رد: استئذان بانتظار الموافقة
بدايةً، أشكر كلَّ أعضاء الموقع الذين استجابوا لطلبي الإذن بنشر بعض القصص القصيرة جداً، في موقعهم (نور الأدب).. فلهم جميعاً كلّ الشكر والمحبة والتقدير، وأرجو أن يكون نتاجي عند حسن ظنهم بي..
وانطلاقاً من استجابتهم الكريمة هذه، سأبدأ اعتباراً من اليوم بنشر مجموعة من القصص كنتُ قد نشرتها سابقاً عام 1983 في صحيفة (الجندي) الفلسطينية التي كانت تصدر عن إدارة الجيش والتوجيه المعنوي الفلسطيني بدمشق.. وسيتم نشرها تباعاً، كلّ يوم قصة..
وقصصي التي سأنشرُها هنا، تُعَدُّ مع مثيلاتها التي نَشَرَها الأديب طلعت سقيرق، في نفس الصحيفة، من أقدم ما نُشِر في فن القصة العربية القصيرة جداً.. وكان الذي دَفَعَنا ــــ أنا وطلعت ـــ إلى كتابة هذا النموذج من القصص، أسباب عديدة أرجو الإشارة إليها لاحقاً..
وحين نشرنا أولى نماذج هذا اللون المُستَحْدَث من القصص القصيرة، لاقت إعجاباً من قراء الصحيفة المذكورة آنذاك، وأرجو أن تُلاقي إعجاب قراء (نور الأدب) أيضاً، كما أرجو أن أجد القصص التي نشرها أخي طلعت في تلك الصحيفة بنفس التاريخ لأُعيد نشرها هنا أيضاً، إن لم يكن وفاء لذكراه فقط، وهو وفاء واجب، فمن أجل الإشارة إلى معلومة تاريخية مفادها أنَّ طلعت سقيرق كان من رواد هذا الفن، وكنتُ أنا ممن حاول الإبداع فيه أيضاً، في تلك الفترة المبكرة..
وبالمناسبة، وقبل نشر أيٍّ من تلك القصص ها هنا، أودُّ توجيه كلمة صغيرة عن فن القصة القصيرة جداً، بعد أن كثر كُتَّابها جداً، في وقتنا الحاضر، ربما لظنِّ بعضهم أنها فنٌّ سهل يمكن لأيٍّ كان الخوض فيه، سواء كان موهوباً أو ليست لديه أيّ موهبة على الإطلاق، اللهم إلا موهبة حبِّ الظهور وسماع عبارات المديح يكيلها له من هم أكثر منه جهلاً بفن القصِّ كله، قصيراً كان أم قصيراً جداً أم طويلاً..
وهنا، دعوني أَقُلْ يا سادتي: إنّ فنَّ القصة القصيرة جداً، كما أراه أنا على الأقل، فنٌّ في غاية الصعوبة، له أركانه وطرقه ووسائله الفنية الخاصة، وليس مجرد كلام مختصر كالذي صرتُ أقرأه اليوم بغزارة، فأجد أنَّ كُتابه قد اختلط عليهم فن القصِّ بغيره من الفنون الكتابية، فصاروا يخلطون القصة القصيرة بالقصيرة جداً بالخاطرة بالخبر أحياناً وبقصيدة النثر أحياناً أخرى، وكانت النتيجة سيلاً من الكتابات التي يمكن أنْ تنتمي إلى أي فن آخر باستثناء فن القصة القصيرة جداً..
ولاعتقادي بضرورة جلاء قواعد هذا الفن الوليد، سأمنح نفسي محاولة التعريف به لاحقاً، وبأركانه وكيفية كتابته، لا من باب الادعاء بأنني أبوه أو أخوه أو ابن عمه حتى، كما فعل بعض الذين ادَّعوا أبوته مع أنهم لا صلة لهم به، ولا بدافع الرغبة في الهيمنة على أساليب مَن يحبون كتابة هذا النوع من القصص، بل بدافع محبتي له ورغبتي في أن يزداد مبدعوه إبداعاً وألقاً، ثم بدافع تحريك رغبة من لم تعجبه القصص التي سأنشرها إلى نقدي ونقدها بملء حريته..
|