رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
الأخت الحبيبة الاستاذة بوران شمّا
هو بالضبط ما تفضلت به، منذ الطفولة عشنا ونشأنا معاً.
مداخلتك وحديثك عن الزمالة والصداقة جعل شريط الذكريات يمر بدءاً من الطفولة ووجدتني أبتسم هنا وأضحك هناك.
أذكر كيف كنا نتشارك بكل شيء، كثيراً ما كانت زميلاتنا المسيحيات يصمن معنا في شهر رمضان ونصوم معهن في صومهن.
أذكر كيف كنا نحول كل المناسبات إلى فرحة وبهجة، كثيرة هي الذكريات ورائعة حين نسترجعها.
أما في الغربة ، حين نجلس أنا وجارتي نحتسي القهوة نتذكر أناشيد الطفولة وأغانيها والأمثلة الشعبية وننشد ونضحك من بعض العادات والأساطير التي كان يتناقلها الناس نشعر بمعاني القرب وعمقه، حين تجدين هنا الكنائس العربية تحرص على إقامة دورات مستمرة تعلم الأطفال والنشءاللغة العربية وتستضيف نشطاء قوميون يتحدثون عن القضية الفلسطينية وما يجري في بلادنا وما يراد لها تعرفين مدى القرب والارتباط ، حين تجدين مدى رفض العائلات العربية المسيحية في المهجر زواج الأبناء من أجنبيات تعرفين مدى الشعور القومي الفطري عند المسيحي مثله مثل المسلم.
كان عندي جارة عجوز لم تنجب أولاداً وحين توفي زوجها أرسل شقيقها إلى السفارة في لبنان وطلب ضمها وجاءت ، لكنه للأسف توفي بعد فترة من قدومها وأولاد اخوتها مشغولون عنها
بعائلاتهم وأعمالهم ، وهكذا تعودت أن تذهب معي حيث أذهب فكان من لا يراها معي يسالني عنها وكنت كما آخذها عند الطبيب أوصلها بنفسي يوم الأحد إلى الكنيسة العربية، إلى أن قمنا بتنظيم افطار أسبوعي في قاعة كبيرة أسفل المسجد تستعمل للمناسبات وقسمناه بعازل بين النساء والرجال، نفطر ونصعد إلى المسجد نصلي التراويح ونعود ، وحين عدت إلى البيت كالعادة قرعت بابها للاطمئنان عنها فوجدت عينيها منتفختان وظاهرعليها أثر البكاء فعانقتها وبقيت اقبلها وألح عليها لتخبرني فقالت: " على المسجد فوق لا بأس ولكن الإفطار ما دخله في القاعة السفلية ، ألا انتظركم يومياً دون طعام لأفطر معكم في رمضان فكيف طاوعك قلبك الذهاب من دوني"
في اليوم التالي اتصلت بالإمام وشرحت له فقال لي : " الأسبوع القادم أحضريها معك وأخبريها بترحيبي شخصيا بها" وبالفعل ذهبت معنا ورحبت بها كل النساء وكانت سعيدة جداً بهذا اللقاء وباتت تنظر يوم السبت بفارغ الصبر وتصرّ على تحضير الحلويات.
بعمرنا لم نفرق ولم نشعر يوماً بأي فرق وما دعاني لفتح هذا الملف هو ما ألاحظه في تجوالي على الانترنيت من دعاوى غريبة لإثارة نعرات التعصب والتفرقة من جهات مشبوهة وأخرى غبية تسقط في الأفخاخ التي تنصب لها خصوصاً لو أخذنا بعين الاعتبار أن التعصب مرض معدي وأنه لا يكفي أحياناً أن نغض البصر ولا بدّ من مواجهته والعمل على توعية الناس وإرشادهم ما أمكن وقد تحدثت منذ قليل انا والأستاذ مازن بعد مداخلته الجميلة عن المطران كبوجي بفتح ملف عن سيّر الأبطال
نعم.. لا بدّ أن نتحدث ونؤكد أهمية الحفاظ على وحدتنا ولسان حالنا دائماً يقول: " لا للتعصب ولا للتفرقة فالعقيدة بين العبد وربه والتعصب شوائب يجب أن يطهر الإنسان منها نفسه ولا يسمح لأحد أن يزرع فيه سمومها وآثامها دمت وسلمت ودام لك الصفاء النفسي
[/align]
|