[align=justify]سؤالك أستاذ عمار رماش ، أجاب على سؤالك، ﻷن التاريخ يكتبه المنتصر فعلاً..لذلك لم تسجل اﻷحداث التاريخية الحقيقة كما هي ، وإنما كما يراها وكما يريدها المنتصر؟ من هذا المنطلق ، يقع المؤرخون في دوامة الحيرة من معلومات متضاربة ومتناثرة عن حدث ما.. وغالباً ما يتناقل ذات المعلومات عدد من المؤرخين فيخالها سائر الباحثين حقيقية..فيتم اعتمادها في اﻷبحاث التاريخية وفي كتب التعليم المدرسي والجامعي. وحتى نكون على بينة من بعض اﻷمثال أن كتب التاريخ قالت لنا أن اﻹسكندرالمقدوني المعروف بذي القرنين ، هو إبن الملك فيليب ملك مقدونيا في اليونان. وحقيقة اﻷمر أن فيليب هو جده ﻷمه هيلايا أو هيلاي وقيل هيلانه.وأن والده هو دار اﻷكبر أو داريوس بن بهمن بن اسفنديار ابن بستاشب ملك بلاد فارس الذي قبل الزواج منها مقابل أن يخفض مكوثه على والده الملك فيليب بن بطريوس بن هرمس. وعندما حملت اليه، أمر بمداواتها من رائحة عرقها الكريهة بورق شجرة"سندر"أو "سندروس" بعد غليه بالماء. لكن الرائحة لم تذهب عنها فردها الى أبيها بعد أن تغشاها. وفي قصر أبيها فيليب أو فيليبوس انجبت طفلاً أطلقت عليه إسما مشتقا من شجرة "سندر "وهو باليونانية "سندروس"فصار اسمه" سندروس"وعندما تم تحريف اﻹسم صار الكسندروس وتعني المدافع عن البشر، وجعله العرب"اسكندر". لذلك شاء اﻹسكندرتوحيد ملكه و انشاء حضارة تجمع بين الشرق والغرب عرفت باسم الحضارة "الهللينية"أو"الهلليستينية نسبة ﻷمه"هلايا" فزوج عشرة آﻻف جندي من عشرة آﻻف فارسية بعد أن انتصر على أخيه داريوس الثاني. وقد نسب المؤرخون بنوة اﻹسكندر إلى الملك فيليب ﻷنه ولد وعاش في كنف جده ﻷمه . والمؤرخون اليونان أشاعوا أن اﻹسكندر مقدوني وهو إبن الملك فيليب .. هذا نموذج من صور التزوير التاريخي..ويمكننا القول أن التاريخ البشري مزور بنسبة كبيرة جداً في كل مكان وكل زمان.. وهل يمكن أن نعرف لماذا أمرت ملكة إسبانيا حوالي العام 1492بإحراق كل خرائط ووثائق ثمانية بحارة مغاربة هم من أرشد البحار اﻹيطالي كرستوف كولومبوس إلى العالم الجديد الذي عرف فيما بعد باسم أميركا نسبة ﻷميركو دي فاسبوتشي..؟ لذلك ، يؤسفني القول أن التاريخ ﻻيمكن أن يكون صحيحاً ﻷي شعب من الشعوب بسبب ماشابه من تحريف وتزوير وتجهيل وإضافات. و نحن نعلم أيضا أن التاريخ اﻹسلامي تعرض للكثير من تخريب وتغيير أحداثه وشخوصه..وقد تدخلت فيه أقلام يهودية ومجوسية وفارسية ، شوهته بقدر كبير لوﻻ وجود بعض الكتب التي دونت الحقائق كما هي ..ومع ذلك عمد الكثيرون إلى تشويه هذه الكتب وإعادة طباعتها من جديد لتثبيت الوقائع التاريخية التي يريدون من خلالها تشويه هذا التاريخ المشرق.[/align]