الأوروبية من العالم.
الإستشراق كان،جوهريا، مذهبا سياسيا مورس إراديا على الشرق لأن الشرق كان أضعف من الغرب الذي ساوى بين اختلاف الشرق و ضعفه"وكذلك و"مالم تتمكن الثقافةالعربية من الإسهام بحرية في صنع ذاتهافسيكون الأمر وكما أنها لم تكن.
وفي هذا السياق ، إذا كان دور أي كاتب يعتبر نفسه منخرطا جديا فيواقع عصره هو قبل كل شيء دوره كمنتج للفكر واللغة يوجه اهتمامه الجذري إلى ضمان بقاء ماكان يتهدده خطر الانقراض الوشيك".

ونلمس في كلامه هذا تلك النية المبيتة بتشويه الشرق الضعيف لتسييره وخدمة السياسة وأهميةدور المثقف كحام للغة و الثقافة.أما المفكر المغربي المهدي المنجرة فيرى أن العولمة مرادفة للأمركةومادامت كذلك فهي من سلالة الاستعمار و من جنس الإرهاب وليست تواصلا ولا انفتاحالأن الشعوب تواصلت على مدى العصور و عبر التاريخ وظلت على علاقة دائمةيبعضها.
فكيف ترين العولمة و موجة الانفتاح ألا تخشينها وهي كما يلقبها البعض استعمار جديد على نطاق واسع؟

العولمة في اللغة تعني جعل الشيء عالمي الانتشار . فالعولمة ظاهرة متعددة الأوجه .
نعم ,أنا مع الرأي القائل أن العولمة هي قرين الأمركة وهذا هو الرأي السائد عند جمهرة الساسة والمفكرين .
لقد انهارت أوروبا أمام الغزو السينمائي أو التلفزيوني الأمريكي كما ذكر بعض المفكرين ولم يحمها شعار الاستثناء الثقافي الذي وضعه وزير الخارجية الفرنسي . وشعرت كثير من الدول بالقلق من هذه التحولات الثقافية والحضارية التي شهدها العالم . وقد قال وزير الخارجية الكندي: (لئن كان الاحتكار أمرا سيئا في صناعة استهلاكية فإنه أسوأ إلى أقصى درجة في صناعة الثقافة حيث لايقتصر الأمر على تثبيت الأسعار وإنما تثبيت الأفكار ) .
فإن كان هذا الانهيار والقلق قد حصل في الدول الكبرى التي تدرك خطورة العولمة , فما بالك , ياأستاذة نصيرة , في الدول الصغرى والمهزومة والتي ترى أن نهضتها إنما تكون بالانسلاخ عن هويتها والوقوع في شرك التبعية , خاصة بعد إرهاب الأمركة الذي امتد هديره بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليجرف بطوفانه مابقي من ذاكرة الشعوب .
العولمة , على ماأظن , لم تكن كما كان يرجى منها , بأن تسود العالم ثقافة إنسانية تناسب كل الناس وتساعد على تعاونهم وتطورهم والاستفادة من خبرات وخيرات بعضهم بعضا . بل كادت العولمة وكاد التحديث أن يكون تقريبا بسبب هذا التفوق الغربي وعدم تسامح حضارته مع الحضارات الأخرى .
إذن هذه العولمة إنما تخدم مصالح وأفكار الطرف القوي في العالم وتطمس الأطراف الأخرى وهي ليست العولمة التي يحتاجها العالم في هذه المرحلة أو يتطلع إليها .
إن الخوف الحقيقي من العولمة هو على هويات العالم وثقافاته من اكتساح العولمة الغربية وفرض الاتجاه الواحد جاء نتيجة الضعف والضمور في بنية بعض تلك الهويات والثقافات وتكويناتها , مما يستدعي ضرورة التجديد الداخلي لمزيد من الحماية والمناعة والتحصين .
فالعولمة التي يحتاج إليها العالم هي التي يشترك الجميع في وضعها وصياغتها لا أن ينفرد طرف واحد بها ويسخرها لمصالح امتيازاته ووفق فلسفته الفكرية والاقتصادية والاجتماعية . فالمستقبل ليس مفتوحا على الغرب , فحسب, بل هو مفتوح على كل الثقافات والأمم والحضارات .

كيف تنظر مناضلة فلسطينية إلى حال ثقافتنا العربية ؟مهددة هي أم مصونة؟ أيوفيها أبنائها حقها؟

لكل أمة ثقافتها, وثقافتنا العربية , بعناصرها المختلفة: عاداتها ومفاهيمها منهاجها وتقاليدها وقوانينها وغير ذلك , نعتز بها أشد الاعتزاز وهي مع لغتنا العربية هويتنا القومية . وهي للأسف مهددة , فالعولمة التي كنا نتحدث عنها ماهي إلا غطاء لاستنزاف ثروات العالم , وللقضاء على ثقافات الأمم الأخرى , لأن العولمة تتدخل حتى في صياغة مناهج الثقافة والعلم لهذه الأمم , وهذا يغير من تفكير الأجيال القادمة ويهدد ثقافتها ولغتها. لذا أتمنى أن تتضافر الجهود لمنع هذا الاستعمار الجديد الذي يهدد ثقافتنا ولغتنا وديننا , وعل أبناء هذه الثقافة العمل على حمايتها وصونها. وأخيرا إن سألت بوران شما عن الثقافة و اللغة العربية فأي الأوصاف ستزور مخيلتها ؟

اللغة والثقافة العربية قديمة بل موغلة في القدم . فإن مايقرأ في اللغة العربية عمره ألفي عام , بينما مايقرأ بالانكليزية فعمره ثمانمائة عام . تصوري هذه الصفة الجميلة للغتنا وثقافتنا وحضارتنا. .
إن الاعتزاز بلغتنا العربية ليس اعتزازا بذات اللغة بقدر ماهو اعتزازا بالثقافة التي تمثلها هذه اللغة . لأن لكل شعب ثقافته التي يتميز بها عن غيره وتنعكس هذه الثقافة على لغة هذا الشعب . ولله الحمد التكامل بين لغتنا العربية وثقافتنا على درجة كبيرة من الأهمية , فاللغة العربية هي المرآة الحقيقية للثقافة العربية وهي روحها وحياتها .
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس