عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 06 / 2016, 40 : 06 PM   رقم المشاركة : [5]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: كيف كان سيبدو العالم بلا مسلمين؟! / اقرأ وشاركنا



( على بساط من نبات المسك والعنبر يتثنى ، وتصفر الريح خلاله ، كانت أقدامنا تسير .... )
وولغرام فون ايشنباخ


أسماء عربية لحاجات عربية

هل لي يا سيدتي الفاضلة ، أن أدعوك إلى دخول هذا المقهى ( café ) فإنك تبدين متعبة ، وهل لك أن تنزعي جاكتتك ( jacke ) وأن تأخذي لك مكانا على الصوفة ( sofa ) ذات المرتبة الحمراء القرمزية ..!( karmin..matraze ) إن القندي ( صانع الحلوى ( konditor ) ذا القلنسوة
(mutze ) الفارعة والقباء (kittel ) الأبيض الناصع ، سيحضر لك حالا طاسة (tasse ) من قهوة البن(bolmen kaffe ) مع قطعتين من السكر(zucker )، أم أنك تفضلين غرّافة (karaffe ) من عصير الليمون ( ليموناضة )(limonada) ، إذا كنت لا ترغبين في تناول الكحول
(alkohol ).كلا لا ريب أنك ترغبين بقطعة من الحلوى مع شيء من البرقوق المشمش (aprikosen ) ، ومن بنان الموز (bananen )،
طبعا يا صديقتي ، إنك ضيفتي اليوم ، فهل لي بادىء ذي بدء ، أن أقدم لك شربة (sorbett ) من عصير النارنج (orange ) وأما هذه الأرضي شوكة (artischoken )، المحشوة فلسوف تفتح شهيتك ، وما رأيك الآن بهذه الوجبة من الكمأة المقلية مع الرز (reis ) والسبانخ (spinat )، وبعد ذلك سأقدم لك محشوات من القرفة (zimt ) ، في حساء من عرق التمر (arrak )، ولا بد في النهاية من فنجان قهوة مخا mokka ) ورجائي أن تخلدي يا صديقتي إلى الراحة على هذا الديوان (diwan ) ، وأن تتصرفي وكأنك في بيتك ، واعلمي أن كل ما يحيط بك هنا من أشياء وتحف ، وكل ما قدمته لك من مأكل ومشرب ، قد أضحى أمرا طبيعيا في حياتنا اليومية منذ زمن بعيد ، وهو يعود في الواقع إلى عالم قديم غريب ألا وهو عالم العرب ...!!

فالقهوة التي تنعشون بها حياتكم اليومية وحب البن ، كذلك الطاسة التي تتناولون بها القهوة المغلية ، والسكر الذي تكاد لا تخلو منه أية لائحة طعام في المطعم ، وعصير الليمون ( ليموناضة ) ، والغرّافة والقباء والسترة والقلنسوة والمرتبة ، كل هذه الأشياء إنما أخذناها من العرب ، وأخذنا معها حاجات أخرى لا تزال تحتفظ بأسمائها العربية الأصيلة ، في كل أنحاء العالم المتحضر .

ولنا في ذلك أكثر من مثل ، فمن القند (kandis ) أو قنديد ( عقيد السكر ) (zucker kand ) إلى القندي ( صانع الحلوى ) (konditor ) ، ومن البرقوق الكبير الحجم المجفف ، إلى الكمثرى وأصابع التفاح المعقود .

حسنا قد تقولون : لا بد من أن تكون هذه الفاكهة قد أتت من الجنوب أو الشرق ، ومن الطبيعي أن تحتفظ بطابعها الشرقي باقية على أسمائها العربية ، وقد تقولون أيضا ، وقد أخذ الغيظ منكم كل مأخذ، إنه بوسع أي طفل أن يستعمل كلمات غريبة في نوعها ، مشيرا إلى مصدرها الأساسي .

وقد تقولون حين يدب التعب في أوصالكم حتى درجة الموت ، فترغبون التمدد على الصوفات ( صوفا ) وعلى الديوان
(diwan ) ، أو على الصفة العثمانية (ottommanc) أو في الهرب من ضجيج الجياة إلى قبّة ما (alkoven ) .
قد تقولون أن هذه الكلمات الغريبة نادر استعمالها ، ومصدرها واضح في رنتها ، فهل علمتم أنكم الآن ، وبصورة لا شعورية ، قد استعملتم كلمة عربية الأصل مأخوذة من لعبة الشطرنج ( التي أخذناها نحن الأوربيون عن العرب في عصر شارل الكبير والخليفة هارون الرشيد ، ونعني بها كلمة ( مات ) (matt ) التي تعني أنه قضي عليه ، ( وما كلمة شاه إلا مرادفا للملك ) إذا مات الملك (schachmatt ).

قد تضحكون الآن أو تغتاظون ، وفي كلتا الحالتين ، ستغلب على وجوهكم ، ألوان من الإستغراب ، تشبه في تقاطيعها طاولة الشطرنج .

هلا علمتم أيضا أن القفة ( حقيبة ) (koffer ) المعروضة هناك بالقرب من محفظة الجلد المراكشي (maroquin ) وزوج الطماق (gamasehen ) ، ما تزال تحمل طابع المسافر العربي الذي عشق الترحال والتنقل في بلاد الله الواسعة .
هل ترون تحف الرفاهية (galanterie ) والزينة المعروضة في هذه الواجهة ، متعوا أنظاركم بروعة زخرفتها وجمال حياكتها ، فهذا هو البرقان (barehent ) ، وذاك قماش القطن(kattun) ، وهذا هو قماش الموصل البديع (musselin ) وهناك المهير ( قماش من شعر الماعز ) (mohair ) الناعم ، وانظروا إلى ذلك القماش الشفاف (chiffon ) والساتان الأرستقراطي والتفتة (tafta ) الرفيع والقماش الموار (moire ) المموج ، وإلى حرير الأطلس (atlas ) الفخم والدمقس الفاخر المستورد من دمشق ...!!
إنها في غاية الروعة ، تضاهي بعضها بعضا حمالا ونعومة ، وخاصة أن الألوان تضفي عليها سحرا خاصا ، تلك الألوان من الزعفران (safran ) الذهبي والبرتقالي والقرمزي(karmesin) والليلكي (lila) الغامق وغيرها التي ندين بها للعرب .
هل تشعرون حين تدخلون عطارة ما (drogerie ) ، بأنكم تقفون أمام ( اكتشافات عربية ) ، فتجارة العقاقير في حد ذاتها ..تجارة عربية ..!!

ويكفي أن تلقوا نظرة واحدة على كل هذا الذي لا يزال يعرف باسمه العربي الأصيل
أجل ، إن في لغتنا كلمات عربية عديدة ، وإننا لندين والتاريخ شاهد على ذلك ، في كثير من أسباب الحياة الحاضرة للعرب ...!!وكم أخذنا عنهم من حاجات وأشياء زينت حياتنا بزخرفة محببة للنفوس ، وألقت أضواء باهرة جميلة على عالمنا الرتيب ، الذي كان يوما من الأيام قاتما كالحا باهتا ، وزركشته بالتوابل الطيبة النكهة ، وطيّبته بالعبير العابق ، وأحيانا باللون الساحر ، وزادته جمالا وأناقة وروعة ...!!

الفصل الأول
من كتاب المستشرقة الألمانية
سيجريد هونكة ( شمس العرب تسطع على الغرب )
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس