عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 08 / 2016, 12 : 04 AM   رقم المشاركة : [27]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: دعوة إلى فنجان قهوة....

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق الصواف
ختمتُ حديثي قبل السابق بالقول: إنَّ مبررَ غيابي عن الموقع، خلال الأيام الأربعة التي تلت توجيه الدعوة لأعضائه إلى فنجان قهوة، كان طارئاً مُفاجئاً ومثيراً، لم يخطر لي على بال.. وأرجو أن يحتملَ صبركم سَرْدَ ما حدث معي مُفَصَّلاً، لأهميته، آملاً ألَّا تُصابوا بالملل..
حدثَ ذلك عشية اليوم الثاني الذي شَهِدَ مروراً عابراً لبعضِ مَن دعوتُهم وغادروني معتذرين واعدين بعودة قريبة.. ليلتذاك، لا أُنكر أنني شعرتُ بُعيد مغادرتهم بغزوةِ يأسٍ، دَعَتْني نفسي على إثرها، إلى اتخاذ قرار بالرحيل.. ولأنَّ الانتظار العقيم قد أحالني تَعَباً ممزوجاً بالخيبة ومُبركَناً بالغضب، وَجَدْتُني أُجيب دعوة تلك الأمَّارة بالسوء مُتَسَرِّعاً، فعَكَفْتُ على أوراقي أُلَمْلِمُها مُبَقَّعَةً بخيبتي التي حاولتُ سَترَها قبل أن أستدير مُتجهِّزاً لمغادرة المقهى الذي كنتُ قد أَولَيتُ بابَه ظهري.. لكن، وفي اللحظة التي استدرتُ فيها مُستقبلاً الباب لأَعْبَرَهُ مُغادراً، حدثَ ما لم يكن بالحسبان..
ففجأةً، وجدتُ نفسي قبالةَ رجلٍ جاوزَ الخمسين من عمره، قد سَدَّ الباب بقامتِه الطويلة ومنكبيه العريضين.. كان يرتدي جلابية بيضاء عتيقة حائلة اللون، ويغطِّي رأسَه الكبير بطاقية بيضاء تتدلَّى من تحت حوافِّها خصلاتُ شعرٍ طويل وَخَطَهُ الشيب فجعله رمادياً يُضفي على وجه صاحبه الأزهر ما يُشبه هالةً من نور زاد أَلَقَها بياضُ لحيته الكَثَّة التي كانت أكثرَ شيباً من شعر رأسه، والتي تَرَكَها تسترسلُ على صدره طولاً وعرضاً حتى غَطَّتْ معظمه..
حَدَّقَ كلٌّ منَّا بصاحبه لحظات، وكأنَّه لا يُصدِّق ما تراه عيناه، ثم أَعْقَبَتْ لحظاتِ المفاجأة تلك هنيهةُ دهشةٍ شهقتُ بانتهائها مُنفعلاً، ثم صرختُ وأنا أنُوسُ بين الامتعاض والذهول:
- بُهلول؟!!!
وبدلاً من أن يُجيبني بلسانه مُؤكِّداً أو نافياً، فَضَّل الإجابة بطريقة أخرى، نسبةُ الحِسِّيَّةِ فيها أعلى بكثير مما يمكن أن تحمله أيُّ كلمة أو عبارة مهما بلغت درجة بلاغتها.. فقد اندفعَ نحوي بكامل جسمه الضخم فاتحاً ذراعيه الطويلتين اللتين ما إن بَلَغَني حتى لَفَّني بهما مُعانقاً، ناسياً أنَّ حجمَه يُساوي ضعفَ حجمي، وأنَّ قوَّتَه لا تُلائمُ هشاشةَ شيخوختي، الأمر الذي دفعني للصراخ به مُستغيثاً:
- خُفَّ عليَّ يا بهلول.. ستقتلُني..
وكأنَّ استغاثتي رَدَّتْ إليه وَعيَه الذي فقده فَرَحاً برؤيتي، فَتَرَاخَتْ لسماعها ذراعاه وانطلقَ لسانُه معتذراً:
- آسف يا معلمي إن كنتُ آلمتك.. والله لم أقصد.. لكن والله من شدة شوقي إليك وفرحي بالعثور عليك ولقائك..
- أعلم يا بهلول.. أعلم.. لكن كدتَ تُزهق روحي يا رجل.. صحيح أنَّ من الحبِّ ما قَتل، كما يقول المرحوم عبد الوهاب..
