عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 03 / 2016, 02 : 08 AM   رقم المشاركة : [106]
هشام طالب
شاعر وصحفي باحث في العلوم الكونية وتاريخ الحضارات، لديه عدد من المؤلفات والكتب الشعرية والأدبية وفي تاريخ الحضارات عامة ولبنان خاصّة

 الصورة الرمزية هشام طالب
 





هشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond reputeهشام طالب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

رد: حوارنا المفتوح مع الأستاذ هشام طالب الشاعر الباحث في العلوم الكونية وتاريخ الحضار

[align=justify]من هنا أستطيع أن أعود لأسئلتك أستاذة هدى
السؤال الخطير الآن الذي يطرح نفسه بقوة بين الأوساط العلمية يقول :
هل تبدأ نهاية العالم من أوروبا ؟
والجواب ليس افتراض قيام الساعة وانهيار الكون ، فهذا الأمر علمه عند الله وحده .. وما أريد التنبيه بشأنه هو مخاطر التجربة المثيرة التي يعتزم العلماء إجراؤها في المصادم الهادروني التابع ل " المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية " ( سيرن ) الذي بوشر العمل به عام 2008 بين فرنسا وسويسرا بمشاركة من 12 دولة أوروبية ، وذلك في نفق طوله 27 كلم وعلى عمق يصل إلى 100 متر.
بدأ بناء المصادم الأوروبي الجديد عام 1999 بهدف محاكاة الظروف الفيزيائية لنظرية نشوء الكون بالإنفجار العظيم ، بغية تأكيدها أو إلغائها..
ويكون ذلك بتحطيم جزيئات الذرة عن طريق صدمها ببعضها البعض ، من خلال إطلاق حزمتين متقابلتين من البروتون السالب وضديد البروتون السالب .
وقال أحد العلماء, إننا نعمل على إعادة إنتاج نفس ظروف جزء من المليون من الثانية التي أعقبت حدث الإنفجار ..وتكوّن مجموعات من الجزيئات الذرية الصغيرة جداً تسمى الكوارك والكلوون، حتى يمكن فهم : كيف تشكل الكون . وما هي العناصر الذرية التي لم يتعرف عليها العلما ء ، ومنها بوزون" هيغز" الذي ينسف نظرية فيزيائية لأينشتاين تتعلق بالضوء؟
عام 2008 باشرالعلماء في المصادم الهادروني، بإجراء الأبحاث والتجارب الفيزيائية العادية . وإلى الآن ، لم يغامروا بإجراء تجربة تصادم البروتون السالب مع ضديده .. ومنذ ذلك الحين تعرض المصادم لكثير من المشكلات التقنية التي أخّرت تشغيله لعدة سنوات ، مما جعل العلماء يبتكرون الحلول الفورية..وهذه الإبتكارات ، تعتبر فتحا جديداً في تقانة التكنولوجيا الفيزيائية.
والأمر الأهم في ذلك، هو إمكانية إقدام العلماء على إجراء تجربة التصادم بين البروتون السالب مع ضديده، لأن في ذلك تكمن الخطورة التي لابد أن يتوقعها العلماء وهم يعرفون مدى القوة التدميرية التي يحملها هذا العنصر النووي عندما يصطدم مع عناصر ذرية أخرى.
ويجب التذكير هنا أن لجنة الطاقة الذرية الدولية ، تحدثت عن خطورة البروتون السالب وقالت إن السيطرة عليه صعبة ..خصوصاً وأن القوة التفجيرية لأي جسم من أي مادة ، قد تصطدم بالبروتون السلبي ، توازي الطاقة المتولدة منهما أي حوالي مليون ونصف المليون طن من الفحم المشتعل و أن عشرة أرطال من البروتون السلبي يكفي لتدمير الأرض برمتها ..
وتبين أن البروتون السلبي أو البرتون الأويّل يحمل شحنة كهربائية موجبة تمثل واحداً في نواة الهيدروجين .. أي أن قوة البروتون السلبي ، تقدر ب5،6 مليون إلكترو فولت .
ونحمد الله أن البروتون السلبي موجود في الفضاء الخارحي للأرض ، وهو قصير العمر إذ أنه يعيش لفترة زمنية لاتزيد عن واحد من ألف مليون من الثانية، لكنه يتجدد باستمرار في مسارات فضائية غير مرئية ، وهذا الأمر يخيف العلماء لأنه يعرّض مركباتهم للخطر ، وهم لن ينسوا ما حدث للمركبة الفضائية "كولومبيا " التي تعرضت لانفجار هائل ، عند عودتها من مهمة علمية وقبل دخولها الغلاف الجوي للأرض ، في شباط عام 2003 وقيل يومها أن سبب الإنفجار عطل تقني . وتبين لاحقاً أن كولومبيا إرتطمت بمسار ناشئ من البروتون السالب بجناحها الأيسر ..مما أدى إلى تدميرها.
لذلك ، من الضروري جداً دراسة الأفعال الممكن حدوثها عن التصادم الذي تأجل أكثر من مرة ،ومنها عام 2009 و2012 لأسباب تتعلق بالتبريد والتدفئة و غيرها .

