 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الريسوني |
 |
|
|
|
|
|
|
ان كان هذا هو حال يقين الأعرابي وحكمته فما بالكم بأئمتهم ؟
ﻗﻴﻞ ﻷﻋﺮﺍﺑﻲ في البصرة ّ:
ﻫﻞ ﺗﺤﺪّﺙ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨّﺔ؟.
ﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺷﻜﻜﺖ في ذلك ﻗﻂّ .
و ﺃﻧّﻲ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﻄﻮ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺿﻬﺎ ، ﻭﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺿﻬﺎ ، ﻭﺃﺳﺘﻈﻞّ ﺑﺄﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﺃﺗﻔﻴّﺄ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺃﺗﺮﺷّﻒ ﻣﻦ ﻗﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺃعيش ﻓﻲ ﻏﺮﻓﻬﺎ ﻭﻗﺼﻮﺭﻫﺎ .
ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﺒﺤﺴﻨﺔٍ ﻗﺪّمتها .. ﺃﻡ ﺑﺼﺎﻟﺤﺔٍ ﺃﺳﻠﻔﺘﻬﺎ ؟.
ﻗﺎﻝ : ﻭﺃﻱّ ﺣﺴﻨﺔٍ ﺃﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺎً ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮﺍً ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﺟﺤﻮﺩﻱ ﻟﻜﻞّ ﻣﻌﺒﻮﺩٍ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻗﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﻼ ﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﺬّﻧﻮﺏ؟.
ﻗﺎﻝ : ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ ، ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ ، ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻟﻠﺠﺮﻡ ، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺬّﺏ ﻣﺤﺒّﻴﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨّﻢ .
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻘﺪ ﺣﺴﻦ ﻇﻦّ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲّ ﺑﺮﺑّﻪ ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻻ ّﺍﻧﺠﻠﺖ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻏﻠﺐ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮّﺟﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ما أجمل الثقة بالله ان صدق العمل والرجاء .
أللهم ارزقنا حسن الظن بك وكمال التوكل عليك وتسليم الأمر كله إليك..
|
|
 |
|
 |
|
أ. عمر : أكرمك الله , اعذرني إن أبديت رأيي أنا العبد الفقير لله , و تجاوز عن بعض جرأتي , أسعدك الله في الدارين .
أ. عمر : حسن الظن و الثقة بدخول الجنة من دون عمل غرور (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) , يغر الشيطانُ ابنَ آدم يقول له ربك غفور رحيم , لا تخف من الذنوب و المعاصي , سيغفرها لك ربك , فيأتيها متجرئًا على الله و هو يدعي حبه , و هذا ديدن الضالين , قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا , و لقد أرفق الله عزوجل العمل الصالح بالإيمان في آيات كثيرة توجيهًا لنا أن الإيمان لوحده لا يكفي , أوليس إبليس اللعين يؤمن بالله و مع ذلك فإن مصيره الخلود في النار , نعم , الموحدون الذين لا يشركون بالله أحدًا لا يخلدون في النار و لكنهم قد يعذبون على ذنوبهم , و هكذا فأنا أرى أن هذا الأعرابي قد أتى بالتوحيد و حب الله و بالتالي فأمره إلى الله إما أن يعذبه و إما أن يعفو عنه , ذلك لأنه لو صدق بحبه لله لأحسن العمل , و الإسلام أتانا لنوحد الله و من ثم لنعبده , و ليس لتوحيد الله و من ثم الاسترخاء و الادعاء بحب الله .
جزاك الله خيرا و أعتذر عن الإطالة
أكرمك الله و نفع بك