رد: حين تصغي الروح للروح
سيدتي الكريمة،
سأنثر تصوراتي عن هذا الموضوع دون تكلف،
ولا أدري إن كان ما سيفيض به خاطري خطأً أم صواباً..
أعتقد أنَّنا كلُّنا أسرى ذلك السجن الترابي الذي نُسميه (الجسد)،
وكلُّنا أسرى مفردات لغاته الترابية المتداولة،
ولذلك لا أمل في حديث الروح للروح بمفردات التراب..، بل لابدَّ له من مفردات من نوع خاص، أظنُّ أنَّ أبجديتها موجودة في:
1) القدرة على التَّطَهُّر من شهوات التراب، حتى المباح منها..
2) احتمال معاناة الاحتراق بالحرمان من هذه الشهوات دون تذمر أو شكوى، بل برضا مطلق..
3) احتمال معاناة الاحتراق بانتظار رضا مَن تطلب الروح الحديث معه، واحتمال ألمِ رفضه إن رفض، وقبول عذره..
وثمة الكثير من المجاهدات في الطريق إلى امتلاك لغة الروح، فهل نحن مستعدون لاحتمال تلك المجاهدات؟
إنها رحلة طويلة، لكن نتيجتها فوزٌ متألق بعالمٍ شفيف من نور..
ولو وُجِدَ قليلون في عالمنا يقبلون القيام بهذه المجاهدات،
لربما استطاعوا إطفاء نيران الحروب التي تحرقنا،
ومسحَ دموع الحزن والخوف والألم التي تحرق عيوننا..
ولكن...؟!
|