26 / 03 / 2016, 18 : 10 AM
|
رقم المشاركة : [6]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: كلّ عام وأنتَ أخي.. يا طلعت... / محمد توفيق الصواف
[align=justify]الأخ الغالي الأديب والباحث الكبير الأستاذ محمد توفيق الصواف
بداية كل عام وأنت بألف خير بمناسبة عيد ميلادك أيضاً ، الذي صادف في 12 آذار / مارس ، أعطالك الله الصحة والعافية وحفظك وحفظ لنا قلمك الذهبي وأبحاثك التي نحن بأمس الحاجة لها ولفكرك الذي نعتز ونفتخر به...
أود أن أعتذر عن تأخري أولاً بسبب وفاة قريب لي من جهة أمي وهو شخص عزيز عليّ جداً وجاءت وفاته مفاجأة وصادمة.
ثانياً: ما زالت ذكرى عيد ميلاد طلعت بعد رحيله توجعني وأضيف لهذا الألم، الوجع الهائل الذي لم يزل طازجاً ينزف ويتحول لجحيم حقيقي في ذكرى عيد الأم حيث الجميع يحتفل ويكتب لهذه المناسبة بشكل لم أتمكن بعد من التعامل معه بينما أنا خالية الوفاض من أمي، مما يضطرني للابتعاد قدر الإمكان عن الموقع ومختلف صفحات الشبكة العنكبوتية.
أستاذ توفيق أنت رائع إنسانياً ...
قرأت نصك الذي يفيض عذوبة وإنسانية .. وأعدت القراءة .. لم يكن ما بينك وبين طلعت صداقة عادية ، كثيراً ما كان أثناء حديثنا يقول: " صديقي فلان " لكن حين يتحدث عنك يقول: " أخي توفيق " ....
الأدب والإنسانية والقضية الفلسطينية .. الذوق الرفيع والرقي بالتعامل .. سرعة البديهة وخفة الظل.. عشق دمشق وياسمينها ..كثيرة هي الروابط التي شدّت أواصر الصداقة بينكما حتى بلغت رتبة الأخوة الاختيارية.. أعمق أواصر الصداقة حين يقول أحدنا للآخر بكل جوارحه : " يا أخي " والأخ من الآخ ، فالإنسان منا حين يبلغ ألمه الإنساني مداه يحتاج أقرب من صديق ولا ينادي سوى الأخ - آخ - وهو سماك الأخ وكنتما كذلك...
أما بالنسبة لأوجاع سورية الحبيبة التي أفجعتنا حتى جعلتنا أمواتاً أحياء أو مجرد جثامين تتحرك ولا تعيش... كثيراً ما فكرت بطلعت وكنت دائماً على يقين أنه ما كان ليحتمل بما يتصف به من شفافية زائدة، وكان حتماً سيتوقف قلبه في أحد فصولها الموجعة، ربما أثناء كتابة قصة أو قصيدة نازفاً فوق أوراقه سطر نهاية حياته.
الغريب الغريب أننا لطالما حين كنا نتحدث عن خاله/ أبي، هو وأنا وعما حلّ بقضيتنا الفلسطينية والجراح العربية غبطناه أحياناً أنه رحل قبل أن يرى ما رأينا!...
أمي كانت تدعو أن ترى يوماً شموخاً عربياً ، ورحلت وعروبتها جريحة نازفة كما رحلوا!...
اليوم أقف طويلاً أتلمس أرواحهم وأفكر... هل حقاً هم في مأمن من جراحنا والآلام التي نعيش؟! ..وأكاد من بين دموعي أمسح دمع أرواحهم وأشعر وسط جراحي بأنهم يتألمون على أوطاننا وما آلت إليه أحوالنا، لكن ولكون قانون الزمكان لم يعد يقيدهم ربما يرون فجر أمل سيبزغ في يوم ما تشرق شمسه على أوطاننا...
لك ولقلبك النقي ياسمين شامي غير مخضب بالدم
[/align][align=justify] تقبل أعمق آيات تقديري واحترامي
هدى الخطيب[/align]
|
|
|
|