[د. رجاء بنحيدا]

فمتى نحصل على القارئ الناقد !؟!
أخي الكريم محمد الصالح الجزائري
أجد أن القارئ المتفاعل هو مشروع القارئ الناقد .. لأنه يعتبر موضوع القراءة مجالا مفتوحا للتفاعل الإيجابي والتفاوض الدال .. والتعاون الهادف لإنتاج قراءة متفاعلة .. لا تخضع لسلطتي الفراغ والامتلاك من طرف قارئ يتصور المعنى ملقى في مكان ما من النص .. بل الأدهى حين يعتبر النص علامة فارغة .. إلا على ما قد يضعه هو فيه !!
وهذا النوع من التفاعل السلطوي القمعي يشجع فوضى القراءة وانفلاتها .. ولا يركز للأسف على تعلم الاستدلال والبرهنة بالاستناد إلى المنجزات النصية ومعنى هذا النص المقروء..!!

لهذه الاعتبارات أرى أن المعنى يتحرر من كل قيود الاستغلال والاستحواذ والتمويه .. بالحضور الفعلي لقارئ متفاعل مزود بمؤهلات وسيرورات داخلية.. محمل برصيد قبلي من المعلومات .. وبقدر من المهارات والتمثلات .. وبخلفية قرائية اجتماعية ثقافية تُساهم في توجيه القراءة وتبادل فعلي التأثير والتأثر بالنص المقروء لما يقدمه هذا الأخير من خطاطات وإشارات واستراتيجيات .. تُشرك القارئ في لعبة إنتاج المعنى ا.. لنصبح أمام قراءة تركيبية تفاعلية خلاقة مستمرة تحدث من خلال التقاء الذات القارئة المتفاعلة بمعنى موضوع النص المقروء الذي يُبنـــى ولايُــعطــى.. !!