عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 04 / 2016, 01 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رجال الفِرقة الحادية عشر


رجال الفرقة الحادية عشر
استعد النقيب لؤي لإطلاق النار، تنفيذاُ لِأوامر القيادة، كان الصباحُ بِكراً، والضبابُ عابس الملامحِ حين لقم رشاشه مُكبراً
ارتسم أمامه طيف أبنائه الخمسة، وهم نيامٌ، أجل مايزال أمامهم متسعٌ من الوقت
لينعموا بدفء الفراش، هنية زوجته لا شك وأنها استيقظت قلقة،
تصلي وتقرأ القرآن، داعية له بالسلامة
فاضت عينيه بالدمع!
ـ تأهب!
جاءه صوت زميله، لا مكان للعاطفة الآن(نقيب لؤي)
ـ أنا على أهبة الاستعداد، يا أحمد
ـ ما أصعب الانتظار
ـ على العكس يا أحمد، الانتظار يمنحني فرصة للتأمل والتفكير، قبل الإقدام للمرحلة التالية!
انتفض أحمد مُتأهباً، وبدأ إطلاقُ النار، من كافة الجوانب، في الحرب كل شيء
ممكن، أن يحضنك تراب أرض المعركة، كمجهول، أو كبطلٍ أدى الأمانة
ـ أو ربما تحفظوا على جُثتك، ريثما تُحسم المعركة
فيذهبوا بجثمانك إلى حيث مسقط رأسك، ليحتفلوا بك، فتستقبلك أُمك والدموع ملء عينيها، تارةً تُزغرد وآخرى تُهنهن
(أحد أشكال الغناء الشعبي) حتى يتقدم قائد فرقتك إليها حاملاً علم البلاد فتقبله
وترفعه بكل كبرياء
ـ مرت لحظات عصيبة، كان كِلا الطرفين يقاتِلُ بشراسة، تم تأمين الغطاء الجوي
،تقدم جنود المُشاة ببسالةٍ، سبقهم تمهيد ناري، إما النصر وإما الشهادة، خيارين لا ثالث لهما، لقد استخدمت الفرقة الحادية عشركل ما لديها من مِن مُعدات وآلياتٍ
في مُهمتها، معاركٌ ضارية استمرت لساعات بين كر وفرٍ، بيئة المعركة كانت قاسية، وخيانة الطقس مُزرية، ما بين ماطر وصحو، مُشمس وخائب الرؤيا
قصير المدى
ـ تلونت الصحراء بالأحمر، والجُثث تبعثرت هُنا وهُناك، بعضها دفنتها الرِمال دونما تعب، وبعضها اغتسل بماء المطر، أو وحل الأرض الرطبة
ـ نهض النقيب لؤي وقد أضناه التعب، كانت ساعات عصيبة، أمضاها ورِفاق المعركة، لم تلح بالأفق بعد راية النصر، المعركة لم تًحسم!
ـادلهم المساء، وكلٌ بمكانه، حذر يترقب شيئاً ما، عاد ليرتسم طيف عائلة النقيب لؤي، جاءه صوت ابنته الصغيرة، مازال عناقها يأسره، تذكر حين ودعها قالت
له: عِدني بالعودة، وإلا سأزعل منك كثيراُ، راح يبحث عن مكان يحرق فيه سيجارته بشيء من ألمٍ، ليل الصحراء على ما يبدو طويلٌ!!
ـ أنه الإنتظار يا صديقي، وأنت مُصر على أنه نوعٌ من التأمل، أجابه أحمد والتعب قد بدا بنبرات صوته.
**********
استلقى( باسل) خلف مُدرعةٍ لم تتعب من تأمين الحماية لِمُقاتليها طيلة اليوم،
استسلم بسلامٍ لذكراها، كانت صورتها تحاصره في أرض المعركة، عِندما
انقض صباحاً على أحدهم، كانت عيناها تستدرجه للنيل من المُعتدي، وكان
صدى صوتها ملهمه، فيشعر بالأمل يتسرب من شعاع الشمس الضئيل الذي
تغلب عليه غُبار الصحراء، وسط ساحة المعركة.
غازلها بينه وبين نفسه، وراح يستدعي لحظات لقائه بها، عِندما تنته المعركة
لابد وأن تنتهي، فلكل بداية نهاية، ويحسم النصر، سوف يعود لها كما وعد عينيها
إنه لا يعرف أن يخون عينيها، سوف يزين أصبعها بخاتم ذهبي، لا بماسي، نظر
حوله صحراء، ومعدات ثقيلة، كان يبحث عن زهرة يحدث أريجها عن فتاته التي
تنتظره بشوقٍ، هل تُحبه، وهل هي مُنشغلةً به، وأغمض عينيه بابتسامة رضى
لا شك أنها تُبادله الشعور ذاته!!
******
...عاد النقيب لؤي إلى رفاقه، بماءٍ وبعضٍ من طعامٍ بحقيبةٍ قماشية، كان الليل بدأ
بِمُداهمة المكان، همس أحمد: لا أُحب هدوء الصحراء، وافقه الرِفاق على رأيه
واتجه كلٌ إلى سلاحه، بشكل عفوي.
استراح القمر في كِبد السماء بينما السحاب
أخذ يتراقص الهوينا، وكأن الريح كانت الإيقاع المُرشد لحركاتها، جاء صوت
كما زخات راعدة حِقداً، وبدأت مواجهة جديدة، بين الفرقة الحادية عشر، وأشباح الظلام، لم تأبه النجوم لعبث المعركة، ظلت تتلألأ أملاً في أن يُحسم أمر النصر
لصالح نُشداء الأمن والسلام.
مر شهابٌ من جانب (المُلازم حسن) مزق ساعده الأيمن، مما اضطره لرمي سلاحه مُتألماً، ليبتعد عن رفاقه بأسى ومرارة، بينما انشغل الطاقم الطبي
