[align=justify]9) مراعاة نوعية المتلقين وعددهم:
تَتَبَدَّى أهميةُ معرفةِ الصحفي لنوعية مَن يَتَلَقَّون خبرَه أو مقالَه وعددِهم من عدة جوانب، لعل من أهمها: مساعدته على اختيار المفردات التي يصوغ بها مادة خبره أو مقاله، وأسلوب صياغته أيضاً.. وذلك لأمر بديهي يَتَمَثَّلُ في أنَّ ما يُناسب خطاب شريحة مجتمعية أو ثقافية ما، لا يكون مناسباً لخطاب غيرها.. وبتعبير آخر، إن اللغة والأسلوب اللذين يُصاغ بهما خبرٌ أو مقالٌ موجَّهٌ لنخبة ثقافية أو سياسية أو اقتصادية...، ينبغي أن يكونا مُختلِفَين عن اللغة والأسلوب اللَّذين يُصاغ بهما خبر أو مقال مُوَجَّهٌ لطبقة من العامَّة أو من متوسِّطِي الثقافة. كما أن من الضروري أن يكون الصحفي أيضاً على دراية، ولو تقريبية، بعدد مَن يَتَلَقَّون خبره أو مقاله، لأنه كلما زاد عددهم وتَنَوَّعَتْ مستوياتهم واختلفَت، وجبَ عليه اختيار لغة وأسلوب يكونان وسطاً يفهمهما جميعُهم ولا يبتذلهما أيٌّ منهم.
10) الإثارة والتشويق:
لعل مما لا خلاف عليه، أنَّ الإثارة لا تعني التهويل في وصف أي حدث أو في تحليله، ولا التزييف لأيٍّ من معطياته ووقائعه، ولا تحريفَ أيٍّ من أسبابه ومجرياته ونتائجه، ولا المبالغة في تعظيم صانعي تلك المجريات أو تهوين شأنهم وتحقيرهم، لأن أيّاً من هذه الأساليب في صياغة الخبر أو المقال الذي يتصدَّى لتحليله لا تؤدي إلى إكسابه إثارة وتشويقاً بل إلى فقدانه المصداقية والقدرة على التأثير. وهذا بدوره، يُعيد طرح السؤال: كيف يمكن توفير الإثارة لخبر ما أو مقال إذاً؟
في الإجابة عن هذا السؤال، يمكن القول: ثمة أدوات وأساليب عديدة يمكنها توفير الإثارة والتشويق لأي خبر أو مقال، دون المساس بمصداقية أيٍّ منهما، عبر حَشْوِ مضمونه بالمبالغات أو تشويهه بالتزييف والتحريف.. ومن أبرز هذه الأدوات: طريقةُ ترتيب معلومات الخبر أو معطيات وفقرات المقال على نحو مثير لفضول القارئ، وصياغةُ هذه المعلومات والمعطيات بأسلوب مثير للاهتمام والتفكير، هذا إذا لم يكن في الحدث الذي ينقله أو يعالجه أيُّ إثارة أصلاً، أمَّا إن كان الحدث أو الموضوع مثيراً بذاته، فلا حاجة للصحفي عندئذ إلى التفنُّنَ في صياغته، بل الأفضل أن يتركَه ينساب في روايته بشكل تلقائي بسيط، سواء في متن الخبر أو متن المقال..
[/align]