[align=justify]أستاذ زين العابدين إبراهيم.. بدأت ياعزيزي بشعر للمتصوفة في اﻹلهيات لتدلل على الحق والعدل وقوة اﻹيمان..وتشير إلى الفيض اﻹلهي المتجلي بالحكمة الربانية في الوجود..وهذا أمر جميل.. أما موضوع العقائد ومدى انسجامها مع العلم فهو أمر يملي علينا القول بأن العقيدة اﻹسلامية تفرض علينا العلم والتعلم ..ونحن نعرف أن أول خطاب إلهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.:إقرأ. . أي تعلم يامحمد.. أما باقي العقائد فهي ذات أهداف متعددة مالم تستمد جميع مبادئها من القرآني الكريم والسنة النبوية المطهرة.. وهذه العقائد التي تدعي اﻹسلام جهراً ربما تخفي أهدافا موتورة ، سراً.. وهي من أخطرأسباب التفرقة بين المسلمين أنفسهم ، ﻷن أصحاب هذه العقائد يعملون على جمع مريدين لهم من خلال جمعيات وفرق تؤذي اﻹسلام وتعمل على تفريقهم وربما تؤدي إلى صدامات وحروب..؟ أما لماذا ينتظر المسلمون أي اكتشاف أو نظرية علمية يعلن عنها الغرب فيتقبلوها ويتسابقون للبحث عن آية قرآنية تتطابق معها، فهذا سببه الجهل بالتفسير اللغوي والعلمي لكثير من المفردات القرآنية .. ومن يقوم بذلك هم من رجال الدين ومن سار في ركابهم ، ليظهروا مدى شطارتهم واهتمامهم بالعلوم..والعلوم منهم براء.. والمثال على ذلك يتجلى في تبني علماء ورجال دين لنظرية نشوء الكون باﻹنفجار العظيم وقد أكدوا عليها استناداً إلى آية قرآنية تقول : أو لم ير الذين كفروا أن السموات واﻷرض كانتا رتقا ففتقناهما.. وقد فسروا كلمة "فتقنا" بمعنى فجرنا..وهذا خطأ فادح ﻷن الفتق تعني انفصال رتق أوكتلة ملتحمة..وقد شرحت نظريتي في سياق اﻷسئلة الموجهة لي. ومما يؤسف له أن هؤﻻء المفسرين شرحوا للناس في مؤلفاتهم محاضراتهم ماقاله الغرب وزينوا لهم أفكارهم بآيات قرآنية ليسهما بالتزوير والخداع. وبعض هؤﻻء رفضوا مناقشتي في موضوع نشوء الكون باﻹنشطار الهادئ كما أعلنته في كتبي ومحاضراتي. وللعلم يا سيدي الكريم ، فإن تدبر اﻵيات الكونية والعلمية في المصحف المجيد كثيرة جداً وما علينا إﻻ تفسيرها بشكل علمي يتلاءم مع موقعها والهدف من ورودها. وآمل أن يمدني الله بالصحة حتى أستطيع تحقيق هذا اﻹنجاز المهم بعد أن أفرغ من وضع مجلداتي بعنوان :"البناء الكوني منذ فجر الخليقة وحتى قيام الساعة".
في سؤالك الثاني أستاذ زين العابدين، تتمنى فصل الدين عن العلم، حتى ﻻنقع في المغالطات.. وتتمنى في السؤال الثالث فصل الدين عن السياسة.. وماتتمناه ياعزيزي شأن اصطلى بناره الدين والعلم ثم الدين والسياسة.. فأما الفصل بين الدين والسياسة فقد أثبت نجاحه في معظم البلدان فيما الدول التي يطغى الدين فيها على سياستها ..فإن الفشل سيلاحقها خصوصا إذا كان لهذه الدولة الدينية أطماع وأهداف مشبوهة. أما فصل العلم عن الدين فهو أمر مختلف ، خصوصاً إذا كان المقصود بذلك الدين اﻹسلامي الذي يعتبر قرآنه كتاب علمي شامل.. ومن يتدبر آياته بدقة الباحث والعالم ، يستطيع التأكيد على أن القرآن الكريم يوضح الكثير من الفرضيات العلمية التي اكتشفها العلماء والتي لم يكتشفها بعد.لذلك أفترض ضرورة التلازم بين العلم والدين.خصوصاً وأن العلم اجتهاد والدين ثابت.
سؤالك الرابع أستاذ زين العابدين، يضع اﻹصبع على الجرح..وهو يتعلق برجال الدين.. واعتقد أنني سأجيبك على سؤالك بروية ، نظراً لحساسيته. ليس في اﻹسلام قداسة ﻷحد وانما القداسة من صنع البشر أنفسهم بغية الحفاظ على نفوذ ومكانة رجال دين بعينهم ممن تتوفر لهم الحماية السياسية..ويحتاجهم السياسيون لتحقيق مآرب خاصة. هذه الفئة المنقادة من رجال الدين تؤدي دورها في توجيه الجمهور وفق الرأي السياسي التابعة لنفوذه.. ويمكن لهذه الفئة أيضاً إصدار الفتاوى كيفما أرادها السياسي أوالحاكم ..واﻷمثلة كثيرة على ذاك خصوصاً عندما تتعارض الفتاوى بين معممين أو أكثر. مقابل ذلك، هناك فئة من رجال الدين اﻷشداء في الله ،يقولون كلمتهم في الحق وفي وجه سلطان جائر..ﻻيخشون لومة ﻻئم، لذلك فإن العديد من هؤﻻء تعرضوا للأذى واﻹضطهاد. وفي التاريخ اﻹسلامي الكثير من الشواهد واﻷمثلة من كلا الفئتين. أما اشارتك يا عزيزي عن هبوط اﻹنسان على سطح القمر ..فهذه خدعة كبيرة صدقها العالم وقد أظهروها بإخراج سينمائي متقن ليردوا بها على نجاح السوفيات في الدوران حول القمر.
[/align]