رد: راهِن العالم الإسلامي - الفصل الأول - محمد توفيق الصواف
السكان
لعل المفارقة الأكثر غرابة في صورة المسلمين الراهنة تبرز من خلال التناقض الصارخ بين كثرتهم العددية وتردِّي حالهم على مختلف المستويات، وفي جميع الميادين. ولإيضاح هذه المفارقة، بكامل أبعادها، يبدو من الضـروري الوقوف على المعطيات الإحصائية التالية:
تُبيِّن الإحصاءات الحديثة نسبياً أن عدد المسلمين في العالم بدأ يتجاوز، مع بداية القرن الحالي، المليار وثلاثمائة مليون(1)، وهو ما يعني أنهم صاروا يقاربون ربع مجموع سكان العالم البالغ نحو ستة مليارات نسمة. وحسب هذه الإحصاءات يعيش أكثر من ثلثي مسلمي اليوم، أي حوالى /65%/ ويزيد، في بلدان إسلامية(2)، بينما يقيم ثلثهم الباقي في دول غير إسلامية، على شكل أقليات(3).
ولكون القارتين الآسيوية والإفريقية تضمَّان، كما تُبيِّن الخارطة الجغرافية للعالم الإسلامي، معظم دوله البالغ عددها /55/ دولة(4)، فمن البديهي أن نجد معظم المسلمين يعيشون في هاتين القارتين اللتين تضم الآسيوية منهما أكثر من /852/ مليون مسلم، يتوزعون على/27/ دولة(5) هي:
(الأردن، أذربيجان، أوزبكستان، أفغانستان، الإمارات العربية المتحدة، إندونيسيا، إيران، باكستان، البحرين، بروناي، بنغلاديش، تركيا، تركمانستان، السعودية، سوريا، طاجكستان، العراق، عمان، فلسطين، قرغيزيا، قطر، كازاخستان، الكويت، لبنان، المالديف، ماليزيا، اليمن)؛
بينما تضم أفريقيا ما يزيد على /438/ مليون مسلم، يتوزعون في /28/ دولة هي: (أوغندا، بنين، بوركينا فاسو، تشاد، تونس، الجزائر، جزر القمر، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الطوغو، الغابون، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، الكاميرون، ليبيا، مالي، مصـر، المغرب، موريتانيا، موزمبيق، النيجر، نيجيريا، تنزانيا، ساحل العاج).
أما أوروبا، فليس فيها سوى دولتين إسلاميتين فقط هما: (ألبانيا) ودولة (البوسنة والهرسك) التي استقلت حديثاً. وثمة دولتان إسلاميتان أخريان في أمريكا الجنوبية هما: (سورينام وغويانا)، هذا بالإضافة إلى دول لا تَعُد نفسها إسلامية، مع أن المسلمين يشكلون غالبية سكانها هي: (اريتريا وإثيوبيا وتوغو وغانا ومقدونيا والقرم وكوسوفو وكشمير).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) حسب (مركز المعلومات للدراسات والبحوث)، وصل عدد سكان العالم الإسلامي، مع نهاية 2002، حوالى /1361441883/ نسمة، أي أنهم يشكلون 22.7% من مجموع سكان العالم.
2) أكثر الدول الإسلامية سكاناً هي إندونيسيا التي تضم حوالى /217.500.000/ نسمة، تليها باكستان وفيها حوالى /148.700.000/ ثم بنغلاديش وفيها حوالى /143.400.000/ مليوناً، وبهذا يتبين أن مجموع سكان هذه الدول الثلاثة يُشكل ما نسبته /36%/ من مجموع سكان العالم الإسلامي. أما أقل الدول الإسلامية تعداداً فهي المالديف حوالى /309.000/ نسمة، تليها بروناي حوالى /341.000/، ثم سورينام حوالى /421.000/.
3) كما هو الحال في معظم دول أوروبا، والأمريكتين واستراليا، والقليل من دول إفريقيا وآسيا. انظر (أطلس دول العالم الإسلامي)، د. أبو خليل، الجداول الموجودة في الصفحات /200-201-202/.
4) أكبرها مساحة (كازاخستان/2,717,300 كم2)، وأصغرها (البحرين/694 كم2).
5) من بين الدول الأربعين الأكثر سكاناً في العالم هناك عشر إسلامية، منها: إندونيسيا التي تحتل المرتبة الرابعة، وباكستان التي تحتل السابعة، ونيجيريا التي تحتل العاشرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|