رد: مستويات التفاعل مع النص المقروء ..
حقا نلاحظ غيابا للقارئ .. في ظل موجة عارمة من النشر والكتابات.. مع ذلك سأشير إلى غياب نوع محدد من القراء ... هو القارئ المتفاعل..لماذا ؟؟
لأننا نحتاج إليه .. كي يستفيد منه الكاتب .. كما أشرت وتفضلت .. الأديبة ميساء..!!
فالقارئ المتفاعل .. يُجيد السير في كل الدروب الملتوية من الدلالات .. على خلاف القارئ المنفعل .. يتوقف في أول التواء .. ولا ينتبه إلى الرموز والعلامات .. وإلى الدلالات المنطوية والمتوارية في ثنايا المكتوب .. ..
وقد تخالفيني .. قائلة .. بل نحتاج إلى كل القراء بل إلى قراء متعددين .. وإلى تفسيرات متباينة !!
ولن أختلف ، معك في ذلك ،، ولكن سأضيف أُفضل القارئ المتفاعل لا الفاعل والمنفعل .. لسبب بسيط ..
أن القارئ المنفعل كما أشرت لا يضيف شيئا لأنه يستبعد ذاته في فعل إنتاج المعرفة وبناء موضوعها .. فالمعرفة عنده - موضوعية والمعنى موضوعي .. وفعل ذاته في المعرفة ينحصر في الاكتشاف والتعرف .. أي في التلقي الانفعالي ..
وكذا 'القارئ الفاعل' وأن كان يمتلك ما يكفي من القدرات والخبرات لكي يدخل في تجربة قرائية ناجحة.. لكن .. علاقته بالمقروء تحكمها النزعة الفوضوية .. السلطوية .. كيف ذلك !!
يمنح لنفسه الحق الكامل ومطلق السلطة في ملء النص المقروء بالمعاني وإخضاعه لمراد القراءة وسلطانها ..
وعلى هذا الأساس.. و مع هذا القارئ الفاعل تتعدد القراءات ..
ولكن يبقى السؤال الأهم .. ..
ما أهمية هذه القراءات (( الفاعلية )) المتعددة إذا كانت تعتبر النص علامة فارغة .. حمال أوجه متعددة .. يعطي كلا ما يريد !!؟ ..
|