رد: أنامِلُ الورد والشوك
3
مرت أيامٌ على فشل رؤى استدراج عزة في الحديث عـن سِر حُزنها وأبيها الذي انشغل بمتابعة الأخبـار بقلق، الوطن العربي يغلي، والأحداث تتلاحق سلباً، هل هذه بلادُنا حقاُ !!
أم أننا نُشاهد كوكباً آخر، عبر الفضائيات، ناسا تخدعنا، إنها ليست بلاد العرب، لنسأل سانا عن أخبارنا، سانا مُتفائلة تارة ومتشائمة آخرى، هل تكون بلادنا محط صراعات، ومُلتقـــى تعدديات.
في ثقافات الثورة التي قرأها رجـب، كانــت أولــى مهــام الثـوار المُحـافظة على ممتلكـات الوطـن، عـدم رمـي تاريخه للنار، إننا نحرق حضارتنا، ونهدم ثقافاتنا.
ألسنة النار تتصاعد، إنها ثقافـة العُنف والتطـرف، ثقافـة اغتيـال الأمان، واغتيال الإنسانية!
بعد شـل قدراتنـا، سيصعـدون دور التدخـل العسكــــري بذريعة مُحاربة الإرهاب، بعدها يستعينــون بعرافــة نهايــــة العام ، التي ستُخبرهم بوجود أسلحة دمار شامل في مخازننـا
فيأتوا للتخلص مِنها، ثم يستهلكون قُدراتنا، وتمضي الأعوام ليتقدموا باعتذار من ضحاياهم بعباراتٍ صارت معروفــــــة
( لقد أخطأنا، ولا تسامحونا)
عشرات التوابيت، الأرض تحتضنهم، ما ذنب الأُمومــة
تُقهر في اليـوم مئـة مـرة، مـآذن أوطاننـا تحـض على صـلاة الجهـاد، لـن تضـع الحـربُ أوزارهـا، من تطــوان إلى نجــدٍ والمسافة دمعة، ومن الشام إلى اليمن والمسافة طلقة!!
فاضت عيني رجب بالدموع، بينما عبد الجبار سارِحاً في ملكوتِ الذكريات، عهـد الإستقلال كـان طفـلاً، حكـوا له عـن نكبـة فلسطيـن، حلف يمين أن يُحارب لاسترداد مـا اغتُصـب
فحكى لتلامذتـه عـن ذِكـرى النكسـة، بعدمـا اشتغـل فـي سـلك التدريس، وفي ذِكرى العبور، راح يسأل نفسه هل حقاً عبـرنا
لِما فوضى الطلقات هذه، ولِما نخرب ما بنيناه.؟
طريـق السلام لايأتـي مـن فوهـة بندقيـة، هـي لُغـة هـواة الحـروب والمصـائب، ودُعــاة التطـرف، ومُلتحيــي التديــن والتعصــب. نظـر عبـد الجبـار إلى رجــب، تبـادلا دمعتيــن عميقتين حد الألم، والشعـور بالكآبة، لــن يخرجــا على مــا يبدو هذا المساء سيكون حزيناً.
ـ لا أحد يأتي على ذِكر مُسلمي بورما ياعبد الجبـار وإن حدث، فمن باب العِلم بالشيء..
ـ الحمد لله يارجب، أفضل من عدم العِلم به!!
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
|