عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 06 / 2016, 45 : 03 AM   رقم المشاركة : [13]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

أنواع المقال الصحفي

[align=justify]سبقت الإشارة، في تعريف المقال الصحفي، إلى تَعَدُّدِ أنواعه بقدر تَعَدُّدِ الموضوعات التي يمكن لمؤلفه معالجتها فيه، ومن أبرز هذه الأنواع:
المقال الافتتاحي
في رأي كثيرين، يُعَدُّ أهمَّ أنواع المقال، أيّاً كانت المطبوعة التي تنشره، صحيفةً يومية أو مجلة شهرية أو دورية، وأيّاً كان اهتمام هذه المطبوعة ومضمونها: سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو فكرياً أو أدبياً.... الخ.. وربما لهذا، تُناطُ كتابتُه، في أيِّ مطبوعة، إمَّا برئيس تحريرها أو بواحد من كبار الباحثين المشهورين العاملين فيها.. وتنبع أهميةُ المقال الافتتاحي من عدة جوانب أبرزها:
1) أنه مقال يُعَبِّرُ، بالدرجة الأولى، عن هوية المطبوعة التي يُنشَرُ فيها، ويدافعُ عن اتجاهها أيّاً كانت نوعيته..
2) أنه يسعى إلى المواءمة بين توجُّهات المطبوعة التي يُنشَرُ فيها وبرامج النظام السياسي والاقتصادي السائد في البلد الذي تصدرُ فيه؛ أو بينها وبين المناخات الاجتماعية والفكرية والدينية التي تسود أوساط مواطنيه..
3) وهذا يعني أنَّ للمقال الافتتاحي دوراً وظيفياً يتمثَّل بمحاولة جَعْلِ المطبوعة التي يُنشَرُ فيها رابطاً بين تَوَجُّهات أنظمة الحكم وبرامجها، في مختلَف الميادين الحياتية، وبين تَوجُّهات الجمهور الذي تُخاطبه وتطلعاته..
ولأنَّه كذلك، فلا غرابةَ أن تَتَعَدَّدَ أنواع المقال الافتتاحي وتَتَنَوَّع بقدر تَنَوُّعِ وظائف المطبوعة الناشرة له وأهدافها المعلنة وغير المعلنة، وأهم أنواعه:
1) المقال الافتتاحي الشارح للأحداث، وهو مقال يُركِّز على آخر مستجدات الأحداث الجارية، يسردُ أطرافاً مُنتَقاةً منها، ثم يربط ما اختاره منها ببدايات حدوثها وبما تَلاحَقَ من تطوراتها مُحلِّلاً من وجهة نظر كاتبه، لينتهي إلى تعليلها وتقييمها بما يتفق مع سياسة مطبوعته ومع مواقف أنظمة الحكم في البلد الذي تصدر فيه هذه المطبوعة.
2) المقال الافتتاحي الكاشف الذي يترصَّد كاتبُه أخطاء حكومة بلده والهيئات الرسمية المنبثقة عنها وحتى الهيئات الخاصة على اختلاف ألوانها وتوجهاتها، ليعرضها على جمهور قرائه، بقصد تَجْيِيشِهِم ضد هذه الحكومة أو تلك الهيئة، تمهيداً لإسقاطها، وخصوصاً في الفترات التي تسبق مواعيد الحملات الانتخابية.. وأحياناً يُركِّز هذا النوع من المقالات على خفايا بعض القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدينية الخطيرة، ويفضح ما يريد المسؤولون إخفاءه من مستورها ومستور نشاطاتهم ضدها أو معها.. ولهذا، فإن المطبوعة التي يظهر فيها المقال الكاشف، تكون مطبوعةَ جهة معارِضَة، على الغالب.
3) المقال الافتتاحي المُنازِل، وهو كالمقال الكاشف، يصدر عن صحف المعارضة ومجلاتها أيضاً، لكنه يختلف عن الكاشف في كونه أكثر صراحة وحِدَّةً في نقاش القضايا التي يطرحها، وفي توجيه سهام النقد للجهة الحكومية أو السياسية التي يخالفها الرأي والموقف.
4) المقال الافتتاحي المُحذِّر لحكومة بلد ما من مَغَبَّةِ إقدامها على اتخاذ قرار قد يكون خاطئاً بحق سمعتها أو وطنها أو شعبها، وليس بالضرورة أن يكون كاتب هذا المقال مُعارضاً، بل يُمكن أن يكون من المؤيدين ومقالُه منشور في صحيفة رسمية مؤيدة أيضاً..
5) المقال الافتتاحي الترويجي، وهو مقال مناسبات بالدرجة الأولى، يكثُر ظهوره ويَنشَطُ كُتَّابُه في مواسم الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو الحكومية، بشكل خاص، فتَراهم يُهلِّلون لمرشح هذا الحزب ويُهاجمون مرشحَ ذاك، انطلاقاً من انتماءاتهم وانتماءات مطبوعاتهم، سياسياً وحزبياً ودينياً وأيديولوجياً... الخ..
6) المقال الافتتاحي الشامل، ويُقصَدُ به ذاك الذي يشتمل مضمونُه على أكثر من واحدٍ من هذه الوظائف المذكورة آنفاً، ويحاول القيام بأكثر من دور في آن واحد معاً..
أخيراً، ومن الناحية البنيوية/الفنية
فنظراً لاتساع رقعة الجمهور الذي يُخاطبه المقال الافتتاحي، على اختلاف أنواعه، وتَعَدُّدِ الوظائف التي عليه أن يُؤديها، نرى كاتبَه يحرصُ على أن يضع له عنواناً مثيراً يصلُحُ للاستخدام كعنوان رئيس لعدد المطبوعة (مانشيت) الذي يصدر فيه المقال، كما يحرص على أن تكون مقدمتُه قصيرة لا تتجاوز خمسين كلمة، إن طالت، وعلى أن تكون مفرداتُ لغتِه سهلةً مأنوسة، وعباراتُه قصيرةَ الجُمل واضحةَ المعنى قويةَ الوقع مُؤَثِّرَةً ومباشرةً لا مجاز فيها يمكن أن يُؤدِّي إلى لَبْسٍ أو إبهام أو غموض، اللهم إلا إذا رأى الكاتبُ أن استخدام بعض الاستعارات والتشابيه في بعض الفقرات، يمكن أن يُجَمِّلَ المقالَ ويزيدَ تأثيرَه ويخدمَ هدفَه وغايتَه. أمَّا الخاتمة، فيحرص على جَعْلِها مُفاجِئَةً كعنوان مقاله.[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس