رد: (((نِهًايًة)))
الأخ الغالي والشاعر المبدع الأستاذ عادل، أسعد الله أوقاتك...
يسرني أن أكون أول المعلقين على قصيدتك الجديدة هذه، عسى أن يغفر سَبقي في التعليق عليها ذَنْبَ تأخري في التعليق على سابقتها (رحيل) التي لفتَ انتباهي عنوانُها وقرأتُها مقرراً إبداء رأيي فيها، ثم انشغلتُ وغاب عنوانُها من شريط (المشاركات العشر الأخيرة) نظراً لكثرة المواد التي باتت تُنشر في الموقع هذه الأيام، ما شاء الله، لكن وعلى الرغم من غياب عنوان القصيدة السابقة ظلت في البال بانتظار فرصة سانحة للتعليق عليها، ولما سنحت الفرصة فاجأني عتابُك لأعضاء الموقع من خلال رسالتك لأخي محمد الصالح، وانزعاجك من عدم اكتراث معظمهم بالقصيدة.. أو هكذا فهمتُ ردَّك عليه.. وأياً كان قصدكَ فأنا أتفهَّم غضبك، بل أرى أنَّ من حقك أن تغضب من مثل هذا التصرف.. فهذه غضبة المبدع، وأنا أعرفها وأحترمها جداً، ولذلك بدأتُ ردِّي على قصيدتك الجديدة هذه بالاعتذار إليك عن التأخر في التعليق على سابقتها.. وأرجو أن تقبل اعتذاري..
أعود الآن إلى نص القصيدة الأولى، لأقول:
أحبُّ في قصيدك عموماً، هذا الشموخ الإنساني الذي يُطمئنُني أن بلادنا ستخرج من مأساتها يوماً أعظم مما كانت عليه قبلها..، مادام فيها من يستطيع أن يتسامى على كل ما يُعانيه الإنسان فيها من ويلات ويرفع رأسه مفتخراً بأصله وفرعه.. هذا ناهيك عن متعة متابعتك تصوغ هذا الشموخ بتلك اللغة الآسرة البديعة التي على الرغم من قسوتها الظاهرية التي تُحاول أن تجعلها تتماهى مع قسوة الحجر، إلا أنها تشقق مثله ويخرج منها ماء الإبداع عذباً نقياً لذةً للقارئين..
ولكن ماذا عن قصيدتك الجديدة هذه (نهاية)؟
بدايةً، دعني أَقُلْ إنها اللغة القوية نفسها، ومفردات الحجر التي تعشقها تتقارب في القصيدتين، على الرغم من اختلاف الموضوع المطروق في كلتيهما.. وإذا كنتُ أصف لغتك بالحجرية ها هنا فلا أقصد عيبَها، بل الإشارة إلى تماهي كينونتها القاسية مع دلالاتها القوية، وهذا سموٌّ في تلك اللغة وليس عيباً..
ولاشكَّ أن المضمون يحتاج لوقفة نقدية أطول مما تسمح به عجالة التعليق السريع على هذا النص، لذلك أرجو أن تُمهلني قليلاً قبل أن أعود إلى قصيدتيك هاتين ناقداً بأسلوب أكثر تخصصاً وأعمق تحليلاً.. وحتى موعد تلك العودة المحتمَلَة، أتمنى أن لا تتوقف عن نشر قديم قصائدك وحديثها..
ودمتَ مبدعاً لا نسمح له بمغادرتنا، وسنمنعه إن حاولَ بحبنا له وتقديرنا لفنه البديع..
|