رد: أنامِلُ الورد والشوك
12-
سهِرت ناتاشا إلى جانب محــمد، حيثُ شعرت طفولتــه ببعض من أمان، كان يستفسر عن (المدينة الغامضة) التي تعيش مابين عواصف صاخبة وعواطف لاهبة، وعن غياب الطفولة فيها!! وعن سِرِ غياب والده المُتكرر، الذي لن يـره أحداً بعد اليوم، فقد تعرضت سيارة الإسعاف لهجوم ارهابي راح ضحيته الدكتور حًسام والسائق وكافة وسائل الإمـــداد الطبية التي كان عليـه إيصالهــا صباح الغــد إلى المُستشفى الميداني!
لم تستسلم مُنى لِنبأ وفاة ابنها وأصرت على مشاهدته توجهت وزُملاءه إلى المُستشفى حيث جُثمان الفقيد، كان جُثةً مُتفحِمة، قرؤوا الفاتِحة، وسط ذهول وارتباك، لقد استسلمت الأم المفجوعة للصمت، تسمرت دونما حِراك، هل حقاً هذا حُسام!! وراح شريطُ ذكرياتها وابنها يُستعرض في خيالها تبكيه لحظة وتبتسمُ له لحظةً آُخرى!!
خرج جُثمانيّ شهيدا الواجب الدكتور حُسام والسائق عبد
من المُستشفى العسـكري، كان في وداعهمـا أفراد الطاقـم الطبي، سار الموكب بطيئاً ليتثنى لِحُسام وداع مدينتـه التي عاد ليحتضن ألمها، فكانت أكبر في فهم أبنائها، تغمد التُراب حسام وقد غفـت في عينيــه نجمــة !! اقتــرب محمد ابــنه مُتخطياً طفولتــه ومُتخطياجِـراح اليُتم قبّـل والده، وفي عينيه دمعٌ أبى السقوط.
يتبــــــــــــــــع
|