الموضوع: بابا نويل....
عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 08 / 2016, 04 : 07 AM   رقم المشاركة : [3]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: بابا نويل....

[align=justify]وهأنذا أعود سيّدي الصواف..أعود مرة..وسوف أعود أخرى إن شاء الله..لدي طقوسي الخاصة في قراءة القصص ، وهذا منذ أيام الإبتدائي تقريبا.. كنتُ أقوم دائما بعميلة الهدم وإعادة البناء ، الحذف والإضافة ، التقديم والتأخير حتى أرسو على تصوّر معيّن للذي أقرأ..فكثيرا ما حوّلت النهايات الحزينة إلى مفرحة ، والعكس..وهكذا..وكان هذا يثير استغراب المعلّمين..والغريب أنه أصبح يثير استغرابي أيضا (ابتسامة) !! لذلك سيدي قرأتُ (بابا نويل) وألغيت الحوار..ثم قرأت الحوار دون بقية الأركان..أدهشني النص في الحالتين..فالبنية الفنية للقصة جاءت على قدر كبير من الإتقان..
1 ـ بابا نويل دون الحوار:

توقَّف على مقربة من الخيام البائسة.. وما إن بدأت نظراته تسيل عليها، حتى تردَّد.. كاد يتراجع، لكنه حزمَ أمرَه وتقدم بخطوات متهيبة، حين توسَّط الخيام، ألقى عن كتفه كيس هداياه.. أنصت هنيهة.. لا صوت، لا حركة.. فقط سكون دبق موحش ينتشر في جو المخيم كاللعنة.. حكَّ أنفه مفكراً، ثم نادى بصوت حنون..
شعر بحركة تصدر عن الخيام القريبة منه، فداخله شيء من فرح.. ومرت لحظات، ثم خرجوا.. كانوا مجموعة من الأجساد النحيلة في ملابس أشبه بالخرق.. أحسَّ بحلقه يجف، ثم خفق قلبه بشدة، لكنه تمالك نفسه.. نظر إليهم.. كانت جميع النظرات مصوبة بفضول مثير إلى كيس الهدايا المنفوخ.. ابتسم، أشار إليهم مشجعاً، وبحركة واحدة انقضوا جميعاً على الكيس، فتحوه، قلبوه، تناثرت من داخله مجموعة دمى شقراء وسوداء بثياب زاهية ملونة، دببة، قطط سمينة أنيقة، كلاب مدللة...
وتوقع بابا نويل أن يتخاطفوا الدمى فرحين بها، لكنه فوجئ بهم يتراجعون بصمت.. تطلع في وجوههم مستفسراً، فرأى في عيونهم سحابة خيبة موجعة.. انقبض قلبه، ارتبك، ثم انطرحت على شفتيه اليابستين ابتسامة بلهاء لا معنى لها.. لكن أحداً منهم لم يتحرك.. ومرت فترة صمت خانقة ارتفع بعدها صوت حاد .. صرخ صوت ثان.. ثم نَبَضَ في عمق السكون صوت رفيع مرتجف مغسول بالدمع.. وتتالت الأصوات تطالبه بالطعام والكساء..
أحسَّ قلبه يندفع إلى حلقه من شدة التأثر.. انطفأ، انطفأت الكلمات في فمه.. بكى وهو يحتضن رأسه بين كفيه دون أن يجرؤ على النظر إليهم.. وتحركت الأقدام الصغيرة كل واحد إلى خيمته، بصمت حزين.. تاركين بابا نويل وكومة الدمى التي أحضرها على الأرض، وكأنها كومة جثث منتنة.. رفع رأسه.. كانوا قد اختفوا.. وحين بدأ يعيد دُماه إلى الكيس، شعر بالخجل والأسى يترسبان في قاع قلبه باردَين لزجَين كالوحل الذي راحت تغوص قدماه فيه..

فما رأيكم؟؟؟؟؟؟؟
[/align]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس