25 / 07 / 2016, 41 : 12 PM
|
رقم المشاركة : [50]
|
أديب روائي
|
رد: poem of the day
ترجمة جديدة لقصيدة “البحار العجوز” للشاعر البريطاني كولريدج
الأثنين 02 مايو 2011
وكان المسيري الذي رحل قبل سنوات قد قال إن قصيدة الشاعر الإنجليزي تعبر عن رؤية مسيحية إنسانية تلتقي مع الرؤية الإسلامية الإنسانية من خلال ملاح يبحر في سفينة تعبر خط الاستواء وتسوقها الأعاصير إلى بلد بارد قريب من القطب الجنوبي، ثم تبحر إلى منطقة استوائية في المحيط الهادي، وخلال الرحلة يقتل الملاح طائر القطرس الأبيض بقسوة، وهو طائر يعتبر رمزاً للتقوى.
لقد كتب د.محمد عبدالحي يقول للشاعر الإنجليزي الرومانتيكي صمويل تلير كولريدج قصة رائعة على وزن القصائد الشعرية أو البالاد ..والبحار العجوز يبحر إلى القطب وبعد أن قتل طائراً رحيماً بدأت ثورات الطبيعة تنخر في مادة حياته فقد كفر بالطبيعة أي الإنسان والحياة..لقد كان متغفل الذات لا يمجد الحياة ..فالطبيعة في بعد وهو في بعد آخر ..لقد انقطع المطر -ماء الحياة وبقي الماء في البحر ولا يستطيع أن يسقي و يروي خيال رهيب ورؤيا سمادير وأشباح وهيكل سفينة مع بغي مجنونة تضحك بهستيرية هي (الموت )..ويموت البحارة كلهم إلا هو ..البحار العجوز وبحارته يعملون في صمت لا يستطيعون أن يتكلموا ثم ينتبه إلى الطبيعة حوله ..البحر صامت والحوين(الحيوانات الدقيقة) مثل ثعبان البحر الأزرق والأحمر والأخضر تتلوى وتتوهج والقمر مشرق ورحيم وانفتحت نفسه وشعر بالحياة وتمجيدها في ذاته والله أشرق فيه وانسكب المطر وأسرعت السفينة كأنما كانت هناك عناية إلهية تدفعها ووصلت الوطن ..إن السفينة أغرقت في طرف الساحل ولكن الراهب ووله السفينة ينقذان البحار)..
والشاعر الكبير عمران العاقب المعلم المربي يترجم (الملاح العتيق)-والكلمة لازالت للدكتور محمد عبد الحي- ويمر بها ويدخلها في مشاش اللغة العربية الشاعرة بقدرة وفصاحة ويا ليته واصل الترجمة حتى تتم قصيدة الملاح العتيق وأستاذنا البروفيسور عبدالله الطيب كان في بخت الرضا وعمران العاقب كان أمين المكتبة يكتب ما يكتب من ترجمة الملاح وانفعل الشاعر عبدالله الطيب فترجم بيتين هما في الحواشي ويخيل إليَّ أن قصيدته (السندباد) حذو لقصيدة الملاح العتيق ..
وللإضافة فإن "البالاد" هي أحد أوجه التقسيم في الشعر الإنجليزي إذ أن الـrhymedهو المقفى والـconcreteالشعر الحر أما الـballad فهي قصة شعبية في إطار شعري ويمكن أن تشبه قصص ما قبل النوم الـnursery rhyme للأطفال ،ويحضرني the ballad of Mary Johnson الشهيرة..
نعود إلى الملاح العتيق إذ يقول عمران العاقب:وأذكر أنني توقفت طويلا أبحث عن الكلمات العربية التي تصور الأصوات وصادف ذلك دخول بروفيسور عبد الله الطيب للمكتبة لاستعارة كتاب سألني وهو متجه إلى القسم الإنجليزي من المكتبة قائلا:أين وصلت في الترجمة..قلت:
The ice was here
وقبل أن أكمل أملى عليَّ ترجمة البيتين:
The ice was here, the ice was here
The ice was all around
It cracked and growled, and roared
And howled like noise in as wound!!
