رد: عـــــودة بعد التيــــــه
كنت شاهدا على عدّة حروب ومشاركا في " بعض المعارك " ، حملت رفاق لي ماتوا قبل الوصول لمكان يُسعفون فيه
وبعضهم مات لأن لا مكان نحملهم إليه ... شاهدتهم يموتون ببطئ ، عرفت معنى الحصار والجوع وعانيت مرات في
اقبية أجهزة الدولة درك مخابرات عسكر .. وكنا في كل مرة يُعلن فيها وقف القتال كنا نفرح ونحلم بالساعة التي نعود
فيها للحياة الطبيعية ، كأفراد مقاتلين لم يكن يهمنا غير انتهاء المعارك .. لم تكن تعنينا المكاسب ، ولم نكن نشعر
لا بطعم الهزيمة ولا بطعم النصر . عندما تورطنا في الحروب لم نكن ندري أننا وقود لمطامع وكنا نصرخ أن تسقط
الحكومة وينهار النظام بل سطونا على الدولة وصرنا أظلم من أجهزتها مئات المرات صادرنا ليس الخبز فقط بل
صادرنا المعلبات في كل المتاجر .. ذلينا الناس على الحواجز ، ذليناهم أمام بعض الفران العاملة ، على محطات الوقود
كنا نقتل أي معترض على السعر الذي كنا نفرضه .. كل ذلك كان باسم الشعب وباسم الثورة وانتهت الحرب بعد 15 عاما
هكذا فجأة .. حينما أعلنوا وقفا للحرب تجاوزنا المتاريس .. هكذا فجاة شربنا شايا عندمن كنا نطالب بقتلهم ثم اكتشفنا
اننا وقودا حطبا ودمنا كان في بورصة العهر السياسي فاعتلى زعماء المليشيات سدة الحكم وبعد عشرين عاما
طمروا لبنان بالقمامة وصرنا منذ زمن .. زمن بعيد نترحم
على كميل شمعون وبيار الحلو وفؤاد شهاب وعصر المكتب الثاني .. أي والله ولا أعرف كيف انزلق من انزلق
وشواهد لبنان كانت حاضرة بقوة . وشواهد العراق لا تخفى على أحد ..!
عفوا .. عفوا منك أيها العزيز أنا انزلقت وكنت فقط سأقول لك ان قلمك رائع
وسردك ليس جامح تضع الكلمة في الميزان الدقيق قبل كتابتها سلمت يداك
|