24 / 08 / 2016, 45 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [12]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: اكتمال دائرة الإنهيار والتفتت- - ملوك طوائف الأندلس والأقطار العربية
[align=justify] البربر أصلهم يمني..والأمازيغية خليط من العربية ولغات إفريقية قديمة
أكد د. محمد العروسي أستاذ الآثار والعمارة اليمنية بجامعة صنعاء أن البربر هم من العرب وأن لغتهم هي خليط من العربية القديمة ولغات إفريقية قديمية.
وقال العروسي في دراسته "تزودنا الكثير من مؤلفات المؤرخين والرواة العرب والمسلمين بمعلومات غزيرة عن هؤلاء اليمنيين الذين استقروا في مختلف بلدان العالم الإسلامي وخاصة في بلاد المغرب العربي وبلاد الأندلس، وللأسف بأن هذا الموضوع لم يحظ في العصر الحديث بعناية واهتمام الباحثين، وقليلة هي الدراسات والبحوث العلمية المنشورة في هذا الموضوع، ويُعَد المؤرخ محمد الفرح 'رحمه الله'، وبحسب علمنا، من أوائل المؤرخين اليمنيين الذين كتبوا في العصر الحديث عن اليمنيين الأصل في بلاد المغرب وتحديداً عن الجذور اليمنية لقبائل البربر ( الأمازيغ).
وأضاف : بدأ اهتمامي بهذا الموضوع خلال سنوات دراستي في جمهورية فرنسا '1988-1994م'، حينها تعرفت على عدد من الأخوة الزملاء القادمين من بلدان المغرب العربي ' المملكة المغربية وتونس وليبيا والجزائر وتشاد وموريتانيا' إلى فرنسا للدراسة، وكان من بينهم زملاء وزميلات من قبائل الأمازيغ من المملكة المغربية والجمهورية التونسية ومن أبناء القبائل من جمهورية الجزائر ؛ ذكر لي البعض منهم بأن أصولهم من اليمن من قبائل يمنية هاجرت قبل مئات السنين إلى المغرب واستقرت فيها ويذكرون لي أسماء بعض المصادر والمراجع وكتب النسابة التي توضح وتؤكد صحة ذلك، والحقيقة أن أول ما لاحظته هو أن أسماء وألقاب أسر هؤلاء الزملاء والزميلات من أبناء قبائل البربر الذين تعرفت إليهم في فرنسا هي أسماء قبائل وأسر يمنية معروفة قديماً وغالبيتها لا تزال موجودة في اليمـن وتعرف بهذه الأسماء حتى اليوم.
وقال لقد شعرت بالسعادة بتعرفي إليهم وشعرت بالتشويق والحماس والاندفاع نحو البحث عن إجابات لأسئلة واستفسارات تبادرت إلى ذهني ودارت في رأسي عن موضوعين أولهما عن الهجرات اليمنية إلى بلاد المغرب العربي عبر العصور ؛ وعن أسماء وتاريخ القبائل والأسر اليمنية التي استقرت في تلك البلاد؟ و تراثها وعاداتها وتقاليدها ؛ ما هي المعلومات التي تزودنا بها المصادر التاريخية عن الشخصيات التاريخية التي اشتهرت وذاع صيتها من أبناء هذه القبائل والأسر ونبغت في المجالات المختلفة؟
وثانيهما عما إذا كانت قد حدثت هجرة أو هجرات عكسية: بمعنى آخر هل هاجرت قبائل وأسر من بلاد المغرب العربي إلى اليمن واستقرت فيها؟ إذا كان ذلك قد حدث فعلاً فينبغي أن يتم دراسة هذا الموضوع ودراسة علمية دقيقة ؟ ولابد من الرد على نفس الاستفسارات التي نحاول الإجابة عليها حول الموضوعين.
وأخيراً يجب دراسة العلاقات اليمنية المغاربية عبر التاريخ؟
ويهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على ما تمكنا من جمعه حتى الآن من المعطيات والشواهد التاريخية والمادية الدالة على الأصول والجذور اليمنية لقبائل الأمازيغ في بلاد المغرب العربي، ومناقشة وتحليل هذه المعطيات بأسلوب علمي ومنطقي بعيداً عن التحيز والتعصب. سنبدأ أولاً بالتعريف بالبربر.
البربر أو الأمازيغ مجموعة من القبائل تشكل جزاءً هاماً من سكان دول المغرب العربي الكبير؛ منذ العصور القديمة سكن الجزء الأكبر من هذه القبائل في المناطق الداخلية وسكنت بعض القبائل الصغيرة منها في المدن والمناطق الساحلية في بلاد المغرب العربي، ومن أشهر وأكبر قبائل البربر: صنهاجة وكتامة وعهامة ولواته وزناته وزويلة، وتعتبر قبيلة صنهاجة أكبر وأشهر القبائل التي انتشرت وسكنت على مساحة الأرض الواقعة بين المغرب الأدنى 'الجمهورية التونسية' والمغرب الأقصى 'المملكة المغربية'.
هل نستطيع تأكيد وإثبات أو نفي يمنية قبائل البربر في بلاد المغرب العربي من خلال الأدلة التاريخية والمادية المتوفرة لدينا في الوقت الحالي؟
وهل يمكن أن نبني استنتاجاتنا في هذا الموضوع للخروج برؤية حاسمة على المعلومات التي تزودنا بها أقدم مؤلفات المؤرخين والنسابة والرواة العرب المسلمين، والمراجع والدراسات والتقارير التي نشرت في العصر الحديث؟
هل تم فحص وتحليل هذه المعطيات ومقارنتها بالمصادر المادية الموجودة في تراث هذه القبائل كالتراث المعماري واللغوي والثقافي والغنائي ومقارنته مع ما يماثله من التراث اليمني؟
أمـا عن أصول وجذور هذه القبائل فالحقيقة أن انتساب قبائل البربر إلى اليمن قضية أثيرت منذ عصور ما قبل الإسلام ؛ ففي بداية العصر الإسلامي التقى المسلمون الفاتحون بأبناء قبائل البربر الذين قالوا لهؤلاء الفاتحين بثقة واعتزاز نحن من حُمَير هاجر أجدادنا من اليمـن أتوا إلى هذه البلاد.
هذه القضية تناولها العديد من العلماء والنسابة والرواة العرب المسلمين في مؤلفاتهم وتركزت نقاشاتهم وتحليلاتهم بدرجة رئيسة على موضوع انتساب قبائل البربر إلى قبائل حُميرية، وفي العصر الحديث ظهرت بعض النظريات والآراء حول أصل قبائل البربر ، فبينما يرى عدد من الباحثين بأن قبائل البربر يمانية من حُمير يعتقد عدد آخر منهم بأن أصولها ترجع إلي قبائل سكنت بعض مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، ويطلق هؤلاء علي أبناء البربر الجنس المتوسطي وهذا مصطلح جديد ظهر في القرن الماضي، والرأي الثالث يؤيد هذه الافتراضية والتسمية 'الجنس المتوسطي'، وذهب فريق ثالث من باحثين، أوروبيين في الغالب ( بهدف استعماري) إلى التأكيد بأن أصل قبائل البربر أوروبي، وأخيراً هناك من الباحثين من يفترض بأن البربر هم من الجنس الحامي 'من الأفارقة الزنوج'، وهذه الآراء الأخيرة حديثة ويعتقد بأنها بعيدة عن الواقع والحقيقة ولا توجد أية أدلة تؤكد صحتها.
يذكر عدد من المؤرخين في العصر الحديث منهم'الألماني ماينهوف' بأنه يوجد جنس حامي قدم من الجزيرة العربية واستقر في السودان وفي أماكن أخرى منها بلاد المغرب العربي، ويذكر العالم الفرنسي دو لافوس الذي صنف اللغات الأفريقية في سنة 1923م بأن اللغة الحامية هي لغة سامية تشمل البربرية والمصرية والكوشية، ومن خلال ذلك يؤكد بعض الباحثين في العصر الحديث بأن لغة البربر هي من اللغات السامية منهم العالم الألماني "روسلر" الذي يؤكد بأن اللغة الأمازيغية هي إحدى اللغات السامية ويقول ' إن مجرد التفكير في إرجاع السامية والبربرية إلى أصلين مختلفين غير معقول' وذلك نظراً للتطابق والتشابه الموجود بينهما.
وقالت الدراسة أن هناك بعض الأدلة التاريخية والمادية التي تدل علي أن أصل قبائل البربر من اليمن، ومنها ان الدراسات الحديثة تؤكد بأنه حدثت موجات هجرات كبيرة من شبه الجزيرة العربية في فترات مختلفة من عصور ما قبل الإسلام ؛ ويقـول العالم المصري الدكتور أحمد فخري " هناك حقيقة مهمة وهي أنه في الألف الرابع قبل الميلاد وصلت هجرات من جنوب الجزيرة العربية إلى مصر" ؛ ويذكر الدكتور أسعد أشقر بأنه : ليس من قبيل المصادفة أن تقع عام 3500 ق.م موجة هجرة من الجزيرة العربية إلي بلاد الرافدين وموجة هجرة إلى سورية ومصر في وقت واحد.
ورد في المصادر التاريخية العربية والإسلامية معلومات غزيرة عن استقرار جنود وعشائر يمنية في قرطاجة ومدن ومناطق مختلفة في شمال إفريقيا في عصر ما قبل الإسلام، يقول الشاعر الحميري :
ومنـا بأرض الغرب جنـدٌ تعلــقوا إلى بربـر حتى أتـوا أرض بربـر
ويذكـر العالم عبد الرحمن ابن خلدون في صفحة 96 في الجزء السادس من كتابه العبر ..بأن البربر ينتسبون إلى بربر الذي ينتسب إلى يعرب بن قحطان، وهو هنا يتفق مع ما ذكره العالم الهمداني في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي الذي يقول في الجزء الأول من كتابه الإكليل: بأن قبائل صنهاجة وكتامة وعهامة ولواته وزناته تنتسب إلى بنو مرة بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سباء بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
يجمع النسابة والمؤرخون العرب المسلمون على أن معظم قبائل البربر تنتسب إلي أمازيغ بن كنعان، ويذكر المؤرخ والنسابة أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني- توفي بعد سنة 334هـ/945م- في الجزء الأول من كتابه الإكليل 'ص 45' بأن كنعان هو أحد أولاد عويلم بن سام وبأن موطن الكنعانيون الأصلي هو جنوب الجزيرة العربية.
( الكنعانيون والفينيقيون اسم لشعب واحد)
يؤكد أشهر وأقدم العلماء والنسابة والرواة العرب المسلمين في مؤلفاتهم بأن غالبية قبائل البربر ينحدرون من أصول يمنية حميرية ، ومنهم العالم ابن خلدون.
وجود تشابه لغوي أكثر من مائة كلمة في لغة البربر ولا تستخدم هذه الكلمات إلا في اليمن والجزيرة العربية تحديداً.
وجود تشابه بين كل من الأغاني والموسيقى الشعبية في بعض المناطق اليمنية وأغاني وموسيقى البربر، وقد أكدت هذا التشابه الكبير دراسات حديثة لعلماء أوروبيين في مجال الموسيقي أقدمهم "روبرت لخمان" سنة 1922م ؛ و"هانس هلفرتس" الذي قام في النصف الأول من القرن العشرين '1933-1935م' باختيار أغنيتين يمنيتين من محافظة صنعاء : الأغنية الأولى من منطقة بني إسماعيل في مديرية حراز والأغنية الثانية من منطقة بني مطر وتمت مقارنتهما بأغنيتين من أغاني البربر من منطقة القبائل في الجزائر، فوجد تشابه كبير بينها وتماثل في الإيقاع والترنيمة وذكر هؤلاء العلماء بأن وجود هذا التشابه الكبير لا يحدث مصادفة بل يحتم وجود علاقة حميمة بين البربر واليمنيين وأصل مشترك، فالسمات الموجودة في الأغاني والألحان التراثية اليمنية موجودة تماماً في الأغاني والألحان التراثية البربرية 'والتصفيق والمُحجرة'، وتظهر بوضوح كامل في طرق أدائها وألحانها التي تتطابق تماماً.
وجود تشابه بين فنون وأساليب وطرز العمارة والزخرفة في اليمن وفي مدن مناطق مختلفة في بلاد المغرب العربي منها المناطق التي تسكنها قبائل البربر، مثال ذلك تشابه العمائر السكنية المتعددة الطوابق في جبال اليمن مع مثيلاتها في جبال أطلس المنطقة الرئيسة لقبائل البربر، وهذه المباني السكنية ذات سمات معمارية واحدة.
وجود تشابه في طرق وأساليب الزراعة والري وبناء المدرجات الزراعية وقنوات الري في كل من اليمن وبعض المناطق في دول المغرب العربي.
واختتم الباحث قوله بأنه في كل بلاد المغرب العربي حالياً توجـد الكثير من القبائل والأسر التي يعود أصلها إلى اليمن، بعضها هاجرت من اليمن في عصور قديمة قبل الإسلام والبعض الآخر هاجرت إليها في العصر الإسلامي من هذه القبائل قبائل البربر التي انتشرت في البوادي والحواضر في بلاد المغرب العربي ومارس ويمارس أبنائها حياتهم الاجتماعية والاقتصادية على نحو يشبه كثيراً حياة القبائل اليمنية، لقد ساهمت هذه القبائل جميعها في الفتوحات ونشر الدين الإسلامي والعلم والثقافة والبناء والتنمية وتطوير البلدان والمناطق التي استقرت فيها، وأثبتت هذه الهجرات عبر التاريخ مقدرة اليمني الفائقة على الاندماج والتعايش والانسجام مع كل المجتمعات والثقافات والأمم والشعوب في كل العصور، وبرغم مرور مئات السنين على آخر هجرات اليمنيين واستقرارهم في تلك البلدان لم يستطع الزمن محو وطمس هويتهم اليمنية ومساهماتهم الرائدة في بناء وتعمير وتطوير البلاد ؛ لليمنيين تأثيرات وبصمات جميلة وإبداعية تظهر حتى اليوم بوضوح على العمائر والمنشآت التاريخية التي شيدوها أو شاركوا في بنائها في بلدان المغرب العربي كالجوامع والمساجد والمدن والقصور والحصون والقلاع والمنشات التجارية والسكنية والخدمية، كما تظهر في الفنون والآداب واللغة وفي العادات والتقاليد.
المعلومات عن يمنية أصول قبائل البربر كتبها الكثير من المؤرخين والنسابة العرب والمسلمين بالإضافة لنتائج توصلت إليها دراسات لعدد من الباحثين العرب والمسلمين والأوروبيين في العصر الحديث عن أصل قبائل البربر الذي يعتز ويفخر الكثير من أبنائها حتى اليوم بانتسابهم إلى اليمن بعيداً عن الاسفين الذي نصبته فرنسا عكسته زوراً وبهتاناً لتفتيت الأمّة؛ هذه البحوث يجب أن تكون حافزاً لإنجاز دراسات علميـة متعمقة في هذا الموضوع وفي موضوع الهجرات اليمنية عبر العصور وإنجازات اليمنيين في البلدان التي هاجروا إليها واستقروا فيها عبر التاريخ، ولكي تكون هذه الدراسات كاملة لابد من البحث والإطلاع على كثير من الوثائق والمصادر والمراجع، وكل ما كتب عنهم في تلك البلدان قديماً وحديثاً.
إن إقامة جسر تواصل دائم، مع إخواننا في بلدان المغرب العربي بشكل عام وأبناء البربر بشكل خاص، أصبح في وقتنا الحاضر أمراً هاماً وضرورة ملحة تساعد في إعادة كتابة تاريخ اليمـن والمنطقة بكامل حلقاته وتاريخ اليمانيون في كل مكان وإبراز أدوارهم ومساهماتهم العظيمة في صنع التاريخ والحضارات الإنسانية عبر العصور، ونحن على يقين من أن إخواننا اليمنيين في بلاد المغرب يمتلكون وثائق تاريخية ومادية هامة ومفيدة تساعدنا في كتابة تاريخ اليمن وتاريخ أبائهم وأجدادهم ، بعيداً عن التزوير الذي حاولت فرنسا ومن خلفها الغرب ترسيخه ، الذي يشكل جزء هاماً من تاريخ اليمــن والتاريخ الإنساني ؛ ومن خلال هذا التواصل بالإمكان كذلك الاستفادة من علم وخبرات الذين نبغوا منهم وبرعوا في مجالات العلوم المختلفة.
استعان الباحث بعدة كتب ومراجع تاريخية منها هوامش عرضها المؤرخ الفرح في مقدمة كتابه: أنظر الفرح، عروبة البربر، ص 5 و 6 ومراجع للدكتور أحمد فخري، دراسات في تاريخ الشرق القديم، ص 124 وللدكتورأسعد أشقر، تاريخ سورية والهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 369 ؛ الفرح، عروبة البربر، ص 19 وبَرْبَرْ على وزن حِمْـيَـرْ والهمداني، صفة جزيرة العرب، ص 369 ؛ الفرح، عروبة البربر، ص 19 وهانس هلفرتس، رحلة إكتشاف في العربية الجنوبية، ص 113 والفرح، عروبة البربر، ص 100
[/align]
|
|
|
|