صقيع هنا وصقيع هناك
لقد شمل الكون ثوب الصقيع
وللريح زمجرة خلتها
هماهم من حلم ليل مريع
وهنا سأكتفي بإيراد نموذج واحد من ترجمة الرجلين لهذا المقطع :
I looked upon the rotting sea
And drew my eyes away
I looked upon the rotting deck
And there the dead men lay
عبدالله الطيب:
نظرت إلى البحر المتأسن
ثم صرفت نظري عنه بعيدا
ونظرت إلى سطح السفينة المتعفن
وثم الرجال موتى رقودا
عمران العاقب:
نظرت في هذا الخضم الآسن
وعفتُ ما تحمله الدماء
ثم إلى سطح السفين المنتن
وهاهنا الموتى..وذا الفناء
هذا ما كان من أمرهما ..أما أنا - كاتب هذه السطور- فقبل أن أقوم من مقامي هذا الذي ظلتُ عليه عاكفا أقدم بضاعتي فإما هي مزجاة رُدت إليّ أو أنها قُبلت ولله الحمد من قبل ومن بعد..لقد قمتُ بمغامرة لترجمة نص الإنجليزية الأمريكية (إيميلي ديكنسون) ها هو ذا ..وذانك ترجمتاه في طوريهما الأوَّلي والثانوي:
I heard
Emily Dickinson
I heard ,as if I had no ear
Until a vital word
Came all the way from life to me
And then I knew I heard.
I saw , as if my eye were on another ,
Till a thing
And now I know 'twas light,
Because it fitted them, came in
I dwelt ,as if my self, were out ,
My body but within
Until a might detected me
And set my kernel in.
And spirit turned unto the dust
"old friend, thou knowest me"
And time went out to tell the news
And met eternity.
ترجمة:
كنت قد سمعت
سمعت كما لو لم تكن لدي آذان
كلمة مفعمة بالحياة
أتت من جميع الدروب إليَّ
ومن ثم تيقنت هذا الأمر
ورأيت،
كما لو كانت عيناي
تبصران شيئا مختلفاً
والآن أدرك أنه لم يكن سوى ضوء
لأنه جاء منسجماً معهما..
لقد وطنت نفسي
وقد بدت كما لو أنها خارج بدني
ولكنها في داخلي
حتى أنها قد سبرتني
و أعادت إليَّ لبي
والروح استحالت تراباً وهي تصرخ:
"يا صديقي القديم.. يا أعرفهم بي "
والزمان انطلق إلى البعيد
ليحدث بالأخبار
فاستشرف السرمدية.
ترجمة:
سمعتُ
سمعتُ كأن لم تـــــكن لي آذانٌ
حديثاً أتــــى من دروب الحــياة
سمعت.. وإذ أيقنـتْ كـــلُّ نفسي
رأيتُ ..وعينـي علـى الطـــرقات
ولكنَّ ضوءاً شف يفاً أتــــــاني..
أتى مســـتكيناً على جارحـــاتي*
توطنت فاضـطرب الجسـمُ مـــني
ولكــنها لم تزلْ فيه.. ذاتـــــي
وقد كلـــلتــني بلـبٍ حصيفٍ
ولم تستبحْ خـصلــتي أو صــفاتي
وذي الروحُ حين استحــالت تـراباً
تناجي صديقاً قـــــديماً سيـاتي..
على زمــــن ذاهــب في البعيد
يـبلِّغُ آبــاده الســـــالفات
22/7/2006م
* حاشية: جارحاتي= جوارحي
يحوي هذا الكتاب النص الإنجليزي لقصيدة «الملاَّح القديم» للشاعر الانجليزى صمويل تايلور كوليردج، وترجمتها إلى العربية. وتَعقُب الترجمةَ محاولةٌ لتقديم قراءة نقدية متمعنة موجزة تبين تلاقى الرؤية المسيحية الإنسانية مع الرؤية الإسلامية الإنسانية. وقد قامت الفنانة رباب نمر برسم تسع لوحات تصويرية للترجمة، وهي بذلك تقدِّم رؤية فنانة عربية للقصيدة. وقد طُبع الكتاب طبعة محدودة على هيئة كتاب فني art-book (42x 30.5 سم) وجُلد تجليدا فاخرا، ومرفق به حافظة تضم نسخ رقمية للتسع لوحات بحجمها الأصلي (60.5 x 48 سم)، كما تضم الدراسة النقدية الكاملة التي تَضَمّن الكتاب صورة موجزة منها.
|
|
|
|