رد: باحة على ضفاف الروح
أستاذة عزة.. أيتها المبدعة المدهشة، لماذا تفعلين هكذا بنصوصك؟!
لماذا تُلبسين جمالها الآسر أسمالاً من البالة وبقدرتك أن تُلبسيها أجملَ الثياب التي تجلو بهاءها لتبدو في أحلى مرأى؟
هذه المرة لن أحمل نصك الجميل هذا إلى مقهى فنجان القهوة الذي افتتحتُه أمس لأقوم بتشريحه، ولن أتحدث الآن عن مضمونه الذي يفيض أسى، يبدو لي أنَّ قلبك يمتلئ به، لسبب أجهله، أو ربما أتجاهله، بل سأكتفي بإعادة ترتيبه كما تمنيتُ أنا أن أراه، وإن لم يُعجبك بصورته الجديدة لكِ كامل الحرية في أن تُعيديه إلى صورته الأصلية التي صورتِه بها أنت، مشفوعاً باعتذاري.. فهل توافقين؟ ..
سأفترض أنك وافقتِ على إعادة ترتيبه، وأنكِ وافقتِ أيضاً على رأيي بأنَّه ليس خاطرة ولا قصة قصيرة جداً، بل هو، بصوره وتعابيره، أقرب ما يكون إلى الشعر المنثور، وبناء على موافقتكِ المُفتَرَضَة، سأُعيد ترتيب نصِّك شكلياً فقط ليصبح، كما تمنيتُه، هكذا:
حنين
لحظات تمر كأحقاب..
بطيئةَ الخُطى تمرّ..
ثقيلةَ الأقدام..
أفترش روحي كي أُمرِّرَ الحنينَ عبر ثقوبها الغائرة..
فيأخذ الحنين بعضاً مني،
ويغادر..
تاركاً بعضي..
أتصنّع أنفاساً كي أتظاهرَ بالحياة..
وبجواري ساعة مخدّرة..
يسلب منها الوقت كيفَ يشاء..
لكم تؤلمني دقاتُها المبحوحة..،
وهي تحاولُ الاعتذار لي عن عمر مكث يحمله الزمان..،
لم أكن لأحياهُ،
والعقاربُ مستلقية على نواصيها غافية...
ضعْ معطفَك فوق كتف الأيام الباردة..
وفوق كتفي..
فتلك التي أشعلَتْ الموقد ذات يوم..،
تلك التي نثرت الدفء حول عنقك
وفي كفيك..،
لن تعرفها..
عادت كالخرقة البالية..
لا تحمل سوى أنسجة هاربة وخيوطاً مهترئة
بينها فراسخ من الرقع المنهكة لا تصنع دفئاً..
فوضى أنفاس..
أحاسيس مبعثرة..
ضجيجٌ في القلب..
خفقانٌ مريد يتدفق بالروح..
طَرْقٌ.. وطرقٌ..
وطرقٌ دون أبواب..
وجوهٌ تعانق النسيان..
والوهم المُكابر يضحك ساخراً..
لَكَمْ خدعَتْه الذكريات..
قلبي يراك..
ضَعْ وجهك خلف القناع لتختبئ..
هل لي ببعض أنفاسك كي أتنفس برئتيك..؟
هل لي بالقليل من صوتك..،
من صمتك..،
كي أكتب نوتتي الموسيقية وأقيم حفلاً مسائياً بوتر أبكم..،
وأدعوك لرقصة حنين أخيرة؟
دعك من ذاك الهراء و أخبرني..
ماذا عنك؟؟
أخت عزة، أستميحكِ عذراً على هذا التطفُّل الذي قمتُ به على نصِّك، وأَعِدُكِ بأن لا أُكرره ثانية، وأؤكِّدُ لك بأنني ما كنتُ لأقومَ به لولا أن أحببتُ النصَّ وأحببتُ أن أُجَرِّبَ إعادة تشكيله على نحو ما رأيتِ..
وصدِّقيني لم أفعل ذلك ناقداً، بل قارئاً متذوِّقاً فقط.. وإذا أردتِ البرهان على صحة ما أقول، فإن مشرط النقد خاصتي مازال مع الأستاذ محمد الصالح!/ابتسامة..
|