مستحيلات.. ممكنه
وأصبحت كل المستحيلات.. ممكنة،،وكل مالم نعتاد..صار عاديا،، وكل ما شذ عن المألوف..حدوثه واقعا ..أصبح واردا ..كوم الإملاق في رأسه كومات.. من الأفكار البالية..عادت به أزمان نائية ..حيث الجاهلية البائدة..العائدة ..إختلط الحلال،، بالحرام ..فغدت الصورة باهتة..مشوشة،،تشوهت رؤيته..برغبته في الركون.. إلى اليأس،، والقنوط.. أشعل سيجارته،، ويداه ترتعشان ..لا من تردد..بل من مداهمته للقرار الذي أسره.. إرتشف منها بجنون ..كل ما كان يؤرقه هو يداه القصيرتان..وشدة العوز..والإفتقار..لم ينشغل بعاطفة الأبوة ،، وكيف سيواجه ذاته.. تلك المتعملقة ..بخداعه.. في لحظات البؤس..واليأس ..المسولة له سوء عمله .. بعد إنجاز مهمة الشيطان.. التي ستودي به حيث الجحيمين ..وكيف سيكمل مسيرته؟؟ في هذه الحياة بعد قتل إنسانية إنسانيته.. بشيطانيتها عمدا !؟ قرر إطفاء سيجارته.. قبل أن ينهل منها أخر رشفاته.. معلنا حتمية المصير ،،وقرر نهاية سريعة،، لنبتتيه .. التي لم يكد أكبرهما يناهز السادسة من عمره.. بينما الأخر بلغ عامين، ونصف العام.. وفي عجلة الفاقد عقله.. أمسك ببراءة طفليه.. اللذان لم يتسلل الشك إليهما لحظة ..أن والدهما.. قد أسر لهما مكروه،، ولعلهما ظنا أنه سيذهب بهما في نزهة،، أو أنه سيأتي لهما بحلوى ،، إنطلق بهما.. في أحدى حافلات هيئة النقل العام.. إلى عتمة المصير.. وقف في منتصف الجسر.. حيث ضرب فوق النهر ،، ودون تفكير ،، ودون نظرة وداع ،، ودون استرجاع ،،أو تردد،،أو تذكر لأبويته،، أو إنسانيته.. ألقى فلذاته من أعلى الجسر ،،ومنتصفه ،، بوحشية..ضارية.. عاد لبيته بغير ندم ..لكأنه قتل الفقر..سويعات قليلة،، وأخرجت شرطة النهر جسدين صغيرين تشبث كلاهما بعنق أخيه،، وقد فاضت الأرواح إلى بارئها
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|