وكأنَّ تعليقي كان نكتةً ألقيتُها لأُضحكَه، انطلقَ في قهقهةٍ لم تهزّ كرشَه الكبيرة فقط، بل هزَّت أرجاء المقهى الصغير أيضاً، وأخافت عماله الذين ظنُّوا لهولها أنَّ زلزالاً ضرب مقهاهم.. فصرختُ به غاضباً:
- ما بكَ يا بهلول؟ على مهلك يا أخي..
نجح صراخي بإخماد صوت قهقهته الرهيب، لكنه لم يُفلح في مسح آثار الفرحة عن وجهه، فقال مُعلِّلاً وبقايا ابتسامةِ سعادةٍ على شفتيه:
- والله إنَّه ضَحِكُ الفرحِ بلقائك بعد طول فراق.. إنَّك لا تتصوَّر كم أنا سعيد بالعثور عليك..
- بلى تصوَّرت.. لكن أرجوك لا تدعْ الفرح يُعَطِّلُ سيطرتَكَ على أقوالك وأعضائك ودرجة ارتفاع صوتك ونوع كلماتك ودرجة قهقهتك.. وإلا فضحتَنا..
- حاضر..
قال ذلك، ثم فرك كفَّيه الكبيرتين ببعضهما جذلاً، وسحب كرسياً قريباً وضع فوقه جسمَه الضخم، وأشار بيده إلي أنْ اجلس.. فجلستُ مرغماً، وسؤال واحد يدور في ذهني:
- كيف اهتديتَ إلى مكاني هنا، ومن الذي أوصلكَ إلي؟
وأراد أن يُطلق ضحكته المُجَلْجِلَةَ الرهيبة مرة أخرى، فحذَّرتُه فابتلعها، ثم قال:
- مَن يُوجَد في فمه لسان يسألْ، ومَن يسألْ لا يضيع.. أليس كذلك يا معلمي؟
- ومن الفالح الذي سألتَه فدلَّك على مكاني؟
- ابن صديق لي.. وَلَد فَلْتَة.. عبقري كومبيوتر وأنترنت وما لفَّ لَفَّهما..
ولإغاظته سألتُه:
- وصديقُك هذا بهلولٌ مثلك أيضاً؟
فَرَدَّ محاولاً إغاظتي بإجابته:
- نعم.. فالبهاليل هم الشريحة الاجتماعية الوحيدة في العالم العربي اليوم التي لا يُورِّث أصحابُها مهنتَهم لأولادهم.. وبالتالي، فمعظم العباقرة من ذريتهم..
ولكي أقطعَ عليه محاولة استدراجي إلى الاستطراد في الحديث معه، كما يحبُّ أن يفعل دائماً، قاطعتُه سائلاً:
- وكيف دَلَّك هذا العبقري على مكاني؟
اكتسى وجهه بالجد، وهي يُجيب:
- صَدِّق أو لا تُصدق لم يحتمل عثورُه عليك أكثر من دقيقَتَي بحث.. عرفَ خلالهما أين تجلس، وزوَّدني بخارطة قال لي إِن اتبعَتَها في بحثك عن معلمِك فلن تَضِلَّ أبداً ولن تشقى.. وقد صَدَقَ فيما قال..
- حسناً.. ها قد وصلتَ إلي ولقيتني، فماذا تريد مني بعد؟
- آه.. أريد الكثير يا معلمي.. فأنا لا أكاد أُصدِّقُ أنني عثرتُ عليك لتسألَني هذا السؤال ولأجيبَك قائلاً: أريد أن أعرضَ عليك كلَّ ما أَلَّفْتُه خلال السنوات السبع الماضية التي لم أَرَكَ فيها؛ وأريد أن أُصبح عضواً في موقع (نور الأدب) لأنشرَ إبداعاتي على صفحاته؛ وأريدُ أن تُعرِّفَني إلى أعضائه الكرام وتُعَرِّفَهم بي.. وثمة أمور أخرى كثيرة أريدها منك، لكن كل شيء بوقته ظريف..
فقلت له وأنا أجاهد نفسي لأكظم غيظي:
- هذا يعني أنك ستؤنسني طويلاً..
- طبعاً إن لم يكن لديك مانع..
- وأين ستقيم سيادتك خلال هذه الفترة؟
وبلهجة الواثق، أجابني إجابة أذهلتني بالفعل:
- لا تأكل هَمِّي من هذه الناحية.. لقد أَفْهَمَني العبقري الذي أوصلني إليك، أنَّ بإمكاني الإقامة في عالمِ الانترنت قَدْرَ ما أشاء، دون أن أدفع قرشاً واحداً..
