[align=justify]أرحب بك عزيزي المهندس الشاعر علاء زايد فارس..وقد أسعدني اطلاعك على ماكتبت بشأن نشوء الكون باﻹنشطار الهادىء وليس باﻹنفجار العظيم ، كما ادعى العلماء. وأيدهم في ذلك علماء مسلمون ، مستندين في ذلك إلى تفسيرهم الخاطئ لكلمة "رتق" التي وردت في اﻵية 30 من سورة " فصلت "في قول الله تعالى :" أولم ير الذين كفروا أن السموات واﻷرض كانتا رتقا ففتقناهما.." والفتق الذي فسره العلماء بمعنى " ففتقناهما" أي " ففجرناهما " ليؤكدوا على نظرية خيالية اخترعها اﻷب البلجيكي جورج لو متر . فهل يوافق علماء المسلمين وغيرهم على أن الكون نشأ بالتفجير، أي بالعنف وهم يعرفون أن الله لطيف خبير. إن الفتق في اللغة يعني الفصل بين ملتحم..
والملتحم هنا ، هو الكتلة المائية الهائلة التي تشكل منها الكون استنادا إلى قول الله تعالى" وكان عرشه على الماء ". والفتق الذي تم بين السموات واﻷرض بعد أن" كانتا رتقا" أي كتلة واحدة ملتحمة، جرة فصلهما بتبخر الماء الكوني ، وليس بانفجار عظيم بالمعنى التصادمي بين كتلتين عظيمتين..أو بالمعنى التفجيري لكتلة تضخمت ثم انفجرت..
ولعل الكتلة المائية الهائلة ، تعرضت لحدث كيميائي عظيم نتج عن تسليط قوةهائلة من اﻷشعاع الحراري، على الكتلة المائية التي كانت تملأ الكون. وهذه القوة الحرارية، تفوق الطاقة الحرارية التي نعرفها للشمس..وتقدر بنحو 72000 كيلو وات ولمة زمنية غير محددة، مما أدى إلى تبخر جزء كبير من الماء الذي سما وارتفع فوق الماء ، فسميت "سماء". ثم تحول بخار الما ء إلى سبع سموات طباقا. أما الكتلة اليابسة من الماء الكوني المتبقي من بعد التبخر ، تماماً كما يحد عندما يتبخر الماء في الوعاء ويترك شوائب عضوية بيضاء اللون.
فقد تفتت بسبب الضغط الجوي والحرارة الشديدة واﻷمطار الكونية التي تساقطت على الكتلة الملتهبة ..فتناثرت شظاياها وتحولت إلى مجرات ومعرات وسدم وسحائب غازية وبخارية..وعندما تصادمت هذه الشظايا الضخمة ببعضها البعض ، تكوكبت وفجر بعضها بعضا، مما أدى إلى تحولها إلى كواكب وشموس ونجوم وأقمار..وسدم وحضائن لتوليد النجوم المضيئة..
إننا إذا تحدثنا عن نظرية الإنفجار العظيم التي أعلن عنها العلماء ولم يثبتوها حتى اﻵن ، على الرغم من كمية اﻷبحاث التي أجروها والنظريات التي افترضوها، منذ أن قال اﻷب لومتر أن الكون كان عبارة عن بيضة تمددت ثم انفجرت بشكل مروع، مما أدى الى نشوء الكواكب والنجوم والمجرات. وللعلم ، فإن فكرة البيضة الكونية تحدث عنها الهندوس في كتابهم المقدس " منو سمارتي" قبل ألفي سنة..وقالوا إن "برماتا" خلق الماء بالفكر..ثم ألقى فيها بزرة..فصارت البزرة بيضة ذهبية لها لمعان الشمس. ثم انبعث منها "برماتما" في صورة "براهما " جد العالم كله. ونظرية" البيضة الكونية" تعتبر تفسيراً وتطويراً لما أعلن عنه العالم الروسي "الكسندر فريدمان " عندما قال عام 1924 أن الكون نشأ من كتلة غازية شديدة اللمعان والحرارة، أي ما يعادل 10 وإلى يمينها 32 صفراً درجة مئوية.. أو ما يزيد عن حرارة الشمس بثماني مرات من قوة سطوعها البالغ نحو15-20 مليون درجة مئوية.
ويبدو أن العالم " جورج غامو " تحمس لنظرية "لو ماتر " الذي خرج بفكرة تمدد الكون الذي كان كتلة من المادة كثيفة الحرارة..وقد انفجرت هذه الكتلة (البيضة الكونية).منذعدة ملايين من السنين.
ويبدو أن ألبرت أينشتاين، تحمس أيضاً لفكرة لوماتر..لكنه في معادﻻته الرياضية والفيزيائية، تنبأ باستحالة وجود كون غير منته و غير متجانس.. وسكوني. لكن العلماء، أكدوا عكس نظرية اينشتاين، ﻷن الكون ﻻنهائي.. وانه اوسع مما كانوا يتخيلون.
[/align]