يسرني أن أرحب بالإعلامية اللبنانية أماني فارس لمتابعة الحوار في منتديات نور اﻷدب.. وأن أرد على أسئلتها التي تشغل بالها وترغب في معرفة إجاباتي عنها. الدكتورة نوال السعداوي حالة استثنائية في تاريخ المرأة المصرية والعربية عموماً..وقد استساغها البعض ورفضها البعض اﻵخر..وهذا أمر طبيعي . والدكتورة نوال شاءت إخراج المرأة المصرية من واقع العادات والتقاليد البالية إلى عصر اﻹنفتاح على واقع العلم والتحضر..وببدو أنها استفاضت في النقد لدرجة لم يتقبلها المجتمع الذكوري في مصر وحتى جزء كبير من المجتمع الأنثوي. ويبدو أنها في أسلوبها الفكري ، نحت أحيانا منحى الفكر الغربي المنفتح على السهل الممتنع..لذلك كانت تجربتها اﻹرشادية منسجمة مع المثل المصري الذي يقول :"الرصاصة اللي متصبش..تدوش. ".
ردي على السؤال الثاني للإعلامية أماني فارس أن الوجودية تتعارض مع الدين نعم..وهي سم في دسم التفلسف الغربي الذي يعمل على التشكيك في أبسط المفاهيم الدينية اﻹسلامية والمسيحية على حد سواء.
ورداً على سؤلك بشأن الفكر اليهودي تجاه الديانة المسيحية أقول :المسيح عليه السلام جاء نبياً لليهود..غير أن اليهود رفضوه وسخروا منه وعذبوه..{وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}. والذين استجابوا لتعاليم المسيح وناصروه، إستقلوا بالدين المسيحي..أماباقي اليهود فقد ظلوا على غيهم وضلالهم. من هنا نلحظ أن اليهود وخاصة الصهاينة يحاربون جميع اﻷديان بشتى الوسائل المتاحة..ومنها المسيحية.
واذا أردنا الحديث عن الحضارة العربية والقول أنها قامت على أكتاف علماء الفرس ..فهذا أمر مردود ﻷن بعض العلماء من أصول فارسية لم يضعوا مؤلفاتهم وهم فرساً وإنما أعلنوا إسلامهم وتعلموا العربية. بعد ذلك وضعوا مؤلفاتهم من منطلق إسلامي بحت. وليس من و ضع الحضارة العربية إﻻ العرب أنفسهم ..بدليل ظهور عشرات العلماء العرب في عصور إسلامية متتابعة.ومنهم أخذ الغرب مجمل علوم الفلك والطب والصيدلة والحساب والرياضيات وغيرها.
ثم إن الدولة الإسلامية في العهدين اﻷموي والعباسي شجعوا العلم والعلماء وفتحوا أمامهم سبل اﻹبداع واﻹبتكار ومدوهم بالمال والمواد ليسهلوا لهم شؤونهم العلمية. ثم إن العرب عندما أنشأؤا حضارتهم في اﻷندلس..هل هم الذين أنشأوها ..أم علماء الفرس هم الذين أنشؤها!..
تسألني اﻹعلامية اللبنانية أماني فارس عن معيار الثقافة ومستوى الفرد..وجوابي لها ببساطة شديدة أن المثقف يختلف عن المتعلم..إذ كثيراً ما نلتقي بأصحاب شهادات عليا لكنهم يفتقدون للثقافة العامة عندما يجمع اللقاء بين مثقف متمكن من الحوار وبين متعلم ﻻيستطيع المشاركة بالحوار. وفي أحيان كثيرة قد يكون المثقف من غير حملة الشهادات لكن يقرأ ويتابع مجمل اﻷحداث والتطورات وسائر العلوم والفنون.