عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 06 / 2016, 17 : 07 PM   رقم المشاركة : [3]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

Gadid رد: رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ بين الواقع والتَّطَلُّعات/ محمد توفيق الصواف

مُقَدِّمَةُ الكِتَاب






بسم الله الرحمن الرحيم


(1)
حين اقتُرِحَ عليَّ وضع كتاب عن أسباب ضعف العالم الإسلامي وسبل نهضته من جديد، فكرتُ طويلاً:
ماذا يمكن لكتاب كهذا أن يُفيد، ألم يؤلِّف قبلي، في هذا المجال، كثيرون جلُّهم أعلم مني وأطول باعاً، ثم لم تُفلح كتاباتهم في تغيير أي شيء، في واقع المسلمين، نحو الأفضل؟
فلَكَمْ هي كثيرة المؤلفات والدراسات التي شَرَع مؤلفوها، منذ بداية القرن الماضي، في تشخيص واقع العالم الإسلامي في عصرهم، والتنظير لمستقبل نهوضه، باحثين عن أسباب هذا النهوض وسبل تجسيدها واقعاً.. فماذا كان مصير هذه المؤلفات جميعاً؟ ألم يدخل معظمها، إن لم نقل كلها، مكتبة الإهمال الإسلامي المعاصر، قبل أن يعلوها غبار النسيان، دون أن يستفيد منها معظم المسلمين العاديين ودعاتهم، ولا أقول ولاة أمورهم، لأن بعض هؤلاء لم يكتفوا بمناصبة تلك الكتب العداء، بل صادروا نسخ غالبيتها ومنعوا تداولها، كما غيبوا قسماً كبيراً من مؤلفيها، إما في القبور أو السجون، ليقينهم أن ما تدعو إليه هذه الكتب يعارض نهجهم في الحكم ويهدد استمرار هيمنتهم وسلطانهم المطلق على رعيتهم؟
وإذا كانت حال ما ألَّفه غيري على هذا النحو المؤسف من الإهمال المزري وفقدان الفاعلية، فما جدوى وضع مؤلَّف جديد، يلاقي المصير التعس ذاته؟
سؤال جعلني أتردد طويلاً، بل أميل إلى الإحجام عن بذل جهدٍ، سلبيةُ نتائجه باديةُ الوضوح، حتى قبل الشروع فيه.. لكن، على الرغم من كل ظلامية هذه الرؤية التوقعية، وما تشيعه في حنايا النفس من إحساس باليأس والإحباط وجدتني، لأسباب سأعرض لها لاحقاً، أختار المضي في هذا العمل، لا بسوداوية اليائس من نجاحه، بل بهمة الآمِل أن تؤتيَ نتائجُ جهدِه ثماراً طيبة، إن لم يأذن الله له برؤيتها وتذوقها، خلال ما تبقى له من عمر، فقد لا يُحرَمُ جناها الآتون بعده، من أولاد المسلمين وأحفادهم.. وكفى بهذه النتيجة عزاءً لمسلم يؤمن بقول رسوله الكريم : (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسَها فليغرسْها)(1).
ثم أنّى لليأس أن يفتَّ في عضد مَن قرَّ في روعه أنه {لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}(2)، وكيف للقنوط أن يوهن عزيمة من أيقن أنه لا: {يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}(3)؟
وهنا، أدركتُ حافزَ من سبقني إلى التأليف في هذا الموضوع، دون أن يُثبِّطَهم، كما أظن الآن، ما لَقِيَتْهُ مؤلفاتُ سابقيهم من إهمال. فحسب المؤمن المحاولة، أما نتائجها فَبِيَدِ الله وحده. وإذن، فلأحاول بدوري... فمن يدري؟ لعل وعسـى أن أُوتى من الفضل ما لم يُؤتَ غيري.

____________________
( ) هذا الحديث برواية أنس ، أورده الإمام أحمد في مسنده 183/3،184،191، وكذا الطيالسي 2068، والبخاري في الأدب المفرد 479، وابن الأعرابي في معجمه (ق 1/21) عن هشام بن زيد عنه. انظر السلسلة الصحيحة - مختصرة – للألباني، (ج 1/ص 38).

( ) سورة يوسف، الآية (87).

( ) سورة الحجر/ الآية (56).
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.

التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 27 / 06 / 2016 الساعة 38 : 01 AM.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس