[align=justify]7) الفقرات:
من المستحسن تقسيم النصِّ الصحفي، مهما صَغُرَ حجمه، إلى فقرات تَسْتَقِلُّ كلُّ واحدة منها بمعلومة أو فكرة أو رأي، لكيلا يؤدي الاضطرار إلى حذف إحداها، لأيِّ سبب، إلى إخلال معيب في بُنْيَةِ النص الصحفي.. لكنْ، مع استحسان توفير الاستقلالية لكلِّ فقرة، يجب الحرص على ربط فقرات النصِّ الصحفي، وخاصة المقال والأنواع الأطول منه، بمحوره الرئيس.. والربط بينها لا يكون بأدوات العطف، بل بترتيبها على نحوٍ يُشعِرُ القارئ بأنَّ كلَّ واحدةٍ منها تُفضي إلى التي تليها بسلاسة ويُسر، وتُوهِمُهُ ما أمكن، بأنها كتلةٌ واحدة متماسكة..
ومن المُستكرَهُ في كتابة المقالات تحديداً، تكرار الفكرة أو المعلومة نفسها في أكثر من فقرة، إلا لضرورة، وكذلك توزيع معالجة الفكرة الواحدة على أكثر من فقرة، إذا كان بالإمكان استيفاء معالجتها في فقرة واحدة.
8) مفردات التأكيد والشك:
يجنحُ كثير من الصحفيين إلى استخدام مفردات التأكيد والجزم في مقالاتهم بكثرة، فتراهم لا يَمَلُّون من ترديد عبارات مثل: (مما لاشك فيه، بكل تأكيد، على نحو لا جدال فيه، من المؤكد، مما لا يحتمل أي نقاش أو معارضة)، وما شابه من تعابير مماثلة تُفقِدُ المقال الكثير من مصداقيته، لأن القارئ مهما كان قليل الثقافة، يُدركُ بفطرته أن الصدق لا يحتاج إلى تأكيد، وكذلك الحقائق لأنها تكون ساطعة كالشمس، وبالتالي، فالتأكيدُ أداةُ كذب، على الغالب، وظيفتُها خداع القراء لدفعهم إلى تصديقه..
لذا، نلاحظ أن الأذكياء من الصحفيين، لا يبتعدون عن عبارات التأكيد في كتاباتهم فحسب، بل يعمدون إلى استخدام عبارات الترجيح والشك كيلا يُورِّطوا أنفسهم أمام قارئهم ويخسروا ثقته بهم، فيما لو أسفرت الأحداث عن نقيض ما ذكروه من معلومات أو ما توقَّعوه من نتائج..
[/align]