الموضوع: مصير
عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 06 / 2016, 46 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

مصير

[align=justify]مصير

ران على الفصل الدراسي صمت ثقيل لا تشوبه سوى حركة قلم هنا أو حفيف ورقة هناك أو أزيز كرسي . تعلو بين الفينة والأخرى تنهيدة تختزل كل الأحاسيس القابعة بين الجدران الصماء . ترنو بعض العيون إلى الأستاذ المراقب . فيها نداء ورجاء واستعطاف . لكن قسمات المراقب الصارمة لا توحي بالاطمئنان وقد أخفى عينيه وراء نظارته السوداء . يبدو كجلاد يتحين الفرصة للانقضاض على فريسته . كم هو مقيت رغم أناقته .
ورقة الامتحان تتأمله في صمت .. في نظراتها ما يشي بالشفقة ، بل وبالسخرية والتشفي أيضا . أرقام ومعادلات تصطف كجدار يحول بينه وبين الانطلاق .. نحو تحقيق الذات والطموح . يتساءل بمرارة لم تم إدراج هذه المادة في الامتحان بينما توجهه كان أدبيا . كل النقط التي أحرزها كفيلة بجعله ينجح بتفوق . لكن خطر الصفر ظل نصب عينيه يبدو له كفوهة غار يوشك أن يبتلعه .
لمح زميله في الصف الأيمن وقد امتلأت مسودته بكل ما تشتهيه نفسه المتحرقة شوقا لإحراز نقطة واحدة . تلاقت النظرات . فهم الزميل نداء الاستغاثة واستعد لعملية محفوفة بالمخاطر خاصة وأن الأستاذ المراقب لا يترك شاذة ولا فذة وكأن جسده كله عيون ترصد كل حركة .
الوقت يمر والصفر يتراقص أمامه مبتسما في شماتة وتشف . الأفق يبدو مسدودا قاتما. هل يجازف ويعرض زميله أيضا للخطر ؟
في لحظة ، استدار الأستاذ ليرد على تحية المدير المار أمام الفصل ويتبادل معه كلمات مقتضبه . طارت الورقة في الهواء لتنزل متهادية كأوراق الخريف وتحط على الأرض بدل الطاولة في الوقت الذي استدار فيه المراقب ليعود إلى خطواته الرتيبة كدقات الساعة الحائطية .
يتوقف الرجل فيخيل إليه أن عقارب الزمن قد توقفت . خفق القلب وارتعشت الفرائص.
شعر أن الأرض تميد به . هل هي النهاية ؟
بقي المراقب مسمرا في مكانه ينظر إلى لا شيء .. هل رآها ؟.. عشر ثوان مرت كدهر، قبل أن يستدير الأستاذ وقد شرد ذهنه .
التقط الورقة .. وضعها أمامه ونظر إلى الأفق ، فرآه موردا ثم أجهش بالبكاء وهو يرنو إلى القامة الفارعة تصول وتجول عبر أنحاء الفصل ويهمس :
- كم أحبك . [/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس