رد: رجال الفِرقة الحادية عشر
تسلل الصباح دامياً، كان أُفق المدينة باهت اللون، مُنتصف شهر مارس(آذار)، الجُثث في كُل مكان لن تميز بين عدو أو صديق، ربما عثرت على لوحة معدنية تدُلك على صاحب الجسد المستلقي فوق الأرصفة اللاهبة، أو ربما تعثرت بيد أحدهم وأنت تبحث عن رأس صديقك أو زميلك!
تحسس النقيب لؤي قدمه، كان ينزف بأريحية، أجل نجح بأداء المهام الموكلة إليه، نهض بصعوبة بالغة، يدٌ تنهض بقدمه المصاب، وآخرى تستنجد بساتر رملي
تستند إليه ليتمكن النقيب لؤي من الوقوف، نظر إلى حيثُ أُفق المدينة، والشمس
الخجولة، لاحت له راية وطنه، كبر بصوتٍ ثائر (الله أكبر) لينحني مُستقبلاً قِبلة النصر، ليعود إليه طيف ابنه البكر (عليّ) في كلية الحقوق، شهور ويتخرج منها
ليلتحق بأبيه، بل سينال الدرجة الأرفع، وسيُكمل طريقنا الذي رسمناه ذات طفولةٍ
فوق كراس رسمه، طيارةٌ حربية، لكننا دُعاة سلامٍ يا عليّ نعشق الحُرية، فيجيب (عليّ) ابن السادسة، (ولأننا نُريدها لنا ولغيرنا) علينا حماية سمائنا من البوم والغربان، صعدت روح النقيب لؤي إلى بارئها بكل أمان، أوان الظهيرة، لِتستقبلها السماءُ بزخات ماطرة، جبلت دماء شهداء الفرقة الحادية عشر بثرى الوطن، بينما راحت طائرات رِفاقهم تُهديهم أغلى التحيات باستعراضٍ عسكريٍّ
مُهيب واعدةً إياهم بإكمال مسيرة التحرير حتى النصر أو الشهادة
******
تقدم العيمد سهيل من جثامين شُهداء الفرقة الحادية عشر بكل فخر واعتزاز
ـ لقد قمتم بواجبكم حتى اكتملت صورة التحرير باستشهادكم، ارقدوا بسلام نمور
الوطن، تحرسكم العيون، لكم الخلود ولنا مُتابعة الرسالة في حماية سماء الوطن وأرضه وبحره
صباح اليوم التالي: عزفت الموسيقى لحني الشهيد والوداع
لِتخترق ساحات الوطن نعوش شهداء الحرية، تُزينهم أعلامُ المجد، والفخار، وبالأرز والورود راح الأهالي يستقبلون أبناءهم، مُتغلبين على دموع الفراق،
توسطت حبيبة المشيعين لاستقبال باسل وهي تردد
زغردي يا أم الشهيد وزغردي ..زيني صدر الأصايل بالودع
وازرعي الحنة ع الصدر الندي و اربطي العصبة على كل الوجع ....
ـ تقدمت هنية زوجة الشهيد الرائد لؤي لاستلام العلم الذي زين نعش زوجها فخراً وعِزة، وقد كُتب أعلى يمينه اسم الشهيد وتاريخ استشهاده، لتهديه بدورها
لابنها (علي) !!
ــ بينما توسدت أم الشهيد ربيع سواعد رفاقه لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، موشحة بعلم العِزة، وصوت حبيبة يمدها قوةً وثبات زغردي يا أم الشهيد وزغردي ..
ـ بقي أبو البطل حيان عاجزاً عن استقبال جُثمان ابنه، ليتقدم رِفاق حيان بتحية طابعين أعلى جبين العجوز العنيد قُبلة التهنئة باستشهاد ابنه، مسلمين إياه علم
الوطن الذي لف نعش ابنه
*******
فتحت المدفعية نيرانها مودعة جثامين الشهداء، باستعراض عسكري مُهيب
أحيا زنوبيا وأحيا تاريخ تدمر، لتورق الرجولة بطولة، تتقهقر أمامها داعش والنصرة،، وللبطولات حكايات قادمة
انتهى
|