الموضوع: فارسة من حيفا
عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 04 / 2016, 03 : 07 AM   رقم المشاركة : [23]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

:more61: رد: فارسة من حيفا

[align=justify]ميساء يا صديقتي..
على شرفة الياسمين يحلو لي الوقوف في مثل هذا اليوم وانتظار تفتح أزراره في هذا الصباح النيساني الخاص ولم أملّ الانتظار رغم الثلوج التي هطلت غزيرة في سماء مونتريال دون توقف لتتراكم لاحقاً .. ربما .. في زويا نفسي وفوق هضاب مدينة قلبي...
لم أنسَ استثنائية هذا اليوم .. هو استثنائي عند أمي (رحمها الله وجعلها من أهل الفردوس الأعلى) ، كان يحلو لها أن تخبرني أنه يومها الخاص والاستثنائي جداً لأنه في مثل هذا اليوم أصبحت أماً للمرة الأولى، وأمي انتقلت من جارة قلبي إلى داخل روحي ونفسي وأنصهرت وتشكلت تاجاً ماسياً برلنتياً متوهجاً على عرش مدينة نفسي ...
لم أنس أن أضحك كثيراً حين تذكرت كيف قامت الدنيا ولم تقعد منذ عشرة أيام في الأول من نيسان حين نشرت صحيفة الشرق الأوسط علماً لبنانياً ومهرته بعبارة: " كذبة نيسان " - ( حسب عادات أجدادنا الكنعان والتي انتقلت عنهم للعالم ) تذكرت ظريفة مربيتي الحبيبة ( رحمها الله) حين كانت تقول أني كذبة كبيرة لأن واحد نيسان يوم الكذب وترفع لي أصبعيها لتؤكد أني أنا كذبة مزدوجة ، فالحادي عشر من نيسان هو الواحد مكرر 1+1 نيسان .. وتنتشر رائحة كعكة ميلاد الطفولة في أرجاء مدينة نفسي.. فأضحك وأبكِ وأقطف أزهار الياسمين المتفتحة عن شجرة ذاكرتي وأغزلها طوقاً لجيدي..
كاذبة أنا ربما كنت وقد عشت طفولتي وأنا أخطط متيقنة كيف سأحرر فلسطين وأرفع علم العروبة حين أكبر .. صغاراً نكون فتكون كبيرة توقعاتنا لأنفسنا ولقدراتنا على تحقيق الأحلام والأمنيات وكلما كبرنا نراها تصغر ويبهت نور الشمس في أعيننا...
هل ثرثرت كثيراً في حرمة معابد الصمت؟...
لا نكون أسرى الماض لو عشناه، فالماضي هذا جزء من أنفاسنا ولطالما دونا فوق صفحاته سطور حياتنا .. هو أحبّة وأهل وأيام عشناها...
في الماضي بدأت أكتب لك هذه السطور وكل الحروف التي تتصدر هذا المتصفح أمام ناظرينا باتت من الماضي ، لو انفصل الماضي عن الحاضر لبتنا أغصاناً مبتورة عن جذورها كالصهاينة اللذين بتروا أنفسهم عن أوطانهم وماضيهم وجائوا ليسرقوا ماضينا وحاضرنا...
اطمئني يا صديقتي..
لا أحد يستطيع أن يسرق منا ذكرياتنا، وضحكاتنا ما زالت تسبح في الفضاء...
ما زلنا غاليتي نضحك عندما تدنو الدموع من مآقينا ونحلم رغم غمام اليأس في سماواتنا والرياح العاتية التي تعبث بأحرفنا...
نبكي ونحترق ونتطهر من شوائبنا فتصفو أنفسنا ونعيد ترتيب أحرفنا وفي أصيص الزهر كل ربيع نزرع أبجدية أحلامنا لزمن أفضل ربما يأت أو نعيش بين طيات أحرفه المزهرة زمناً رغدا...
لن أحدثك عن أشواك الطريق ولا عن صقيع المدن الغريبة...
حدثيني أنت.. حدثيني عن حكايات الأمل.. اقرئي لي طالع الفرح...
سنحتسي قهوتنا معاً على شرفة الانتظار ... ربما أدركنا الصباح أو أدركناه وعاد الربيع يسور بياسمينه وورده الجوري ساحات المسجد الأقصى ونما الزعتر والطيون وشقائق النعمان على كرملنا وفوق هضاب حيفانا ويافانا وقدسنا. [/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس