عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 02 / 2016, 24 : 11 PM   رقم المشاركة : [41]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: حوارنا المفتوح مع الأستاذ هشام طالب الشاعر الباحث في العلوم الكونية وتاريخ الحضار

رؤيتي مختلفة ب 180 درجة حول وجود الله ولا احبذ اثارة غضب من يؤمن ، انما اعبر عن راي ذاتي وبنفس الوقت أحترم كل من يختلف عن رؤيتي، ولا ارى ضرورة لحوار سفسطائي حول الموضوع.
رؤيتي تعتمد مفاهيم فلسفية وقواعد علمية ليس من السهل ان اشطبها ، لذلك اتحايد هذا الحوار عن الايمان وعن الله .. لاني لا ارى انه يعطي اي قيمة ..
الايمان مسالة لا يمكن تناولها الا في اطار فكري . بينما ما الاحظه ان هذا الحوار يتحول عربيا الى اتجاعات لا اراها تتلائم مع ثقافتي. .
بما ان الحوار بدأ حول الايمان والدين والجنائني اضيف لكم من احدى مراجعاتي حول فلسفة الدين ما يلي:
تدرس فلسفة الدين (Philosophy of religion) مواضيع ذهنية لا يربطها بالواقع الحياتي المباشر أي رابط، وصحيح القول ان فلسفة الدين هي دراسة ما وراء الطبيعية مثل قصص الخلق والموت وقضية وجود الخالق وطبيعته، لم يبقى العلم خارج اهتمام الفلسفة الدينية بل التاريخ يروي لنا قصصا كثيرة عما واجهه العلماء بظل الفكر الديني واقرب نموذج لنا هو كوبرنيكوس الذي كان راهباً وعالماً رياضيا وفيلسوفا فلكياً ويعتبر أحد أعظم علماء عصره. صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها ويعتبر مؤسس علم الفلك الحديث. بسبب نظريته العلمية عزله الفاتيكان عام 1543 بتهمة الكفر طبعا لأن الكنيسة آمنت خلال 12 قرنا ان الأرض مركز الكون والشمس تدور حولها وليست الشمس مركز الكون . أيضا غاليلو الذي نشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية ، حوكم عام 1616 بتهمة الهرطقة وكاد ان يعدم، ثم خفف الحكم الى الإقامة الجبرية ، ومنع من ممارسة أبحاثه ومنعت كتبه.
اعكف جاليليو جاليلي في بيته تحت أمر الإقامة الجبرية، حافظ على عدم نقاش نظام كوبرنيكوس علنا واهتم بدراسة حركة أقمار المشتري واتخاذها كأداة لقياس الزمن من أجل حل مشكلة خطوط الطول.فيما بعد أعادت الكنيسة لكوبرنيكوس وجاليلو اعتبارهما وطبعت كتبهما.
هناك ديانات توحيدية يتمسك بعض رجال دينها حتى اليوم بنفس الرؤية الكنسية من القرون الوسطى.. نموذج الشيخ بن باز الذي انبرى للدفاع وتكفير من يدعي ان الأرض ليست مسطحة بل كرويه بكتابه المشهور والتافه "الصقر المنقض على من ادعى كروية الارض" غير ان العلماء كانوا وما زالوا على "درجة من الغباء" حتى اليوم بحيث لم يوافقوا بعد مع بن باز..!!
تعرف الفلسفة تيارا يطلق عليه اسم "اللاأدرية" (Agnostic) - انتبهوا ليس اللاقدرية- وهو تيار يقول انه لا يمكن إثبات وجود الله بناء على المعطيات الموجودة بيدنا،لكن هذا التيار لا ينكر إمكانية ان يكون الله موجودا. هو تيار قريب نوعا ما للفكر الإلحادي الذي يرى انه لا وجود إطلاقا للإله.
الماركسية فسرت الدين بأنه شكل من أشكال الوعي الاجتماعي يعبر عنه كانعكاس أسطوري غيبي للقوى الطبيعية والاجتماعية المسيطرة على الإنسان.
من الواضح تماما ان الحوار بين الملحدين والمؤمنين هو حوار عبثي بين عالمين مختلفين عقليا ونفسيا وفكريا ورؤية للحياة.

