[جمال سبع]

[align=justify]الأخت المثابرة في انارة شموع القضية الأم في هذا الظلام الظاهر و المستتر تحية بلون مزهر .. السؤال المطروح في ظاهره الألم و في عمقه ألم أكبر .. فأمتنا تفننت في التناسي و النسيان .. أصبحت مختصة في مسرحيات اللامبالات .. بقصد أو من غير قصد .
أولا بقصد : ان المتتبع لخيط الانهيار العربي يجد أن بعض الأطراف سواء كانت داخلية أو خارجية ساهمت في بث روح الانهزامية في عمق المواطن العربي ، فأوجدت له بدائل للنسيان و التناسي ، أوجدت له مباريات كرة القدم و سباق الخيل ، أوجدت له سبقات الفورميلا وان و الهوكي و القولف ، أوجدت له مسابقات سبر ستار و مسابقات الجمال ، أوجدت له مسابقات البحث عن الربح السريع " اتصل و ستفوز بمليون دولار " ، أوجدت له أخبار الفنانين و فضائحهم و لا تلبث فضيحة تنتهي حتى تبدأ فضيحة أخرى ، أوجدت له المسلسلات المدبلجة مكسيكية و برازيلية و تركية و المسلسل فيها لا ينتهي الا بوفاة المتفرج ، هل تعتقدون أن في هذا الكم الهائل من أساليب الحشو المقصود من أجل إلهاء المواطن العربي أن يتذكر ما يحدث في العراق أو في فلسطين ؟ لا أعتقد أنه حتى يستطيع غسل وجهه في الصباح بعد النوم .
ثانيا من غير قصد : ان المواطن العربي انقسم الى قسمين ، مواطن يبحث عن لقمة العيش العسيرة ، فهو لا حول له و لا قوة ، رأسه متشبع بالخبز و الزيت و الحليب ، الكراء و الكهرباء و الغاز ، التنقل و طابور الصباح و المساء ، سقف المنزل الذي سيسقط غد أو بعد غد ، الماء الصالح للشرب و قنوات صرف المياه ، زواج البنات و دراسة الصغار ، مواطن أصبح رأسه مملكة للتفكير قائمة بذاتها .
و مواطن آخر يفكر كيف يبعثر المال الذي جاء من الهواء ، جاء من الحرام أو جاء من غير عرق ، طبعا يفسده في الملاهي و السيارات آخر "عيطة "و الاستجمام و التبضع و اللبس الفاخر حسب آخر صيحات الموضة ، مواطن رأسه مملكة للفراغ قائمة بذاتها .
هل تعتقدون هذين النوعين من المواطن العربي سيفكر في ما يجري في العراق و فلسطين و الأقصى .
حسب رأيي المتواضع لكي نجعل من الشعب العربي يلتفت لقضياه الجوهرية ، يجب أن نجثت السم أولا ، و السموم ذكرتها حسب وجهة نظري ، لكنني أعلم أن الأدوات صعبة المنال .[/align]