[align=justify]اﻷديبة الرائعة هدى الخطيب .أنت تستفزينني كي أتحدث عن طرابلس. وقد أثخنتينني بما أعشقه فيها من تراث عتيق ومنتجات تميزت بها على مر الزمن.. طرابلس ياسيدتي ،هي العشق الزاحف دون هوادة نحو قلبي وعقلي . وهي الفرح الذي يتغشاني كلما ذكرتها..أو التقيت أحد أبنائها.. طرابلس الفرح الدائم ،وإن تعارضت يوماً مع أي شكل من أشكال العنف واﻹضطراب...ﻷنها تعود حتما هادئة ساكنة ، تنعم في العيش فيها شرائح متنوعة من أطياف البشر. في كل مرة أزور طرابلس..ﻻبد أن يأخذني الحنين إلى أسواقها الداخلية ..فأمعن مشياً وتأملاً في دكاكينها وأشخاصها .. وغالباً ما أحدق في بعض الوجوه التي أشعر أنني ما أزال أتذكرها.. وكم اشتاق للصلاة في الجامع المنصوري الكبير حيث أشعر بالطمأنية والهدوء وأنا أنظر الى اتساع مصلاه المغروس بالأعمدة.. وهاهي ميضأته المميزة عن سواها ترحب بالمصلين كي يلتقوا خلف إمام ورع يؤمهم للصلاة..ومتى خرجت من أسواقها أهيم في الشوارع التي تدق كنائسها أجراس الصلوات... تلك ومضة من حب طرابلس. فما أحلاه سائر الوميض والتألق..[/align]