والآن ، ماذا يمكن أن يحدث ، إذا أجرى العلماء التجربة ؟
هل تكون البداية لنهاية الأرض؟
وهل يبدأ فناء العالم من أوروبا؟
وماذا ينتظر الأرض والإنسان نتيجة لهذه التجربة المخيفة ، خصوصاً إذا علمنا إن من أهم وأخطر الموضوعات التي تواجه التقدم الفيزيائي ، هو استخدام المادة وأضدادها ..فعندما يتصادمان معاً ، يحطم أحدهما الآخر؟
وخلال جزء من الثانية ، تتحول كتلتيهما إلى طاقة تدميرية هائلة بشكل مفاجئ.. وهذه الطاقة قد لا تبقي ولا تذر والعياذ بالله..
ومع ذلك نقول ، إنه إذا نجح العلماء في إنتاج طاقة نووية جديدة جراء هذ التصادم والسيطرة على مخاطره ، فقد تستخدم هذه الطاقة لتسيير الصواريخ والمركبات الفضائية والطائرات والسفن والقطارات والمصانع ، وقد تستخدم في الحروب لتدمير مناطق بعينها ..
وقد يتوصل العلماء من خلال مغامراتهم العلمية هذه ، إلى معرفة كيف نشأ الكون ، من وجهة نظر فيزيائية بحتة .وليس نشوء الكون كما حدث قبيل التصادمات بين فتات وشظايا الكتلة الكونية الأولى .. وما نتج عنها من انفجارات نجمية أعقبت نشوء السموات والأرض وسائرالمجرات والكواكب والنجوم.
يبقى أن نشير في هذا السياق إلى أن من أهم تجارب المصادم النووي الأوروبي ، هو تصادم أيونات الرصاص (ب بي) التي تنتج كرات نار أصلية تسمى بلازما الكواركات والكلونات .ويدرس العلماء أيضا تصادمات البروتون السلبي مع ضديده كنقطة مرجعية في تطور حركة الفيزياء النوعية .
ومن الأبحاث التي يعلق العلماءالأهمية على نتائجها ، هي تصادم الكواركات والكواركات المضادة ،ذات الدرجات ، وذلك لفهم حدوث الغياب الغاض للمادة المضادة في الكون .
ويهمني هنا القول بأن البروتون السلبي وضديده لايوجدان في غلاف الأرض المتأين ،وإنما خارجه ..وقد اطلق عليه العلماء لقب " المارد النووي " لأنه يمتلك طاقة تدميرية مخيفة . وقد تم التعرف عليه عام 1955 عندما كان " أرنست أورلندو لورنس" في معمله الذري بجامعة كاليفورنيا ، إذ هتف بأعلى صوته : هذا هو المارد الذي أرعب العلماء منذ ربع قرن من الزمن .

[/align]
هشام طالب غير متصل   رد مع اقتباس