05 / 03 / 2016, 55 : 05 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
شاعر وصحفي باحث في العلوم الكونية وتاريخ الحضارات، لديه عدد من المؤلفات والكتب الشعرية والأدبية وفي تاريخ الحضارات عامة ولبنان خاصّة
|
نور الدين الخطيب.. إسم يلامس الذاكرة بنشوة الماضي الجميل.. هشام طالب
[align=justify]نور الدين الخطيب.. إسم يلامس الذاكرة بنشوة الماضي الجميل.. كان هامة ﻻ تستطيع إﻻ أن تشعر بتأثيره الكارزمي وأنت تقف أمامه، لكن هذه الشخصية التي شغلت الناس والمهمة والنافذة في عالم الصحافة والشعر والأدب وهموم الوطن ، أيام كان للصحافة في لبنان وزن وللصحافي كلمة..لم يكن ذلك اﻹنسان المتعالي..وﻻ هو ذلك الرجل المهيمن.. كانت الوداعة متأصلة في تربيته وأخلاقه. واللطافة طبع من محاسن طباعه.. لكن نور الدين الخطيب ، كان أيضاً مضيفاً يصلك إلى محيط من العلم والثقافة وتفاصيل الخبر ودقة الرواية وشديد الخطابة وملكة الشعر .. وفي عالم الصحافة لم يكن نور الدين الخطيب صحافياً عادياً..وإنما كان من الصحافيين اﻷوائل في لبنان من حيث الحضور و النطق بالكلمة المناسبة في موضعها المناسب. كنت صغيراً عندما افتتح داراً ومكتباً لجريدة "لسان الحال " التي رأس تحريرها ووصلت بجهوده لثاني جريدة في لبنان، وكان مكتبه في شارع البوليفار بطرابلس، والذي كان حينها أهم شوارع المدينة..ولعل مكتبه أول مكتب صحافة في طرابلس.. ومن هذا المكتب، فتحت نافذتي على نشاطات نور الدين الخطيب في الإعلام والسياسة وقضايا المجتمع والخطابة التي جعلته اﻷهم بين الخطباء لقوة كلمته وشدة نبرته وعذوبة صوته ووطنيته وصلابة مواقفه وحسن طلته وقامته..أتذكر نور الدين الخطيب وهو يدلف إلى مكتبه كل صباح بحنو صوته وهو يقول : إي أبوأحمد شوفي أخباراليوم..هل اتصل اﻷستاذ جبران (جبران حايك صاحب جريدة لسان الحال) أو اﻷستاذ عدلي (عدلي الحج سكرتيره). وأبو أحمد ، والدي الذي كان يرغب في أن أتعلم الصحافة من اﻷستاذ نور عندما ﻻحظ اهتمامي باللغة العربية والصحافة ومحاوﻻتي آنذاك كتابة الشعر. وكان اﻷستاذ نور الدين الخطيب يرحب بوجودي في المكتب ويرعى موهبتي. وكان يشجع والدي على إحضاري يوم الجمعة ..وغالبا ما أرافق والدي إلى منزل اﻷستاذ في أبي سمراء وكانت معرفتي باﻷستاذ نور الدين الخطيب حميمية رغم فارق السن. وزوجته السيّدة بهية الرافعي - طيب الله ثراها - كانت قريبة جداً من نفسي.
وفي يوم يماثل هذه اﻷيام ﻻحظت أن والدي- رحمه الله- مضطرب في تصرفاته وقد ارتدى ملابسه على عجل وقال بحرقة : مات اﻷستاذ نور الدين ..؟؟ للوهلة اﻷولى، لم أستوعب الخبر ..لكنني عندما ذهبت إلى منزل اﻷستاذ، ورأيت جموع النسوة يملأن الصالة إستقبلتني " السيدة بهية" بصوت عالي النبرة قائلة :هشام مات نور.. مات الذي كان يحبك. ؟
نعم مات نور الدين الخطيب. وتفجر في داخلي حزن موجع.. أيقنت أنني لن أراه بعد الآن.. لكن صورته استقرت في وجداني وفي ذاكرتي.. وتابعت زيارة منزله ﻷجلس مع هدى أراها تخربش الكلمات في بداياتها وتصوغ الأفكار ثم صارت فيما بعد تحذر في اختيار الكلمات لتكون قوافي لما تكتب وكنت معها في خطواتها الأولى في عالم الصحافة.. ثم دارت اﻷيام وفرقتنا السنين ..وجاءني خبر وفاة "السيدة بهية"..وعاد الحنين إلى الماضي والتقيت بهدى لنستعيد معاً ذكريات الماضي وقد أصبحت صحفية وأديبة محترفة تمتلك ناصية الكلمة والحرف بالإضافة لمنصبها الوظيفي الهام..وأصبحت ولله الحمد باحثاً في العلوم الكونية وتاريخ الحضارات وأكتب الشعر والنثر وغيرها من العلوم والمعارف.
رحمك الله يا نور الدين الخطيب وقد عادت إليك البهية..وجعل مثواكما جنان الخلد. وهذه أختي الحبيبة هدى ﻻتكف عن التفكير بكما .. وكذلك نجلاء . . ونحمد الله تعالى أن من عليهما بنعمة الحياة لتكونا لكما موئلاً للحب والذكرى ..وقد تركتما في هذه الحياة الفانية أروع ذكرى . حفظ الله اﻷديبة اﻷستاذة هدى وشقيقتها العزيزة نجلاء من كل مكروه وأمدهما بالصحة والعافية.
وآمل من الباري تعالى أن يمدني بالصحة والعافية كي أقف مع العزيزة هدى في تنفيذ مشروعها الثقافي التاريخي .. وأن يكلأها الباري تعالى بعين الرعاية والصحة كي تحقق هذه اﻷمنيات . ونعم المولى ونعم النصير..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|