باسكال بليز ،هو فيلسوف لاهوتي فرنسي وعالم فيزياء ورياضيات عاش في القرن السابع عشر بين 1723 حتى 1662 اشتهر بفلسفته اللاهوتية. قال باسكال أمرا مثيرا، بأن القرار الذي يختاره الإنسان حول إيمانه بالله يشبه المقامرة، فسر موقفه ، وهو فيلسوف اللاهوت، بأنه إذا كان قرارنا المراهنة بأن الله موجود، ويتبين في النهاية أننا أخطأنا وأن الله غير موجود، عندها خسارتنا لن تكون كبيرة. لكن إذا انعكس الأمر وقامرنا على أن الله غير موجود وتبين في النهاية انه موجود، عندها ستكون خسارتنا فادحة جدا، لأننا سنخسر الجائزة الكبرى : السعادة الأبدية في ملكوت الله. لذلك نجد أن باسكال اختار أفضل خيار حسب ما توصل إليه تفكيره، أن يعيش حياته وكأن الله موجود.
هذا الموقف الباسكالي ترك أثره على فلسفة باسكال لدرجة أن الإيمان بالله صار يعرف فلسفيا في الدراسات الأكاديمية باصطلاح : "مقامرة باسكال". لكنه ليس موضوعنا الآن..إنما قصدت أن أصور لكم الله حسب ما يتصوره فيلسوف لاهوتي: الإيمان مقامرة ، خسارتها غير هامة ولكن ربحها عظيم .


وحتى تفهموني جيدا اليكم احدى قصصي عن الايمان


ايمان...

كانت امرأة ورعة متدينة تخرج كل صباح لبلكونة بيتها، تنظر إلى السماء وتصرخ بأعلى صوتها وهي تفرد ذراعيها على أوسع ما تستطيع: "مجدوا الله". لكن جارها كافر ابن كافر، كان يغضب من صرختها الصباحية التي تحرمه من ساعة نوم أخرى، فيطل من شباك بيته ويصرخ نحوها: " لا يوجد الله".
وهكذا عاشا سنوات. لا حديث بينهما، حتى ولا سلام. هي تصرخ كل فجر: "مجدوا الله" وهو يصرخ بعدها غاضباً: "لا يوجد الله".
حدث أن واجهت المرأة وضعاً مالياً صعباً جداً، لدرجة أنها عانت من الجوع، مع ذلك لم تتوقف عن الصياح فجراً: "مجدوا الله" وفورا يجيئها رد جارها: "لا يوجد الله". لكن الجوع أرهقها، فضعف صوتها، وقفت ذليلة في فجر أحد الأيام تنظر إلى السماء وتقول: "منذ يومين لم يدخل الطعام فمي، يا إلهي إبعث لي ما ينقذني من جوعي... ليتمجد اسمك.. مجدوا الله".
انتظرت أن يرد جارها كعادته، لكنه لم يرد، استبشرت خيراً أن الله أخرسه كما كانت تطلب في صلواتها من الرب. أيقنت أن الرب لن يتخلى عنها وسيبعث لها ما ينقذها من جوعها.
عندما فتحت باب بيتها بعد ساعة أو أكثر لتذهب إلى السوق علها تجد بعض ما يصلح للأكل في عربات القمامة، فوجئت بأكياس الطعام من خضار وفواكه ولحوم ودجاج وأسماك أمام باب بيتها، فصرخت بسعادة: "مجدوا الله". وإذ بجارها يفتح باب بيته ويصيح بها: "أنا من اشتريت لك الطعام، لا يوجد الله".
نظرت اليه السيدة مبتسمة وصرخت: "مجدوا الله، مجدوه كثيراً... لأنه زودني بالطعام وجعل الشيطان الكافر يدفع ثمنه".




نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس