08 / 03 / 2016, 27 : 11 AM
|
رقم المشاركة : [111]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: حوارنا المفتوح مع الأستاذ هشام طالب الشاعر الباحث في العلوم الكونية وتاريخ الحضار
[align=justify] لا شك أن موسوعة " الحنين إلى بيروت " في غاية الأهمية
يقال أن بيروت هي أكثر مدينة في لبنان فيها عائلات من أصول مغاربية ( مغربية وجزائرية ) ، هل هذا صحيح وكيف؟؟
ذكرتني عن بدايات القرن العشرين وحكايته ، وقبضايات ( أبطال ) بيروت ، القمباز مع الطربوش والشوارب الطويلة المفتولة والمقواة بالعنبر، والتي كانت تعتبر رمز الرجولة ( المرجلة) ، وتاريخ بيروت غني جداً بكثير من حكايات الشهامة والرجولة ، ولعله يحضرني هنا قصة
سيرة " عبد الحي " أحد قبضايات بيروت في مطالع القرن العشرين، والذي ذهب قوله مثلاً: " المرجلة مرجوحة الأبطال".
كان ذلك في بداية الانتداب الفرنسي، و كان عبد الحي يومئذٍ بالإضافة لكونه من قبضايات زمانه، شاعراً شعبياً يرتجل المواويل البغدادية الموشحة أحياناً بالأحاسيس الوطنية، ثم بدأت السلطة ملاحقته بتهمة ملفقة و عندما عجزت من العثور عليه أغرت ابن خالته بوظيفة إن هو أرشد رجال الأمن إليه.
ودخل ابن الخالة هذا، و دخل وراءه بعض رجال الأمن إلى حيث عبدالحي، الذي كان على بيّنة من تورط ابن خالته في ملاحقته، فصاح به: و أنت أيضاً يا ابن ال! و تناوله بطلق أرداه قتيلاً، واستسلم بعدئذٍ إلى رجال الأمن.
ولم تكن في حق عبدالحي تهمة توجب إعدامه والتخلص منه، ما عدا تهمة قتل ابن خالته عمداً، فنشطت المساعي لإقناع الخالة بإسقاط حقها عن عبدالحي، وهو ابن شقيقتها، لإبعاد حبل المشنقة عن عنقه، فقالت أنها قد تغفر له قتل ابنها، لكنها لا تغفر له قوله لابنها يا ابن العاهرة! فإذا كان يقبل أن يقول في المحكمة أن أمه هي العاهرة، لا أنا، أسامحه عندئذٍ بدم ابني!
وعرض الأمر على عبدالحي في السجن فقال: " أمي أنجبت بطلاً وخالتي أسقطت من رحمها خائناً و أنا لا أستطيع أن أنقض واقع الحال مهما آل المآل ".
و صدر أخيراً حكم الإعدام في حق عبدالحي بتهمة قتل ابن خالته عمداً.
واحتشد الناس في ساحة قصر العدل ساعة تنفيذ الحكم لإلقاء النظرة الأخيرة على الرجل السيّد في مواقف الكرامة.
وحضرت كذلك خالته للتشفّي برؤية قاتل ابنها معلقاً بحبل المشنقة، و جيء بعبد الحي و سأله رجال الأمن بموجب القوانين المرعية، ماذا يطلب قبل تنفيذ الحكم ، قال: " أن أودع الحياة بموال بغدادي" ، فاستجيب طلبه و صعد إلى منصة المشنقة منتصباً شامخ الأنف و صاح:
نجمـي غرب يا خالـقي ! والفجر بان وطل
والدهـر مد إيدو على ورد الريــاض وطال
عـندي شـبيه إن قصر بالعار عمري وطال
قـولـوا لأمّـي فـتــاكِ مـات عـالـي الـراس
و لو عـلقـوا يا خالتـي عنـقي أنـا بـمراس
صابر على حكم القضا ثابت شديد المراس
والـمشـنـقة يا عاهرة! مرجوحـة الأبطـال
ليتك أستاذ هشام تروي لنا شيئاً من وحي موسوعتك عن الوجه الثقافي لبيروت ، ولمحة إن أمكن عن القبضيات والمراجل التي اشتهروا بهاوما حكاية صنوبر بيروت الشهير؟؟
عميق تقديري لك وللجميع[/align]
|
|
|
|