- طيب..؟!
- وها أنتَ على وشكِ افتتاح مقهى تابع لموقع (نور الأدب)، ولاشك أنَّك ستحتاج إلى من يُديرُ لك العملَ فيه، لأنك لن تستقيل من أعمالك وتديره بنفسك، ولن تجدَ أفضلَ مني لإدارته.. ولا أحتاج لكي أُباشرَ إدارَتَه إلا إلى موافقة السيدة الأديبة هدى الخطيب صاحبة الموقع، أدام الله عزَّها، وموافقة أعضاء الموقع من بعدها.. وبما أنَّها تحترمكَ، كما علِمْتُ، فأرجوك أن تتوسَّط لي عندها للموافقة على إدارة هذا المقهى والمبيت فيه أيضاً، وبهذا تحلُّ مشكلتي ومشكلتَك في نفس الوقت..
- أتعتقد يا بهلول أنَّني ممن يأتون بالدبِّ إلى كرمهم؟ أنا آتي بك إلى هذا الموقع لتُصيبني بوجع رأس مزمن؟ معاذ الله.. لم أفقد عقلي بعد..
- أُعاهد اللهَ وأُعاهدك ألا أُسبب لك أيَّ إزعاج مع أعضاء الموقع وزوار المقهى، أو مع صاحبة الموقع.. صحيح أنَّني بهلول ولكنني عاقلٌ أكثر من كثيرين في هذا العالم، وأنتَ تعرف ذلك تماماً، فلا تقطع بسببي، الله يرحم أمواتك..
صمتُّ برهةً أُفكِّر، ثم قلتُ له مُجيباً:
- دعني أستشِر صاحبة الموقع وأعضائه، فإن وافقوا فبها ونعمت، وإن رفضوك فلا حول لي ولا قوة في هذا الشأن.. موافق؟
هزَّ رأسَه الكبير وقد غاضت ضحكتَه وانتشرت على جبينه سحابة قلق، ثم قال مُستسلماً:
- كما تُريد يا معلمي.. ولكن أرجوك يا معلمي أن تسمح لي بالمبيت في هذا المقهى، فأنا غريب في عالم الانترنت هذا، ولا ترضى لي أن أنام في شوارعه مثل المشردين..
- موافق، بشرط أن لا تُحدث أي فوضى أو مشكلة..
- وأنا موافق على شرطك يا سيدي..
وبالفعل، تركتُ بهلولاً في المقهى، كمقيم مؤقت، ريثما تعطونني قراركم بشأن الموافقة على طلباته أو رفضها.. ولأنني أعلم أنَّ اتخاذ قرار كهذا لابد أن يسبقَه إعطاؤكم معلومات عن بهلول وشخصيته ومدى صلته بي، ونوعية نشاطاته، لتستنيروا بمعرفتها في تكوين قراركم، فإنني أرجو صبركم مجدداً ريثما أقصُّ عليكم موجزاً عن حياته، غداً أو بعد غدٍ إن شاء الله..

أستاذنا الفاضل .محمد توفيق الصواف..
إنه لرائع ذلك الحوار..الذي دار بينك وبين الأخ بهلول ..وبرغم أنني أشعر أنه فصيل مختلف ..عن كونه يصبح أخ لي..إلا أنني سأعتبره أخ ..إلى حين الكشف عن هويته.. وحقيقة ..قد أجدت إستدراجنا ..للإنتباه لذلك البهلول ..وأرسيت له مكانا ..قبل أن يأتي ..وهيئتنا نفسيا لتقبله بيننا ..قبل أن نعرفه.. وأثق أننا سنرحب به عند وصوله.. رغم أنه يبدو مخيف الطلة ..عظيم الأمر..إلا أنني أعلم ..أن نور الأدب ..بيت الكرم..لكل وارد .. :) وقد حدثني حدسي ..بشأن شخص ذلك البهلول ..ولكنني لن أتسرع هذه المرة ..في الكشف عما أشتمت أنفي ..والتي نادرا ما تخطئ..سوف أنتظر معلومات بهلولنا المبجل ( إبتسامة)..وأما بخصوص تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية ..فإني سوف أذاكر من جديد ..ليس بيدي سوى ذلك .. سامح الله معلمو اللغة العربية .. الذين تلقيت منهم..على مر مراحل تعليمي ..فلست أدري من منا كان فاشلا ..أنا أم هم ..(إبتسامة )وردي.. وأيضا وردي.
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس