عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 08 / 2016, 46 : 04 AM   رقم المشاركة : [10]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: دعوة إلى فنجان قهوة....

[align=justify]وها أخي الدكنور الصواف قد عدتُ لأقرأ قصّتك.. وفي وهمي ـ على حدّ تعبيرك ـ أن لا أحد يبدأ قبلي ، لأنّ مشرطك معي (ابتسامة)..
بين الجِدّ والفكاهة ، جاءت قصة الدكتور محمد توفيق الصواف ساخرة إلى درجة الألم ! تفنّن السّارد في شدّنا أوّل الأمر حول مائدة الفطور (في صياح ذلك اليوم المشؤوم) فرحنا نراقب الزوجين باستغراب وتطفّل كبيرين.. ما السرّ في عدم تحاورهما ؟! في بداية كانت تنبئ بأنّ شيئا ما سيحدث بإشارات ذكية جدا تمثلت في شرودهما! فأكثر صاحبنا من استعمال التشبيه في وصف حالهما (كنا هادِئَين كعادتنا كلَّ صباح، ينظر كلٌّ منا إلى الآخر، دون أن تنتابه أيُّ مشاعر من أيِّ نوع، ونتناول إفطارنا بصمت وملل، وكأننا في وليمة مأتم،نأكل بعد عودتنا من دفن عزيز...
مراراً غادرت طاولة الإفطار دون أن أتوقف عن الأكل، غادرتها بشرودي لابجسدي.. أفكارٌ كالغيوم السوداء الثقيلة...)

وفجأة.. الجار أبو أكرم يكون سببا في إخراجهما ليس من شرودهما فحسب بل من منزلهما.. أربعة محطّات مختلفة/أربعة أخبار مختلفة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

1 ـ المذيع في أول إذاعة، يتحدثُ عن انفجار هنا وآخرهناك..
2 ـ محطة ثانية:مذيعها يخبر مستمعيه المساكين بأن الدولة الديمقراطية العظمى قد أغارت قواتُها صباحَ اليوم على إحدى الدول الرجعية ذات النظام الديكتاتوري...
3 ـ المحطة الثالثة: مذيع آخر ينقل خبرَ زواج أحد الزعماء العرب من راقصة كانت تعمل في إحدى علب الليل الباريسية..
4 ـ المحطة الرابعة :المذيع يذيع الخبر الغريب :بشكل غير مُتوقَّع، أصدرَتْ الحكومات العربية مجتمعةً، صباحَ هذا اليوم،قراراً تُعلن فيه مباشرتها بإلغاء جميع الحدود المصطنعة بين دولها الشقيقة....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

..وكان هذا أهمّ خبر بل محور القصة برمّتها ! وهنا راح القاصّ يسخّر كل إمكاناته اللغوية ليرغمنا على الخروج معه إلى الشارع .. ومشاركة جموع الناس هتافاتهم (مصدّقين الخبر) رغم استحالة تصديقه !! صدّقناه كحلم ولو للحظات..مسافة أن تنتهي القصة لينتهي معها (الحلم العربي الكبير) !! عند قمة تأزّم الحدث برع الصواف في تصوير حالة اللاوعي بطريقة أعادت إلى ذهني نص طه حسين ـ رحمه الله ـ في السفينة!! وقول ذلك الأرستقراطي: لا أريد أن أموت وأنا بقميص النوم !! في سياق فيه الكثير من الحركة وحالات الدهشة الهستيرية :
(نظرنا فإذا الناس جميعاً في الشوارع يهتفون ويهزجون فرحاً بالخبر الذي
بَثَّتْهُ تلك المحطة، والذي سرى فيهم سريان النار في الهشيم، فانفجر المكبوت من أيام الصحابة والأمويين والعباسيين دفعة واحدة، وعمَّ الفرح جميع أرجاء الوطن العربي...
لم أنتظر ريثما أُغيِّر ملابسي، فنزلتُ إلى الشارع بالبيجاما... أما زوجتي الحَيِيَّة فلم تنتبه إلى نفسها إلا في الشارع، حيث لاحظتُ ولاحظَ كثيرون غيري، أنها نزلَتْ بثياب النوم الشفافة... ولكن ما هَوَّنَ عليها وعليَّ الأمر أن معظم نساء الوطن العربي، حتى المحجبات منهن وزوجات الموصوفين بالأصولية والتزمت، قد نزلن إلى الشارع مثل المجنونات لا يدرين ما يلبسن،ولا يشعرنَ بما يَفْعَلْنَ، بسبب طغيان حالة الفرح على عقولهن... بل لاحظتُ، وأنا أبتسم، أنَّ جاري (أبو خالد) قد نسي بأن سرواله الداخلي الذينزل فيه إلى الشارع، هو في الأصل، كيس طحين من مخلفات هدايا الولايات المتحدة الأمريكية إلى شعوب العالم الثالث...
)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

وتأتي لحظة الانفراج ...في تلك الخيبة ..أنّ الخبر كان كاذبا !! هذا ما يفسّر قول القاص قي بداية القصة : (في صباح ذلك اليوم المشؤوم ...)
وحتى يخفّف السارد على القارئ وطأة الأحداث فلوّنها بلمسات قمّة في السخرية ! أوجِزها كما يلي:
ـ زوجتي التي بدت لي،لكثرة ما تحمله من هموم، أكبرَ من سيدنا نوح عليه السلام...
ـ أخلط الزعتر بالمربى بدل الزيت، وأحمل اللقمة إلى عيني أو أنفي أحياناً..
- زواجه من تلك الراقصة أوفر لثروة البلاد التي كان يُبَدِّدُها على حبيبة القلب في الملهى كل ليلة...
ـــ وهو ما لم أفعله منذ سنين طويلة، بسبب اعتيادي على التنفس تحت الوحل...

ـــــ عبَّرتْ عنه بإسراعها لإلقاء نفسها من الطابق الرابع، كما فَعَلَتْ المنتحراتُ الشهيراتُ حزناًعلى وفاة المرحوم عبد الحليم حافظ، حين سمعن خبر وفاته..
ــ فانفجر المكبوت من أيام الصحابة والأمويين والعباسيين دفعة واحدة..
ـ لم أنتظر ريثما أُغيِّر ملابسي، فنزلتُ إلى الشارع بالبيجاما
ــ أنها نزلَتْ بثياب النوم الشفافة...
ـ جاري (أبو خالد) قد نسي بأن سرواله الداخلي الذي نزل فيه إلى الشارع، هو في الأصل، كيس طحين من مخلفات هدايا الولايات المتحدة الأمريكية إلى شعوب العالم الثالث...
ـ لن يترددوا في استدعائه من كبار القادة العرب الكبار الذين رحلوا إلى الآخرة ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

ولولا بعض الإطناب وطول الجملة السردية أو تلك الجمل التفسيرية ، وإن كان هذا الأمر قليلا من جهة وربّما لحاجة في نفس أخي الدكتور ، ولولا لفظة ( الغفورة) التي لا أدري كيف اندسّت في القصة ؟ لما وجدنا في جسد القصة آثار علّة تُذكر ! وهذه أمثلة على ذلك:
ـــ وكأننا في وليمة مأتم،نأكل بعد عودتنا من دفن عزيز...
ـــ ومع ذلك لم تكن هذه التصرفات لتجعل زوجتي تبتسم مجرد ابتسام..
ـ فإذا بها تأكل وتشرب الشاي بحركات آلية معتادة، دون أن تحس
بطعم ما تأكل أو تشرب...
-
لأسمعَ مذيعَها يخبر مستمعيه المساكين بأن الدولة الديمقراطية العظمى قد أغارت قواتُها صباحَ اليوم على إحدى الدول الرجعية ذات النظام الديكتاتوري...

ـ إذا لم يجدوا بين العرب المعاصرين من يصلحُ لأن يكون هذا القائد الذي سَيَكِلُون إليه إنجاز مهمة بالغة الخطورة تتمثل بتحرير فلسطين والعراق..
ـ فقد تمَّ الاتفاق على أن يكونَ رائدَ الجميع في ذلك قولُه تعالى: (لا إكراهَ في الدين).. أي أن "الولايات العربية المتحدة" سوف يكفل دستورها الجديد حرية المعتقد حتى لمن لا يعتقدون إلا بأنفسهم، ما داموا لا يُؤذُون الآخرين...
ـ في أغلب البلدان العربية، جماهيرها الغفورة...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأعظم ما شدّني في هذه القصّة / التحفة تلك التعابير المجازية المبثوثة هنا وهناك كما جاء في آخر القصة :
(وهكذا عاد الناس إلى بيوتهم حزناً يجرجر قدميه على إسفلت الواقع، ودموعاً سخينة تنهمر على مساحات شاسعة من الخيبة، تُقَدَّرُ بمساحة الأرض العربية المحتلة، من المحيط إلى الخليج...)
فهنيئا لنا كقرّاء وللنور كصرح بالقاص الدكتور الباحث والناقد الأستاذ محمد توفيق الصواف ...
[/align]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس