رد: راهِن العالم الإسلامي - الفصل الأول - محمد توفيق الصواف
في بادرة غير متوقَّعَة، فاجأني أخي الشاعر محمد الصالح الجزائري بهذه الأبيات اللطيفة مهداة إلي بالعبارة التالية:
{مرفوعة إلى أخي الدكتور الصواف..من أجواء كتابه (راهن العالم الإسلامي)...}..
وقد اختار لهذه الأبيات عنوانا هو (لولا الحب..)...
ولغرابة هذه الطريقة في التعليق على ما وردَ في كتابي،
رأيتُ إعادة نشرها بين ما وردني من تعليقات أخرى عليه،
لقناعتي بأنَّ ها هنا مكانها الأمثل من جهة، ولافتخاري بها وعرفاني بمحبة قائلها ولطفه من جهة أخرى..
لكنني أرجو المعذرة إذا لم أستطع إخراجها بتلك الحلة الفنية الجميلة التي نشرها بها الأستاذ الصالح في موضعها الأول..
لولا الحب..
يبوحُ الدّمعُ إنْ عزّ الكـلامُ *** بما تقضي الضرورةُ والمَقامُ
أَبِاسم الدّينِ تُزهــــق كلّ روح *** وبِاسمِ الدّين تُنتهكُ الذِّمامُ
ودينُ الله من هذا بَراءٌ ******** ودين الله جـوهره السّلامُ
إذا ما الشعبُ ساوره انعتاقٌ *** تحاصـره الطوائف والنّظامُ
فيغدو في لظى فتنٍ وعــــنفٍ **** يؤجّجها التطرّف والظّلامُ
تسود الغَربَ فلسفةُ اتّحادٍ **** وجسـمُ العُرب ينخره انفصامُ
وقولُ الحقّ نحفظه جميعا **** بغير الحبل ليس لنا اعتصامُ
يُكفّرُ بعضُنا بعـضًا جُزافًا ****** فصار الفقهُ مبدؤه انتقامُ
ويُرمَى الفـــكرُ بالإلحاد زورا **** كأنّ الفكرَ بِدْعٌ أو حرامُ
تفشّى الحقدُ والبغضاء فينا*** فضاع العرف واشتدّ الخصامُ
ولولا الحب ما صحّ اعتقاد *** ولولا الحـب ما انتشر السّلامُ
ولولا الحب ما خفقتْ قلوب **** يُترجم سرّ رعشتها ابتسامُ
إذا ما عن أخوّتنا عَمينا ********* فعيـن الله دوما لا تنامُ
|