عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 06 / 2016, 30 : 07 PM   رقم المشاركة : [4]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: رَاهِنُ العَالَمِ الإِسْلاَمِيّ بين الواقع والتَّطَلُّعات/ محمد توفيق الصواف

[align=justify] (2)
لكن، ماذا سأكتب، ولمن؟ وإلى أين أبتغي الوصول؟
يقول الله سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}( ). إذن، فلماذا لا أترسم ما فعله ، وأتأسى به خطوة فخطوة؟
هذا يعني أولاً، دراسة منهجه في الدعوة التي حقق بنجاحها معجزة لا نظير لها في تاريخ البشـرية، تمثلت بنقل مجتمع بدوي أميٍّ جاهل، مفكَّك متنابذ ومتحارب، إلى مجتمع مثالي، ليس في صنع الحضارة البشرية وتطويرها فحسب، بل في نشـرها، بغية تعليم الآخرين كيفية صُنْعِها، وتشجيعهم على المساهمة معه في تطويرها أيضاً.
وأوهمني ظني بأنني ما إن أفرغ من تَعرُّفِ منهجه
في الدعوة، حتى يصير الأمر سهلاً عليَّ ميسوراً، فآتي بكتاب لم تَستَطِعْه الأوائل.. لكنني ما كدت أنتهي من دراسة منهجه ، وأخطو أولى خطوات التأسي به وبصحابته ، مزهواً بجمع ما دعوا إليه وترديد ما قالوه، ومفتخراً بأن زدتُ عليه عَرْضَ ما فعلوه أيضاً، حتى اكتشفت أنني لم أتجاوز ما فعله غيري ممن أرادوا ما أردت، وسعوا لمثل ما سعيت، ثم انتهى بهم المطاف إلى إنتاج صفحات في التنظير مكررة، عجزتْ عن التأثير الذي نشدوه في قرائهم، قبل أن تؤول إلى الإهمال فالنسيان، كسابقاتها.
(3)
لكن لماذا، وأين الخطأ فيما أزمعتُ محاولَتَه وحاوله من سبقني، على الرغم من صدق النية، واختيار ما بدا لنا أنه نهج رسول الله؟
ولما لم أستطع اكتشاف ذلك الخطأ، مع يقيني أنه مني لا في نهج الرسول ، توقفتُ عن متابعة العمل من جديد، وداخلَني يأس كاد يفترس رغبتي وعزمي، لولا أن مَنَّ الله علي فَنَجَّاني من براثن ذلك اليأس، بأن ألهمني إعادة النظر فيما فعلتُ وما فَعَلَ الذين سبقوني على هذي الطريق، باحثاً مرةً ومرة عما ارتكبناه جميعاً من خطأ، رجوتُ اللهَ ألَّا يَكِلَ كشفَه لقدرتي وحدها، خصوصاً وأنني لستُ ذلك العالم المتبحِّر في العلوم الإسلامية، شأنَ كثيرين من علماء المسلمين السابقين والمعاصرين... بل لا أنكر أن البحث في هذا المجال ليس مجالي أصلاً، وأنني ما كنتُ لأمضيَ فيه لو لم يرزقني اللهُ فضولَ باحث لا يَمَلُّ البحث عن سبب إخفاقه كلما أخفق. [/align]

_________________
( ) سورة الأحزاب / الآية (21).
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.

التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 27 / 06 / 2016 الساعة 40 : 01 AM.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس