رد: حوار مفتوح مع الأستاذة بوران شمّا
[frame="2 98"]
الأستاذة العزيزة بوران شمّا ..قبل كل شيء أرحب بتواجدكِ معنا في حوار مفتوح ذو طابع خاص فمن خلاله نقترب بشكل أكبر من إنسانة كرست حلقات كثيرة من عمرها للدفاع عن القضية الفلسطينية وساهمت بشكل فاعل بإنشاء الموسوعة الفلسطينية..العمر يمضي والعمل يستمر دونما انقطاع..جهود جبارة تستحق الثناء .. كانت خمسة عشر عاماً من النضال لإظهار الحقائق ..أذكر سطوركِ في ملف ملف نهاية الموسوعة الفلسطينية التي جاء فيها :(( فوجئنا بخبر تنشره صحيفة اردنية (الدستور) تحت عنوان " الموسوعة الفلسطينية ليست مرجعا موثوقا لتاريخ فلسطين " ويقول الخبر أن الموسوعة تحوى معلومات مغلوطة وخاطئة وتشكل اساءة لتاريخ العرب والمسلمين في فلسطين وخصوصا مدينة القدس. ولدى مراجعة مجلس الادارة لهذا الخبر والتأكد من صحته وموجباته أبلغنا بأنه يوجد فقرة في الموسوعة (القسم الثاني) المجلد الرابع الصفحة 790 فيها تشويه للحقيقة والتاريخ واساءة للعرب والمسلمين , ولدى مراجعتنا لهذه الفقرة التي كتبها باحث تقول: " كـــــــان لليبوسيين قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية من اورشليم ويحوى سورها في طرفه برجا عاليا.. ولقد اقتحمه الملك داود وأقام فيه فدعيت المدينة باسمه ثم أنشأ شمالي الحصن في جبل المريا مذبحا وفي الموضع نفسه أنشأ الهيكل وفي موضعه أنشئ الحرم الشريف في العهد العربي الاسلامي." ولم تؤكد الحفريات المكان الصحيح للهيكل ولا شكل عمارته"....وبناءعلى كلام الصحف رفع البعض هذا الانتقاد الى منظمة التحرير الفلسطينية فاجتمعت لجنتها التنفيذية واتخذت قر ارا جائرا بايقاف توزيع الموسوعة لأن العاملين فيها كان همهم تشويه الحقائق الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني لذلك يجب سحبها من التوزيع وايقاف العمل بها فورا وفتح تحقيق لمحاسبة المشرفين على هذه الموسوعة.))
كيف أنسى تلك الجملة التي دمرت عملاً أخذ من رحلة العمر حلقات كثيرة ..كيف أنسى وكلماتكِ تعبر عن حالة تسرع شديد وقرار خاطىء ..تلك الحروف التي تزداد احتراقاً كل ماعدتُ لقرائتها مجدداً...ترى إلى أي درجة يقدر أن يصل المرء إلى حد التسرع؟؟ ولكن إن أردتِ الحقيقة أنا لا أعتبره تسرعاً ..أعتبر ذلك عملاً منظماً يسعى لإفشال موسوعة لم تبصر النور لأن مصداقيتها طعنت من خلال أناس كانوا يتابعون العمل بشكل دقيق جداً للوصول إلى ثغرة حقيقة أو وهمية تحقق لهم مآربهم التي خططوا لها منذ البداية..من يستطيع قراءة مجلدت من الحقائق ويقف عند سطر واحد ليشن حرباً يعلن من خلالها عدم مصداقية الموسوعة كان ينتظر هفوة واحدة ولم تأتِ إلا في تلك اللحظة .......... إنها الأيدي الخفية التي أرادت الإطاحة بهذا العمل ..برأيكِ هل كان قرار الطعن بالموسوعة الفلسطينة قراراً متسرعاً أم قراراً خطط له منذ البدء؟؟
رغم تلقي ذلك الخبر الذي جاء بمثابة صدمة أو كابوس مزعج لا يصدق..مازلنا جميعاً نمضي نحو أمل سوف يبصر النور ..العودة أمل يراود الجميع ..أمل مشروع ..يكبر يوماً بعد الآخر فرغم كل الصعوبات التي تقف أمامنا نجد أنفسنا مدفوعين بطاقة سحرية نحو الأمام ..هذه الطاقة تستقي استمرارها وازديادها على مر الأيام من الحب الذي يجعل القلوب تنبض باستمرار متغنيةً بإسم الوطن..الأمل الذي نعيش عليه يدفعه العمل المتواصل نحو الأمام ..الإنسان المسكون بحب الوطن يتقانى في الدفاع عن قضيته بكل مايحمل من إيمان لها..فرغم الشعور الذي يلفنا من كل جانب بصعوبة الموقف وفي ظل استمرار الحصار العسكري والإقتصادي من كل الإتجاهات ورغم تواصل مسلسل المؤامرات الدولية التي تحاك ضدنا من كل الأطراف هذا بالإضافة إلى أن الشعب الفلسطيني يقف وحده في ظل الصمت العربي ليواجه عدونا الصهيوني..نجد أن إرادة الحجر تقهر جبن من يختبىء داخل الدبابات والمدرعات ..بالله عليكِ كيف يستطيع المرء أن يصف هذا الشعب المناضل ؟؟ هذا الشعب الذي يحمل دمه على كفه ..ليناضل من أجل استعادة كل حفنة رمل من أراضيه ...وكم ساعة سيستغرق أمر إعادة الأراضي لأصحابها لو أن العرب تركوا صمتهم وبادروا لفعل مايجب فعله منذ زمن ؟؟..
على أي حال فإن الظلم دائماً ما يزيدنا إصراراً وعزيمةً لمواصلة درب الكفاح ..وبإذن الله سنعود إلى أرضنا في يوم من الأيام لأننا شعب مؤمن بالنصر ...لأننا شعب لا يعرف لليأس معنى ..لأننا شعب ينبض بحب فلسطين ...أتمنى أن لا أكون قد أثقلتُ عليكِ ...مودتي وتقديري..
[/frame]
|