[align=justify]يسعدني أن أكون ضيفاً عبر صفحات " نور الأدب "..هذه الصفحات التي أنشأتها في بلاد اﻹغتراب كندا ، أخت عزيزة عايشتها منذ طفولتها وكان لوالدها الشاعر الإعلامي والصحافي اللامع المرحوم نور الدين الخطيب تأثير كبير عليّ في ترغيبي بالعمل الصحفي ، عندما كان مديراً لجريدة "لسان الحال".وقد علمني اختيار حلو الكلام ..
أما والدتها السيدة بهية الرافعي رحمها الله فقد علمتني فن اﻹبتسام الدائم وكانت أختاً كبيرة عزيزة .
قدموس هو أحد أبناء ملك صور " أجينور" من زوجته "تلفاسا"إلى جانب إخوته "فينيق"أو فينيكس و"قيليق" أو قيليقوس وتاسوس.
اهتمّ قدموس بالعلم والابتكار ، فكان يمضي معظم وقته في الطبيعة يراقب الأشجار والنباتات والحيوانات وطبائع اﻹنسان واحتياجاته وعلاقاته مع اﻵخرين ، وقد ساءه ان يختلف الناس مع بعضهم البعض بسبب عدم تفهمهم للإشارات والنطق بها ، إذ كانوا يعتمدون على اﻷحرف المسمارية والهيروغليفية .
فكر قدموس في ابتكار حرف يتميز به أبناء مملكة صور ، فالتقى بكثير من التجار والكتاب والكهنة في جميع الممالك المجاورة، حتى توصل إلى نحت أحرفه على ألواح جيرية ، وعزم على طرحها أمام الناس وتعليمهم كتابتها ونطقها كي تكون وسيلة التفاهم والتخاطب بينهم..
تقول الرواية أن قدموس توجه الى بيبلوس وهي مدينة اشتهرت بتخزين ورق البردي.
وفي بيبلوس أو جُبيل، عقد قدموس أول مؤتمر علمي، جمع فيه كبار الكهنة والكتّاب والتجّار، ليبحثوا في إنجاز مشروع كتابة اﻷحرف الجديدة حتى تكون وسيلة التفاهم بين شعوب العالم القديم..
وفيما كانت بيبلوس ( 1) تحتفل بإنجاز أول مشروع علمي لكتابة اﻷحرف اﻷبجدية الجديدة ، والناس مبهورون بهذا اﻹنجاز المذهل، وصل إلى بيبلوس رسول الملك أجينور وأبلغ قدموس خبر اختطاف أخته "أوروب" (2).
جزع قدموس لهذا الخبر وطلب من معاونيه العودة إلى القصر استعداداً للعودة إلى صور. بينما أكمل قدموس المؤتمر وكان في آخر جلسة له.
حكاية قدموس رويتها في كتاب مخطوط عنوانه : "لبنان جبل من الجنة ".
وربما أصدر قصة قدموس في كتاب منفصل بالنظر ﻷهميته في ابراز البنية
اﻷولى للحضارة العلمية التي ساهم بها قدموس واستطاع نشرها في العالم القديم، إنطلاقاً من اليونان.
لقد حلل قدموس وعلماء عصره، نبرات الصوت ووضعوا لكل صوت من أصوات الحلق ، صورة معينة كالباء والجيم والدال والفاء.. وبذلك يمكن الاكتفاء بأربعة وعشرين حرفاً بدلاً من مئات الرسوم والصور.
وحتى نبين عبقرية قدموس ، ﻻبد من اﻹشارة إلى أنه اختار منطقة بحر إيجه لتكون منطلقا للبحث عن أخته "أوروب" فيما توجه أخوه فينيق إلى شمال أفريقيا وقيليق إلى شمال تركيا أما تاسوس فلم يرِد عنه خبر..في رودوس بدأ قدموس تعليم سكانها الدوريون doriens اﻷبجدية الجديدة ..ثم أقام في عدة جزر وخليج سالونيك ثم بيوسيا عند كورنثيا وفيها التقى بحارة فينيقيين أخبروه بوفاة أبيه وتولي أخيه فينيق عرش صور واُطلق اسمه على صور والممالك التي وصل إليها نفوذه فصارت تسمى فينيقيا.
لم يستطع قدموس العثور على أخته "أوروب" ﻷن كاهنة معبد "دلفي"طلبت منه عدم البحث عنها ﻷنه لن يلتقيها. وتقول الرواية ان قدموس بنى عدة مدن في اليونان ومنها" ثيبا"او"تيبا" و"اسبارطة" و" قدميا" نسبة اليه.وتاسوس نسبة ﻷخيه.وأقام تمثاﻻ ﻷخته "أوروب" أمام معبد" إيل". ويقول المؤرخ "سترابو": إن الفينيقيين إخترعوا اﻷبجدية و علموا اليونان الفلك والهندسة والجبر وأساليب الملاحة البحرية.
1- بيبلوس هي مدينة جُبيل في شمال لبنان
2- أوروب هي الأميرة أوروبا التي سميت القارة الأوروبية تيمناً باسمها[/align]