بمداواته، تحت وابل الرصاص، وزخم المجنزرات والآليات.
كُل شيء كان يسير وفق ما يكون في ساحات المعارك، إلا أن عِناد أعضاء
الفرقة كان الأشرس، والأقوى في هذه المعركة، التي لخص فيها الجميع أسمى معاني التضحية والعطاء، توقف صوت الرصاص بالتدريج، وكأن ذخيرة العدو
بدأت بالنفاذ، لتتقدم التغطية الجوية، راميةً العتاد والذخيرة لأبطال الفِرقة
الذين استقبلوها بالتكبيرات والأهازيج الحماسية.
انفرد النقيب لؤي بنفسه من جديد ليلمح طيف ابنه الرابع(وائل) المُنشغل على الدوام بعالم الحاسوب وتقنياته، لقد شعر أثناء عِناقه بقشعريرة غريبة، هل سنلتقي من جديد يا أبنائي، راح يُحدث نفسه، بينما بدأ النعاس بالهيمنة على جفنيه المُتعبين من الملاحظة والملاحقة!
كان(المُلازم حسن) بدأ يستعيد وعيه، بعد أن تم إسعافه، قضى ليلةً عصيبة من الألم والمُعاناة، أخذ يستطلع أخبار رفاقه، وسير المعارك في الميدان من رفاقه الجرحى الذين وصلوا بعده، يروون نزق الإصابة، وحكايات المواجهة.
استمر الوضع هادئاً على الخطوط الأمامية الأولى، إلا أنه ليس كذلك ضمنياً
كانت بعض التعديلات تجري، من قِبل العميد ومساعديه، كان الجميع يستعجل
الحسم، لكنه عنصر المفاجأة الذي أراد العميد اتباعه، لاسيما وأن هناك بعضاً
من الشهداء سقطوا في ساحة المعركة، إضافة إلا عدد من الجرحى وذوي الإصابات البالغة.
تم تحرير الحاجز الشرقي من المنطقة ظهر اليوم التالي، فكانت جُثث الإرهابيين مترامية الأطراف، وكانت معداتهم بين أيد النقيب لؤي ورفاقه
تابعوا السير إلى الجبال وسط اشتباكات عنيفة ليحكموا السيطرة على الجبال الشرقية، دخلوا أوكار الإرهابيين بينما سيارتهم المفخخة كانت تنفجر بين الحين والآخر!
عاد المُقاتل(باسل) بعد غياب عن زملائه حتى حسبوه ضمن المفقودين و الشهداء، كان قد علق داخل نفق معقد التكوين فيه كمٌ من المففخات والذكريات العفنة خلفها الإرهابيون على طول حائطه الممتد حتى المدينة، التي سيدخلونها لاحقاً! التفت النقيب لؤي إلى باسل فإذا بطيف ابنه الثالث يرتسم بعفوية أمامه
كان اسمه(باسل) أيضاً، لم يشأ المقاتل(باسل) الاستفسار عن سر نظرات النقيب لؤي لكنه ادرك أن شيئاً ما كان يدور بخلده!
اقترب الرائد فائز بهدوء من أفراد الفرقة في الخطوط المتاخمة للخط
الأمامي، كان الحذر والكدر باديا على ملامحه، حين جاءته الشارة للانطلاق
واقتحام المدينة الأثرية،
بقيت الخطوط الأمامية، دونما تغيير، وكأنها في ثباتٍ، لينشغل الرفاق خلفها بحفر الخنادق، بينما باقي الصفوف التي تلتهم كان عليها التقدم، من اكثر من اتجاه. تقدم المُقاتل (حيان) ورفاقه بغطاء جوي، اقترب الرتل من المدينة، ليتوزع المقاتلين بين شوراعها بخفة وروح قتالية عالية، تم على إثرها تحرير
معبرين قضى خلاله المقاتل حيان شهيداً، إلى جانب عدد من رفاقه بابتسامة
واهزوجة حضت المقاتلين على الاستمرار، بشراسةٍ وهمةٍ عاليتين!
مرت الدقائق الأولى عصيبةٌ للغاية، كان على المقاتلين مهمات عديدة إما أن تُنفذ سريعاً كلمح البصر، وإما أن ينسحب الجميع من ساحة المعركة، ولِأن روح التضحية والاستبسال هما ما تحلى بها أفراد الفِرقة، تم تنفيذ المهام الموكلة إليهم
من تفكيك ألغام، ومُداهمة أوكار، ومُلاحقةِ الجُناة، وأسر الإرهابيين
توجه النقيب ابراهيم، نحو هضبة ليست بالبعيدة عن المدينة كان عليه تبليغ القيادة بمجريات الأمور وتفاصيلها. كان على القيادة الحفاظ على الروح القتالية العالية لمقاتليها في ساحة المعركة، رغم ضبابية الأخبار من الجانب الآخر
فقد كان أمام المقاتلين فخ السيارات المُفخخة، السلاح الأشد فتكاُ الذي لجأ إليه العدو لجهله بساحات المعركة، والبحث عن فدائيين يتطلب الانتظار!!
تقدم المُقاتل(ربيع) مِن النقيب ابراهيم طالباً منه تسليم مُدرعةٍ ليخترق بها
كمين العدو، ومابين مشاعر الدهشة والاستعداد للتضحية في سبيل أداء الواجب
قام المقاتل ربيع بتدمير أكثر من سيارة مُفخخة، ليلقى ربه شهيداً، بينما تقدم
باقي أفراد الفرقة، مُلتحقين برفقاهم الذين اقتحموا ساحات المدينة.


يتبـــــع

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس