رد: (( أنا والليل ))
قالت : ما بك لماذا ما زلت تبكي ؟!
صحتك ممتازة وكل شيء فيك كامل، وقبضت على حلمات ثديي كأنك بلغت من العمر أشهر ستة ؟!
بطنك ليس منتفخا ولم تعركك يد وهي تحملك بغير استقامة ؛ أمن قلة النوم ؟ إذن نام .
- وتسألين يا أمي وقد قطعوا الحبل السري الذي كان يربطنا فكيف أعيش بعيدا عنك
بعدما أصبحت عنك مخلوع .. كيف سأواجه خوفي من المجهول يا أمي فهو يرعبني
ثم إني ما ما زلت أيضا متأثرا بصراخك لماذا كنت ... هل أنا السبب في ذلك ؟
- ربما . لكنها كانت أوقات صعبة يا ولدي !
قد تمر علينا نحن النساء بضع دقائق أو بضع ساعات قليلة هي قيمة الزمن
الذي نكون فيه في مخاض الولادة ،زمن قد يراه منتظرون الحدث السعيد ثقيلا
ويشعرون بمضي الزمن ببطيء شديد ولكن النسوة تحسبه عمرا بطوله ، قد تكون دقائق
ولكننا نكون فيها ما بين الحياة والموت .. ما بين اليأس والأمل ، دقائق، تختلط فيها المشاعر .
أتعرف أني كرهتك فيها للحظات . تمنيتك ان لم تكون !
وفي معظم الوقت كنت أتمنى أن تكون حياتي ثمنا لخروجك سالما معافى لو حدث عُسر في ولادتك !
والآن اطمأنت عليك وقد أصبحت رجلا انتبه لنفسك . "
قالت كلمتها الأخير وماتت ؛ صارت الدنيا من حولي كلها سواد وسمعت من يقول إن ولادتي كان فأل شؤم على من ولدتني
فأفقت من نومي مرعوبا من هذا الحلم الغريب وكانت الدموع تملأ عيوني وحدث ما حدث.
وحينما خرجت من غرفتي ملتحفا بالغطاء ذهبت لأرى ما كان يجري في الخارج فشعرت أن قيامة المدينة قد قامت !
|