رد: الذكرى ال68 للنكبة الفلسطينية
سيدتي الفاضلة الأستاذة الأخت الغالية بورن شما أسعد ربي كل اوقاتك
- " إن فلسطين ليست أرضا ضمن حيز جغرافي وحسب ، وليست بيتا وبستانا ،
أو ملكية حق شخصي .. وليست حنينا إلى طفولة أو ذكريات جميلة وحسب ؛
إنها التاريخ والهوية :
التاريخ الذي لا يمكن أن يستقيم ولا يُقرأ بغيابها .. كل تاريخ قفز عنها
ليس له معنى . إذ لا يمكن لأي عربي أو مسلم ، في المشرق كان أم المغرب ،
إسقاط فلسطين من تاريخه وإيمانه .... بل لا يمكن أن يكون العربي
عربيا بغير فلسطين ... ولا يمكن للمسلم أن يكون مؤمنا بغيرها على الإطلاق ...
ما عدا ذلك فهو تزوير وكذب ، وليس فقط ناقص .
ماذا نقول لربي يوم الحساب ، وماذا نقول لنبيّ الذي ما شاء له الله
الصعود إلى السماء إلا من بابها ؛ أم هي صدفة أن يُرفع عيسى
ابن مريم إلى العلا على تلال مقدسها ..؟!
إنها باب الدخول إلى ملكوت الله ؛ ومن لا يسعى لأجلها فهو معاق في الفكر
أو هو عميل أو جبان ..؟!
إن فلسطين لنا . ومعلمي أنشدني أن كل بلاد العرب أوطاني ، وفي القلب منها فلسطين ..؟
من مات منهم شهيدا لأجلها كان يعيش حلما ضحى من اجله .. و من يكافح
ما زال يعيش ( واقعا يلفه الحلم ) بالعودة مهما طال الزمن ، بالرغم من عذابات السنين ،
وبالرغم من مظاهر الضعف والهزائم والتحديات فهل نستسلم هكذا "
فهل نتخلى عن الحلم ونتوقف مستسلمين ..؟! "
قال : - كل الحروب تنتهي بتصالح المتقاتلين "
قلت نعم ، عندما يكون الصراع على حدود ، أو من اجل مصالح تنافس
من عليها المتخاصمون .. أما قضيتنا ، فالمسألة تتعلق بمصير أمة ..!
قال : - " أنت تدعو للمقاومة والموت إذن ..؟!
قلت : إنها دعوة من اجل الحياة ، كل المخلوقات الحية ما كانت
لتستمر عبر ملايين السنين دون مقاومة ،فأضخم المخلوقات وأقواها
انقرضت لأنها لم تقاوم .. لقد سقطت تحت وطأة الضربات الأولى لغضب الطبيعة ؛
ومن يسقط تحتها وطأتها في اللحظات الأولى لن تقوم له قائمة .. !
فالمقاومة بهذا المعنى : هي دعوة للحياة ، وليس من اجل القتل أو سفك الدماء ."
الأمل لا يموت في صدرنا رغم الظلام ورغم أعداء النور والحرية
|